أكد رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أنه لا توجد وسيلة على الإطلاق تسمح بعودة داعية الكراهية (أبو قتادة) إلى بريطانيا أبداً.


نصر المجالي: أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، الخميس، قرارا برّأت فيه منظر التيار السلفي الجهادي عمر محمود عثمان، الملقب بـ"أبو قتادة" في قضية الإصلاح والتحدي والتآمر لارتكاب أعمال إرهابية في المملكة.

ولتبديد مخاوف من احتمال عودة رجل الدين المتشدد الذي كان يعرف بأنه سفير زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أوروبا، قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني: "لا يمكن ان يعود وانه لن يعود. انه أردني، كما أنه ليس لديه جواز سفر بريطاني، وتم ترحيله بناء على أمر ترحيل قضائي إلى أجل غير مسمى، ولن يتم منحه إذنا لدخول المملكة المتحدة، وهذه نهاية القصة ".

ويشار إلى أنه لن يفرج عن "أبو قتادة" من السجن كونه يُحاكم في قضية أخرى تُعرف بـ"تفجيرات الألفية" التي أجلّت المحكمة النظر فيها. وسيبقى رهن الاحتجاز الى حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، بسبب تهم مرتبطة بمخطط لمهاجمة سياح خلال احتفالات الأردن برأس السنة عام 2000.

وكانت بريطانيا سلمت عمر محمود عثمان "أبو قتادة" إلى الأردن في تموز (يوليو) الماضي لإعادة محاكمته أمام المحاكم الأردنية بعد معركة قضائية في شأن تسليمه كلفت دافعي الضرائب البريطانيين حوالي مليوني جنيه استرليني.

لن يعود

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني: "تم وضع السيد قتادة على متن طائرة الى الاردن وعدم العودة. وهذا الرجل اعتبرته المحاكم البريطانية خطرا على الأمن القومي. وهو لن يعود". يذكر ان ابو قتادة كان متهما لبريطانيا بصلات مع زكريا موسوي، وهو الشخص الوحيد المتهم الموجود حالياً في الولايات المتحدة بسبب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ومع مفجر الحذاء ريتشارد ريد.

ومن جهته، قال نيك كليغ نائب رئيس الحكومة البريطانية ان لندن ستواجه بشدة أية محاولة من جانب أبو قتادة للعودة إلى بريطانيا. وقال: "لا نريد هذا الرجل مرة أخرى". وقال كليغ لإذاعة بي بي سي: "ما هو واضح تماما بالنسبة لي هو هذا الرجل بحاجة لمواجهة العدالة واللازمة للقيام بذلك من المملكة المتحدة، وهذا ما حقق هذه الحكومة في نهاية المطاف".&

اتهامات في الأردن

وأبو قتادة كان متهما من جانب الأردن بالتآمر بقصد القيام بأعمال إرهابية في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا العام 1998 والعام 2000".

وكان حُكم على أبو قتادة (53 عاما) بالاعدام غيابيا العام 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية من بينها هجوم على المدرسة الأميركية في عمان لكن تم تخفيف الحكم مباشرة إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة.

كما حكم عليه العام 2000 بالسجن 15 عاما للتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن.

لجوء لبريطانيا

يذكر أن السلفي الجهادي (أبو قتادة) كان أقام في الكويت وبعد حرب الخليج الأولى (التي كان يعارضها) طرد منها إلى الأردن، ومن هناك سافر إلى باكستان ووصل الى بريطانيا في 1993 بجواز سفر اماراتي مزوّر، وطلب اللجوء السياسي بدعوى الاضطهاد الديني، ليمنح اللجوء في العام التالي.

وتحوّل "أبو قتادة" لأكثر الرجال المطلوبين بعد فراره من منزله في أكتون غرب لندن في أعقاب وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001، وفي العام ذاته قبضت الشرطة البريطانية عليه أول مرة في منزل ثقافي في شمال لندن واحتجزته في سجن بلمارش ثم أخلت سبيله عنه بكفالة مع فرض قيود صارمة على تنقلاته.

اهتمام بريطانيا

وكان ابو قتادة، احدى الشخصيات الاسلامية المتشددة التي اثارت اهتمام الاعلام البريطانية لسنوات طويلة الى جانب ابو حمزة الاسلامي، المصري، الذي بترت يده، وفقد احدى عينيه، السجين حاليا في الولايات المتحدة وعمر البكري (السوري الأصل) مؤسس حركة "مهاجرون" الهارب راهنا في مدينة طربلس اللبنانية.

وبعد تفجيرات 7 تموز (يوليو) 2005 في لندن التي أسفرت عن مصرع 50 شخصاً وإصابة ما يقرب من 700 آخرين تم اعتقال "أبو قتادة"، لتقرر محكمة بريطانية في 26 شباط (فبراير) من عام 2007 بجواز تسليمه إلى الأردن إلا أنه قدم استئنافا ضد القرار وربحه لينجو من تسليمه للأردن.
&
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 تم اعادة اعتقاله مجددا لخرقه شروط الإفراج عنه بكفالة ليتم إلغاء قرار الإفراج عنه بكفالة وليعاد إلى السجن في انتظار ترحيله خارج المملكة المتحدة، حتى تم ترحيله فعلياً إلى الأردن في تموز (يوليو) الماضي.