&
حثّت كل من واشنطن ولندن، المتنافسين الرئاسيين في أفغانستان على هدوء الأعصاب والحوار، ورفضتا أي خطة نحو "حكومة موازية"، بينما حذر تقرير من أي انسحاب لقوات التحالف الدولي دون حل حاسم في البلد الذي مزقته الحروب.&

&
تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما مع المرشح الرئاسي الأفغاني عبد الله عبد الله الليلة الماضية للدعوة إلى الهدوء والحوار والحث على مراجعة اتهامات التلاعب في الانتخابات.
وقال جوش ارنست المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحافي "أوضح الرئيس ... أننا نتوقع مراجعة شاملة لكل المزاعم المعقولة بالتلاعب، وأنه لا مبرر للجوء إلى العنف أو إجراءات غير دستورية.
&
وقال ارنست إن "أي تحرك كهذا سيكلف أفغانستان المساعدة المالية والأمنية الأميركية"، وأضاف ارنست أن مزاعم خطيرة بالتلاعب أثيرت لكن لم يتم التحقيق فيها بشكل ملائم حتى الآن.
وفي بيان حاد اللهجة حذر كيري أفغانستان من أن أي محاولة للسيطرة على السلطة بطريقة غير قانونية عقب الانتخابات المتنازع عليها ستحرم البلاد من الدعم الأميركي.
&
وقال كيري في البيان الذي أصدرته السفارة الاميركية في كابول: "لاحظت بقلق بالغ تقارير عن احتجاجات في أفغانستان وتلميحات الى (حكومة موازية)".
وأضاف قائلاً "أي اجراء لتولي السلطة بوسائل خارج الاطار القانوني سيكلف أفغانستان الدعم المالي والأمني من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
&
هدوء الأعصاب&
وفي لندن، حثّ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ القيادات الأفغانية على الالتزام بهدوء الأعصاب، بعد الإعلان عن النتائج المبدئية للانتخابات.
وقال هيغ: "هذه مرحلة حاسمة بالنسبة لأفغانستان. ولابد من نقل السلطة بنظام وبطريقة دستورية وشرعية بعد الانتخابات الرئاسية. وإنني أحثّ كافة القيادات الأفغانية على العمل مع بعضهم البعض لأجل وحدة واستقرار بلدهم، وإلا فإن عدم قيامهم بذلك قد يؤدي للانقسام السياسي والإضرار بما حققته أفغانستان منذ سقوط طالبان، وتقويض شراكتها مع المجتمع الدولي".
&
وتابع وزير الخارجية البريطاني: "لقد أكدت اللجنة المستقلة للانتخابات وقوع تزوير. كما أثيرت مزاعم أخرى بوقوع حالات تزوير، ومن الصواب إجراء تحقيق شامل بتلك الحالات. ويتوجب اتخاذ إجراء سريع حيثما ثبت وقوع حالات تزوير. فهذا ضروري لضمان نزاهة الانتخابات في عيون كافة الأفغان الذين كانت لديهم الشجاعة والعزم للتعبير عن آرائهم من خلال صناديق الاقتراع. وبخروجهم بالملايين في أنحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات، متحدين أخطار العنف، قد أبدوا دعمهم الواضح لأجل مستقبل أكثر سلاماً وازدهارًا".
&
وختم هيغ بيانه: "يتوجب على السياسيين في أفغانستان العمل الآن وفق ما ينص عليه دستور أفغانستان، وإلى جانب المؤسسات الانتخابية لضمان تحديد النتيجة وفق تلك الأصوات، وليس بالتزوير، وأن تواصل أفغانستان إحراز التقدم الذي شهدناه ودعمناه طوال السنوات الثلاث عشرة الماضية".
&
تبديد الآمال&
وإلى ذلك، فقد بدد الخلاف حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الآمال في انتقال سلس للسلطة في أفغانستان، وهي مصدر قلق للغرب مع انسحاب معظم القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد هذا العام.
&
وأعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات يوم الاثنين فوز أشرف غني في الجولة الثانية بنسبة 56.44 في المئة من أصوات الناخبين، وفقًا للنتائج الأولية، لكن عبد الله رفض النتيجة قائلاً إن التصويت شابته عملية تزوير على نطاق واسع، وقد تتغيّر هذه النسبة عند اعلان النتائج الرسمية النهائية في 22 يوليو (تموز).
&
ويخشى المراقبون من أن تدفع المواجهة بين عبد الله وأشرف غني أفغانستان إلى الفوضى في ظل غياب قائد واضح للبلاد التي تعاني بالفعل من انقسامات عرقية عميقة.
وكان آلاف المحتجين من مؤيدي المرشح الرئاسي عبد الله عبد الله احتشدوا في وسط كابول يوم الثلاثاء، في اشارة الى التحدي بعد اعلان فوز المرشح المنافس أشرف عبد الغني في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الافغانية التي جرت الشهر الماضي.
&
اتهام كرزاي&
واتهم عبد الله الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي، الذي سيترك منصبه بعد أن أمضى 12 عامًا في السلطة، بالمساعدة في تزوير التصويت لصالح عبد الغني، ووصف ما حدث بأنه "انقلاب" على إرادة الشعب.
وفي الاحتجاج الصاخب، هتف المحتجون "الموت لكرزاي" ومزقوا صورة ضخمة لكرزاي واستبدلوها بأخرى لعبد الله.
&
ووسط هذه الأجواء المتوترة، أعلن عبد الله، وهو مقاتل سابق مناهض لحركة طالبان، أنه الفائز في الانتخابات ليضع نفسه في مسار تصادمي مع منافسه عبد الغني.
وقال أمام حشد من مؤيديه: "أنا الفائز في هذه الجولة من الانتخابات دون شك."
ويستمد عبد الله معظم دعمه من أقلية الطاجيك في شمال أفغانستان، حيث يتولى حلفاؤه هناك مناصب رفيعة، أما عبد الغني فيحظى في الأساس بتأييد قبائل البشتون في جنوب وشرق البلاد.
&
تحذير من غياب الحسم&
وإلى ذلك، تناولت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية في مقال الانتخابات في أفغانستان، وما تمثله بالنسبة للأفغان، تزامنًا مع استعداد قوات التحالف لسحب وحداتها القتالية.
وتقول الديلي تلغراف إن على الدول الغربية إذا أرادت أن تجنب أفغانستان السيناريو العراقي، وسيطرة المتشددين على مناطق واسعة في البلاد، أن تترك للأفغان حكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد، تدعمها قوى أمنية وطنية.
&
وترى الصحيفة أن هذا التصور يبدو بعيد المنال بالنظر إلى ما آل إليه الخلاف بين مرشحي الانتخابات الرئاسية، عبد الله عبد الله وأشرف غني، فكلاهما يدّعي فوزه بغالبية الأصوات، وبالتالي برئاسة البلاد.
وتقول الديلي تلغراف إن فشل التعايش بين الشيعة والسنة في العراق هو الذي أدى إلى انسداد سياسي، ثم مكن آلاف المسلحين من السيطرة على مناطق واسعة في البلاد.
&
وتضيف أن الخوف كل الخوف في&أن يؤول الوضع في أفغانستان إلى ما آل إليه في العراق، إذا لم يحسم الخلاف في كابول، "ولذلك فإن المطلوب هو أن يصل عبد الله وغني إلى اتفاق في أسرع وقت وإلا تحولت أفغانستان إلى عراق ثانٍ".&
&