أعلنت الرئاسة العراقية اليوم عن عودة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني إلى العراق غدًا السبت، بعد عامين من العلاج في المانيا من جلطة دماغية خطيرة، مؤكدة اتمام علاجه هناك، فيما يقول مراقبون إن هذه العودة تترافق مع خلافات حادة تضرب بالمكتب السياسي لحزبه الاتحاد الوطني، في اختيار خليفة له ومحاولته التصدي لها وانهاءها.


لندن: قالت الرئاسة العراقية اليوم الجمعة إن الرئيس طالباني سيعود إلى العراق غداً السبت "بعدما منّ الله تعإلى بالشفاء لفخامته، واتمام العلاج في البلد الصديق ألمانيا من العارض الصحي الذي مرّ به، وهو يؤدي بكل المسؤولية المعروفة عنه مهامه وعمله رئيساً لجمهورية العراق".&
&
وقد دعا نائب رئيس حكومة اقليم كردستان قوباد طالباني، نجل الرئيس، المواطنين الى الاحتفال بعودته "بعيداً عن اطلاق الأعيرة النارية". واكد في تصريح أن "طالباني يتمتع بصحة جيدة بعد تماثله للشفاء". ودعا المواطنين الى "الاحتفال بعودة الرئيس طالباني بعيداً عن اطلاق الأعيرة النارية".
&
وعبّرت الرئاسة في بيان صحافي الجمعة اطلعت على نصه "إيلاف" عن "عظيم سعادتها بهذه العودة المكللة برعاية الباري وحفظه"، وقالت "إذ نؤكد غبطتنا بسلامة الرئيس وحضوره بين شعبه ورفاقه وأخوته وأبنائه من العراقيين، فإننا نتقدم بهذه المناسبة السعيدة بالشكر والتقدير لجميع من ظل يتابع بحرص واهتمام الوضع الصحي للرئيس وهو اهتمام عبّر الجميع من خلاله عن اعتزاز بالدور المحوري الذي دأبَ مام جلال على مواصلته بمختلف الظروف، والسعي من خلاله من أجل عراق ديمقراطي حر واتحادي سواء بعمله وقيادته في فترة المعارضة للنظام الدكتاتوري البائد، أو في مرحلة بناء تجربتنا الديمقراطية ودوره الأساس المعروف بجمع الفرقاء الوطنيين على كلمة سواء، أساسها العدل والمساواة والتسامح والاخوة وكل القيم الانسانية والنضالية التي قدم من اجلها شعب العراق بكل طوائفه الدماء و الارواح" .
&
واشارت إلى أن هذا الشعور بالوفاء والعرفان ظل يتجسد "من خلال المشاعر العظيمة التي ظلّ شعبُنا بمختلف مكوناته يتابع بها الوضعَ الصحي له، وهي مشاعر عبّر بها العراقيون، من مراجع كرام وقوى ونخب وشخصيات سياسية واجتماعية ومواطنين، عن حبٍّ واعتزاز وتقدير للدور الكبير الذي اضطلع به الرئيس طيلة سنوات نضاله وعمله ولما عُرف عنه من روح وطنية بقيت دائمًا محط اعتزاز الجميع نفخر بهذه المشاعر العظيمة".&
&
واضافت الرئاسة العراقية أنه كان "للمشاعر التي أبداها الكثير من الرؤساء والملوك والأمراء والقادة والشخصيات من عديد الدول وهم يتابعون الوضع الصحي لرئيس الجمهورية جلال طالباني موضع التقدير في قلوبنا فلهم جميعًا الشكر الجزيل على ما عبروا عنه من كرم المشاعر وجميل الدعاء، متمنين من الله تعإلى أن يحفظ الجميع وينعم عليهم بدوام السلامة والتقدم والرفعة".
&
وقالت الرئاسة في الختام "نتطلع بحب وشوق إلى مقدم الرئيس جلال طالباني إلى بلده العراق يوم السبت المقبل مشافى ومعافى بلطفٍ ورحمةٍ من العزيز الكريم في هذا الشهر الفضيل".

خلافات في القيادة
&
وتترافق عودة طالباني إلى العراق مع فشل جميع الجهود لإنهاء الخلافات في قيادة حزبه لاختيار خليفة له، حيث يعتقد أن لهذه العودة علاقة بهذه الخلافات التي يمكن له أن يحسمها بإعتباره زعيمًا للحزب.
&
فقد طرح المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني الليلة الماضية وازاء عجزه عن انهاء خلافاته حول مرشحين اثنين من بين اعضائه لمنصب رئيس الجمهورية هما: برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس حكومة كردستان سابقاً، ونجم الدين كريم محافظ كركوك الحالي، فإنه قد تم في آخر لحظة طرح اسمي اثنين آخرين من قيادة الحزب هما " عدنان المفتي رئيس برلمان كردستان سابقًا وفؤاد معصوم رئيس اول حكومة كردستانية عام 1992 ورئيس اول برلمان عراقي بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.&
&
وابلغ مصدر كردي "إيلاف" أن هيرو احمد عقيلة طالباني وقفت بوجه ترشيح برهم صالح الذي يؤيده بقية اعضاء القيادة وإزاء إصرارها على ترشيح نجم الدين كريم بالضد من إرادة قيادة الحزب الراغبة ببرهم، وتجنبًا لتفجير المكتب السياسي جراء هذه الخلافات، فقد تقرر في وقت متأخر من الليلة الماضية، استبعاد هاتين الشخصيتين من الترشح وتقديم المفتي ومعصوم كمرشحي تسوية حفاظًا على وحدة الحزب.&
&
آخر ظهور لطالباني
&
وكان اخر ظهور لطالباني في 28 نيسان (أبريل) الماضي &على كرسي متحرك، وهو يدلي بصوته في أحد المراكز الانتخابية بألمانيا.&
&
معروف أن طالباني يعاني من أزمات صحية منذ عام &2007 حيث نقل حينذاك إلى مستشفى ‏الحسين الطبية في الاردن وامضى عدة اسابيع فيها ثم نقل &لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك ‏بالولايات المتحدة الأميركية. وفي ايار (مايو) من العام نفسه اجريت له عملية جراحية في أحد صمامات ‏القلب بمستشفى مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا الاميركية، وذلك بعد ايام من الاعلان عن اجراء جراحة ‏له بالركبة في آب (أغسطس) عام 2008.‏
&
ثم تدهورت الحالة الصحية لطالباني مرة أخرى في السابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 اثر اصابته ‏بجلطة دماغية أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد من دون أن يستقر وضعه الصحي فنقل بعد ‏اربعة ايام &إلى مستشفى متخصص في المانيا. وقالت الرئاسة العراقية في 20 من الشهر نفسه إنه قد تم استقدام أطباء ألمان إلى العراق، فأوصوا بنقل طالباني إلى المانيا على عجل، حيث أدخل إلى احدى المستشفيات الكبيرة هناك ومازال يتلقى العلاج فيها.&
&
ويعاني طالباني (80 عاما) منذ سنوات من مشاكل صحية وقد اجريت له عملية جراحية للقلب في ‏الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008 قبل أن ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء ‏الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة واوروبا عدة مرات لأسباب ‏طبية.‏
&
وجلال طالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ ‏العراق الحديث، وقد انتخب رئيسًا لمرحلة انتقالية في نيسان (ابريل) عام 2005 واعيد انتخابه في نيسان عام 2010 ‏لولاية ثانية لأربع سنوات أخرى.‏