بعد ساعات من إعلان مجلس النواب العراقي عن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، أعلن السياسي العراقي المخضرم مهدي الحافظ ترشحه للمنصب في موقف سيثير حفيظة الأكراد الذين يعتبرون أن الرئاسة من حصتهم وفقا للمحاصصة المتبعة في توزيع المناصب السيادية منذ عام 2003.


لندن: أعلن مهدي الحافظ (74 عاما) ترشحه&لمنصب رئيس الجمهورية في&العراق،&وهو شيوعي سابق انفصل عنه وانضم إلى التيار الليبرالي وتولى حقيبة التخطيط سابقا ثم رئاسة السن لمجلس النواب العراقي لدى افتتاح دورته الجديدة في الاول من الشهر الحالي، بعد ساعات من فتح البرلمان لباب الترشح لمنصب رئيس البلاد وتحديده ستة شروط يجب توفرها في المرشح وإثر تعثر الأكراد في الاتفاق على مرشحهم للمنصب نتيجة خلافات داخل الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني على أمل حسم موقفهم خلال 48 ساعة المقبلة قبل انتهاء فترة الترشح الاحد المقبل ليتم التصويت على المرشحين خلال جلسة البرلمان المقررة الاربعاء المقبل.

وعلى الرغم من عدم صدور أي موقف كردي رسمي من ترشح الحافظ الا انه من المؤكد ان الأكراد سيرفضونه ويؤكدون أنّ المنصب هو من حصتهم وفقا للتوزيع المذهبي والقومي المحاصصي للمناصب السيادية المتبع في البلاد منذ التغيير عام 2003 والذي يقضي بأن يكون رئيس الجمهورية كرديا ورئيس الوزراء شيعيا ورئيس مجلس النواب سنيا.

فالأكراد مازالوا يجاهدون من اجل انهاء خلافاتهم حول مرشحهم لرئاسة الجمهورية واختيار واحد من شخصيتين مطروحتين للاختيار هما : برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس حكومة أقليم كردستان سابقا ونجم الدين كريم محافظ كركوك الحالي وهما قياديان في حزب طالباني.

وفي تصريحات له بعد إعلانه ترشحه اكد الحافظ المنتمي إلى "ائتلاف العراق " حاجة العراق لرئيس عربي يتلاءم مع الاوضاع السائدة في المنطقة ويتواصل مع الدول العربية مشدداً على"ضرورة أن يرتفع النبض العربي في العراق. وأشار إلى أنّه رشح نفسه للمنصب مع احترامه لحقوق الأكراد فيه مؤكدا حرصه على الوحدة الوطنية للعراقيين مؤكدا وجود تفاهمات مع بعض الكتل السياسية بشأن الموضوع من دون ان يوضح طبيعتها.

&وشدد الحافظ على أنّ ترشحه يأتي رغبة منه لإخراج العراق من أسر قواعد لم يُتفق عليها دستورياً وقانونيا كما نقلت عنه وسائل اعلام عراقية.. مشيرا إلى أنّ وجود شخص عربي على رأس الدولة العراقية أمر مهم لمستقبل البلاد. وأكد ضرورة أن "يشق العراق طريقه بروح ديمقراطية وان يتمتع الكرد بكامل حقوقهم لكن لا ان يكون ثمن ذلك بقاء وضع العراق مهزوزاً ومعرضاً للمخاطر".
&
الحافظ سيرة حياة مهنية وسياسية حافلة

ومهدي الحافظ شيوعي سابق تحول ليبراليا وشغل منصب وزير التخطيط في اول وزارة شكلها رئيس الوزير العراقي الاسبق أياد علاوي عام 2004 بعد عام من سقوظ نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتشير سيرة حياته الوظيفية إلى أنّه مثل العراق وزيرا مفوضا في الامم المتحدة في جنيف للفترة بين عامي 1978و1980.. ثم التحق بمنظومة التجارة والتنمية التابعة للامم المتحدة حيث عمل فيها مديرا للتنمية الصناعية الخاصة للفترة بين عامي 1983و1996، وعمل بعدها مديرا اقليميا للتنمية الصناعية لغاية 1999.

كما شغل الحافط عضوية مجلس المعتمدين والمستشارين في معهد الأيدولوجية العربي منذ عام 1996 وكان رئيسا للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية في القاهرة للفترة بين عامي 1998و2000. كما كان عضوا مؤسسا للمنظمة العربية لحقوق الانسان وعمل نائبا لرئيس منظمة التسامي الافرو- اسيوية منذ عام 1980. وبعد انهائه دراسته الجامعية في الكيمياء حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة براغ.

ومعروف عن الحافظ تمتعه برؤية أقتصادية شاملة ومتابعة سياسية واضحة لكل أبعاد العملية السياسية وما رافقها من إحباطات كبيرة ومؤثرة على الحياة العامة للعراقيين. ومعروف عن الحافظ انه كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سبعينات القرن الماضي ثم تحول إلى الليبرالية بعد استقالته من الحزب بداية الثمانينات.

وقالت مصادر عراقية على صلة وثيقة بالحافظ اتصلت بها "أيلاف" اليوم انه يتمتع بشخصية هادئة ويتميز بكفاءة وتجربة وكانت بداية علاقته بالعمل السياسي من خلال ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي في عام 1958 عندما تخرج من قسم الكيمياء في دار المعلمين العالية في بغداد ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العراقيين التابع للحزب وغادر إلى براغ للحصول على شهادة الدكتوراه ثم أصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العالميين الشيوعي.. لكنه عاد إلى بغداد عام 1970 ليصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الذي دخل انذاك فيما سميت بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي يقودها حزب البعث عام 1973 وأصبح عضوا في قيادة السكرتارية العامة للجبهة وعين مستشارا في وزارة الخارجية العراقية متفرغا للعمل في الجبهة.

لكنه مع انفراط عقد الجبهة واختلاف الحزب الشيوعي مع النظام البعثي واستقالة الوزراء الشيوعيين عام 1978 اثر اعدام البعثيين 20 عسكريا قالوا انهم كانوا يحاولون تشكيل تنظيم شيوعي داخل الجيش العراقي غادر العراق عائدا إلى براغ رغم صدور قرار رسمي بنقله إلى السفارة العراقية في سويسرا بدرجة وزير مفوض الا انه لم يلتحق بعمله.

ثم استقال الحافظ من الحزب الشيوعي عام 1982 إثر اندلاع الحرب العراقية الأيرانية اواخر عام 1980 لاحتجاجه على موقف الحزب في الوقوف ضد صدام حسين حيث كان رأيه ومجموعة من الشيوعيين ان العراق يتعرض لمخاطر غزو أيراني ويجب عدم العمل ضده.. فشكل عام 1982 مع مجموعة من الشيوعيين السابقين من براغ تنظيما ليبراليا حمل اسم البديل الديمقراطي واصدروا مجلة شهرية بهذا الاسم.

ثم انحل هذا التنظيم فغادر الحافظ براغ إلى فيينا فعمل في احد اقسام التنمية في مكتب الامم المتحدة هناك في منتصف الثمانينات ثم عمل في وكالة التنمية الصناعية للامم المتحدة في بيروت لمدة خمس سنوات إلى أن احيل على التقاعد ثم ظل يتنقل بين فيينا وبيروت.

وفي عام 2002 شكل الحافظ مع مجموعة من الشيوعيين السابقين والليبراليين والديمقراطيين والتكنوقراط المستقلين تنظيما سياسيا باسم تجمع الديمقراطيين المستقلين بزعامة وزير الخارجية الاسبق والشخصية العراقية المعروفة عدنان الباجة جي فاصبح هو نائبا للرئيس ونشط في العمل ضد نظام صدام حسين.. ثم عاد مع قيادة التجمع إلى العراق ليكون رئيسه الباجة جي عضوا في الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم وليصبح الحافظ وزيرا للتخطيط.

والحافظ (74 عامًا) شيعي لكنه علماني من مواليد مدينة الديوانية (255 كيلومترا جنوب بغداد) وله دراسات وابحاث في الاقتصاد والصناعة في المنطقة العربية.. متزوج وله ابن اسمه خيام يعمل في الامم المتحدة.