في اول إعلان رسمي لخلافات بين خلفاء زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الرئيس العراقي جلال طالباني، وجّه نائباه برهم صالح وكوسرت رسول دعوة تخلّفت عنها عقيلته هيرو أحمد لاجتماع عاجل لقيادة الحزب وانتخابات بلا تزوير، رافضين قرارًا للقيادة بتولي الثلاثة صلاحيات زعيمهم الغائب عن العراق منذ اواخر عام 2012 في المانيا لتلقي العلاج من جلطة دماغية خطيرة.


في إعلان مشترك، دعا برهم صالح وكوسرت رسول علي، نائبا الرئيس العراقي جلال طالباني في حزب الاتحاد، إلى اجتماع عاجل للقيادة واجراء انتخابات بلا تزوير، وذلك في نداء بعد يوم من قرار بتوليهما صلاحيات طالباني بالاشتراك مع عقيلته هيرو ابراهيم أحمد التي تخلفت عن المشاركة في الدعوة، الامر الذي يؤكد بأن الخلافات بين قياديي الاتحاد لم يعد بالامكان اخفاؤها.

فقد شدد برهم صالح وكوسرت رسول علي في تصريح مشترك تسلمت quot;ايلافquot; نصه أن الاتحاد الوطني الكردستاني يمر بمرحلة حساسة تتطلب التعجيل بعقد مؤتمر شرعي للاتحاد بعيدًا عن التزوير. وأشارا إلى أنّهما قدما عدداً من المقترحات لاعضاء المكتب السياسي للحزب قبل اجتماعه الجمعة الماضي، كما أن لديهما اتفاقين موقعين لحل المشاكل.

وأشارا إلى أنّ جهودهما في هذا المجال quot;للاسف لم تتوصل إلى النتائج المرجوة في الوقت الذي انقضى فيه موعد عقد المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني الكردستانيquot; الذي كان مقرراً له الجمعة. وقالا إنه بعد انقضاء موعد انعقاد المؤتمر quot;نؤكد اصرارنا على عقد مؤتمر شرعي في القريب العاجل بعيد عن التزوير بهدف اجراء عملية تجديد واصلاح للاتحاد الوطني الكردستانيquot;.

كما أكد برهم صالح في تصريح للصحافيين في مدينة السليمانية ( 330 كم شمال شرق بغداد) مساء امس قائلاً: quot;سأبقى عضوًا مخلصًا ومتعاونًا لحين انعقاد المؤتمر المقبل للاتحاد الوطني الكردستاني كي يكون مؤتمرًا ناجحًا ويتمكن من معالجة مشاكل ومواصلة نهجه الذي اختطه لنفسه في خدمة جميع شرائح المجتمعquot;، في إشارة إلى رفضه قرار قيادة الحزب بتوليه وكوسرت رسول وهيرو احمد صلاحيات طالباني.

وأضاف أنه طرح رأيه وتصوراته داخل الاتحاد مؤكدًا أنه لا يمنح لنفسه الحق في أن يتقلد أي منصب داخل حزب الاتحاد في الظرف الراهن. وطالب بأن ينكب المؤتمر المنتظر على معالجة quot;مشاكل الاتحاد الوطني ويواصل نهج خدمة جميع شرائح المجتمعquot;.

وتأتي هذه التطورات في اعقاب سلسلة اجتماعات استمرت ثلاثة ايام للمكتب السياسي للاتحاد الوطني وانتهت الجمعة الماضي من دون الاتفاق على توزيع صلاحيات رئاسة ونيابة الامانة العامة للحزب لكنها اكتفت بتوزيع صلاحيات طالباني بين عقيلته هيرو احمد ونائبيه الاول كوسرت رسول والثاني برهم صالح، اضافة إلى تغيير قيادات أمنية عليا في محافظة السليمانية، لكن هيرو احمد رفضت النقطتين الأخيرتين ما دفع صالح إلى اتخاذ قرار البقاء عضواً عاديًا في الحزب ورفض قرار مشاركته صلاحيات زعيم الحزب.

وكان المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني قد أعلن في اعقاب اجتماع عقده بعد اجتماعه بالمجلس القيادي للحزب الجمعة الماضي عن تأجيل المؤتمر الرابع للحزب إلى موعد آخر quot;ينسجم مع المعطيات والاوضاع الداخلية للاتحاد الوطنيquot;، كما قال. معبراً عن الامل في أن تشهد صحة طالباني quot;تحسنًا اكبر يمكنه من العودة معافى للمشاركة في المؤتمر العام الرابع، وهي رغبة جميع مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستانيquot;، بحسب قوله.

وأكد دعمه لاستحداث هيئة عليا لقيادة الحزب تحظى بصلاحيات السكرتير العام لطالباني، تتشكل من هيرو ابراهيم احمد وكوسرت رسول علي وبرهم احمد صالح وquot;تعمل على الحفاظ على دور ووحدة ومكانة الاتحاد الوطني الكردستانيquot;.

كما قرر quot;البدء من الآن ولحين عقد المؤتمر الرابع باجراء تغييرات في مختلف مفاصل ومؤسسات الحزب والعمل بشكل جدي على وضع برامج وخطط جديدة لمعالجة النواقص والخلل وعدم فسح المجال امام الفساد والتقصير والخمول داخل مؤسسات الاتحاد الوطني الكردستاني وتنفيذ المهام واعباء الاتحاد الوطني لاحقاً يكون بشكل مشترك وبالتعاون بين جميع المؤسسات ولن يسمح لأي شخص من العمل بشكل منفرد، وذلك من اجل نجاح برنامج عمل الاتحاد وتوجيه مختلف المؤسسات إلى التمسك بالنهج الذي رسخه الرئيس طالباني في صفوف الحزب منذ عام 1975quot;.

وكان من المقرر أن يعقد الاتحاد الوطني مؤتمره الرابع الجمعة الماضي تنفيذاً لقرار المؤتمر المصغر لقيادته الذي عقد في العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.

ويعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني أحد الأحزاب السياسية الكردية الرئيسية في العراق، وقد تأسس في الاول من حزيران (يونيو) عام 1975 عقب انشقاقه عن الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني وتقاسم الحكم في اقليم كردستان العراق الشمالي مع الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني لاكثر من 20 عاماً. ورفع الحزب لدى تأسيسه شعار حق تقرير المصير والديمقراطية وحقوق الإنسان للشعب الكردي في العراق.

وقد فاز الحزب، وفي أول انتخاب لبرلمان إقليم كردستان عام 1992 فاز الاتحاد الوطني بنصف مقاعد البرلمان البالغة 111 مقعدًا لكن اصواته تراجعت في الانتخابات الماضية التي جرت في الاقليم في نيسان (أبريل) الماضي، متاثرًا بانشقاق حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى ولم يحصل الاتحاد في هذه الانتخابات الاخيرة الا على 18 مقعدًا، حيث جاء ثالثًا بعد حزبي الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وحركة التغيير.

واثر ذلك أعلن حزب طالباني عزمه على اجراء تغييرات عاجلة في مفاصله ومؤسساته على ضوء خسارته الاخيرة لانتخابات برلمان اقليم كردستان التي جرت في نيسان (أبريل) الماضي.. تغييرات quot;تنسجم مع حجم وموقع وتاريخ الحزبquot; على حد قوله... مؤكداً أن هذه الخسارة تؤشر إلى العديد من نقاط الضعف والقصور في العمل التنظيمي.