فشلت جميع الجهود لإنهاء الخلافات في قيادة حزب طالباني لترشيح برهم صالح أو كريم محي الدين لرئاسة العراق، الأمر الذي دفع لطرح إسمين آخرين كحل وسط هما عدنان المفتي وفؤاد معصوم، حيث أن هذا الاخير يملك حظوظًا اكبر فيما تقدم ثلاثة مرشحين آخرين للمنصب.


لندن: علمت "إيلاف" أن المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته جلال طالباني وازاء عجزه عن انهاء خلافاته حول مرشحين اثنين من بين اعضائه لمنصب رئاسة الجمهورية هما: برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس حكومة كردستان سابقًا، ونجم الدين كريم محافظ كركوك الحالي، فإنه قد تم في آخر لحظة طرح اسمي اثنين آخرين من قيادة الحزب هما عدنان المفتي رئيس برلمان كردستان سابقاً وفؤاد معصوم رئيس اول حكومة كردستانية عام 1992 ورئيس اول برلمان عراقي بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.

وابلغ مصدر كردي "إيلاف" أن هيرو احمد عقيلة طالباني وقفت بوجه ترشيح برهم صالح الذي يؤيده بقية اعضاء القيادة وازاء إصرارها على ترشيح نجم الدين كريم بالضد من ارادة قيادة الحزب الراغبة ببرهم وتجنبًا لتفجير المكتب السياسي جراء هذه الخلافات، فقد تقرر في وقت متأخر من الليلة الماضية استبعاد هاتين الشخصيتين من الترشح وتقديم المفتي ومعصوم كمرشحي تسوية حفاظاً على وحدة الحزب.

وازاء ذلك، فقد خرجت هيرو احمد عقيلة جلال طالباني وهي عضو المكتب السياسي للاتحاد عن صمتها الطويل حول من سيخلف زوجها، وقالت في بيان رسمي "لا أؤيد مرشحاً محددًا داخل&الاتحاد الوطني لمنصب رئيس الجمهورية"، لكنها ايضا لم تنفِ معارضتها لمرشح بعينه، الامر الذي فسر على أنها قد تقبل ببرهم صالح ولكن بشروط لم تعرف طبيعتها بعد.

وكان حزب الاتحاد الذي الغى الاربعاء الماضي اجتماعاً كان مخصصاً لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية على أن يعقده اليوم الجمعة أو غدًا السبت لحسم الامر قبل انتهاء المدة الدستورية للترشيح الاحد المقبل ليتم التصويت على المرشح داخل مجلس النواب العراقي الذي يستأنف اجتماعاته الاربعاء المقبل.&

وأصدر كل من كوسرت علي نائب الأمين العام للحزب وملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للحزب ايضاحاً حول ترشيح رئيس العراق قالا فيه: "نشكر القوى السياسية الكردستانية على تمسكها بمنصب رئيس جمهورية العراق وضمان المنصب للكرد مرة أخرى، وفي الداخل الكردي وبموافقة جميع الأطراف كاستحقاق انتخابي للاتحاد الوطني الكردستاني".

وأضافا أن المكتب السياسي لحزب الاتحاد سيصادق في غضون ثلاثة ايام على القرار النهائي بشأن مرشحه لرئاسة جمهورية العراق ويطلع رئيس اقليم كردستان على هذا القرار".

مرشحون آخرون للرئاسة العراقية

وازاء عدم اتفاق الأكراد لحد الآن على مرشحهم لرئاسة الجمهورية، فقد اعلن السياسي العراقي المخضرم مهدي الحافظ ترشحه للمنصب.. وفي تصريحات له بعد اعلانه ترشحه اكد الحافظ المنتمي إلى "ائتلاف العراق " حاجة العراق لرئيس عربي يتلاءم مع الاوضاع السائدة في المنطقة، ويتواصل مع الدول العربية، مشدداً على"ضرورة أن يرتفع النبض العربي في العراق.

وأشار إلى أنّه رشح نفسه للمنصب مع احترامه لحقوق الأكراد فيه مؤكدًا حرصه على الوحدة الوطنية للعراقيين مؤكدًا وجود تفاهمات مع بعض الكتل السياسية بشأن الموضوع، من دون أن يوضح طبيعتها.

&وشدد الحافظ على أن ترشحه يأتي رغبة منه لإخراج العراق من أسر قواعد لم يُتفق عليها دستورياً وقانونيًا.. مشيرًا إلى أنّ وجود شخص عربي على رأس الدولة العراقية أمر مهم لمستقبل البلاد. وأكد على ضرورة أن "يشق العراق طريقه بروح ديمقراطية وأن يتمتع الكرد بكامل حقوقهم لكن لا أن يكون ثمن ذلك بقاء وضع العراق مهزوزاً ومعرضاً للمخاطر".

والحافظ (74 عامًا) شيعي لكنه علماني من مواليد مدينة الديوانية (255 كيلومترًا جنوب بغداد) وله دراسات وابحاث في الاقتصاد والصناعة في المنطقة العربية. كما قالت صف كردية إن محافظ كركوك نجم الدين كريم وازاء رفض قيادة حزب طالباني ترشيحه لمنصب الرئاسة، فقد تقدم بأوراقه الرسمية لمجلس النواب العراقي مرشحاً لرئاسة الجمهورية، الامر الذي اثار استياء المكتب السياسي للحزب.

كما رشح& نفسه ايضًا المستشار القانوني احمد العبادي.. فيما رشحت سيدة عراقية تقيم في المانيا إلى منصب الرئاسة،&بعد يومين من فتح باب الترشيح للمنصب هي السيدة قرطبة عدنان عبد الكريم الظاهر هي من مواليد بغداد وحاصلة على ماجستير علوم سياسية" من إحدى الجامعات الألمانية، وشغلت منصب منسق أقدم في مشاريع تكنولوجيا المعلومات.

كما شغلت رئاسة لجنة الشؤون والعلاقات العراقية في الجمعية العربية الالمانية من 2003 حتى 2013 ومسؤولة الاعلام والعلاقات العامة، وهي عضو مؤسس في جمعية المستقلين العراقيين في برلين وعضو في جمعية المرأة العربية في مدينة فينا النمسا وناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل وناشطة في مجال حوار الاديان والحضارات مع تنظيم زيارات ميدانية للعراق.

ومن بين هؤلاء المرشحين من داخل البيت الكردي وخارجه، يعتبر الدكتور فؤاد معصوم الاكثر حظوظاً لتولي رئاسة العراق.. وهو شخصية اكاديمية سياسية عراقية كردية معروفة بالاعتدال وتتجنب الصدامات مع الكتل والاحزاب والتنظيمات ويتمتع بعلاقات طيبة مع التيارات السياسية والاجتماعية والدينية وخصوصاً المرجعيات الدينية دون أن تكون تلك العلاقات قائمة على اساس الانتماء الديني أو السياسي أو العرقي&& وقد نشأ في بيت وطني متدين ووالده الشيخ الملا معصوم كان رئيس علماء كردستان.&&

ومعصوم حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الاسلامية من جامعة الازهر عام 1975 وموضوع اطروحته "اخوان الصفا فلسفتهم وغايتهم ". والده المرحوم الشيخ الملا معصوم كان رئيس علماء كردستان ومن دعاة التقارب المذهبي والتعايش الديني.

عمل استاذاً سابقًا في كلية الاداب بجامعة البصرة ومحاضراً في كلية الحقوق وكلية التربية بجامعة البصرة ايضاً. وكان أول رئيس وزراء لحكومة كردستان العراق في مطلع التسعينات.. وأول رئيس للمجلس الوطني العراقي (البرلمان) بعد سقوط النظام السابق عام 2003.. وشغل رئاسة مجلس كتابة الدستور العراقي في بدايته. وهو أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975.. ثم تولى رئاسة التحالف الوطني الكردستاني داخل البرلمان العراقي.