اعلن رئيس اجهزة الامن الاوكرانية ان اعضاء مجموعة الاتصال التي تضم اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا توصلوا الى اتفاق مع الانفصاليين الموالين لروسيا على اقامة منطقة امنية حول موقع تحطم الطائرة الماليزية.

وقال فالنتين ناليفايتشنكو على القناة الاوكرانية الاولى ليل الجمعة السبت ان المحادثات مع الانفصاليين ادت الى الاتفاق على اقامة منطقة بعرض عشرين كيلومترا حول المكان "لتتمكن اوكرانيا من تحقيق هدفها الرئيسي (...) اي التعرف على جثث الضحايا وتسليمها الى ذويها".

ويصل المراقبون والمحققون تدريجيا الى كييف السبت على امل التوجه الى مكان تحطم الطائرة الماليزية التي كان تقل 298 شخصا وقال خبراء اميركيون انها اسقطت بصاروخ اطلق من منطقة تحت سيطرة الانفصاليين.

واعلنت وزارة النقل الماليزية عن ارسال 62 خبيرا ماليزيا السبت الى كييف على امل ان يتوجهوا منها الى مكان سقوط طائرة البوينغ 777 التي كانت تقل 298 شخصا. واوضحت ان الفريق الذي يتألف من 62 خبيرا في التحقيقات في الكوارث دعي من قبل كييف للمشاركة في التحقيقات.

وفي الوقت نفسه، بدا المشاركون في مؤتمر دولي حول الايدز يفتتح في نهاية الاسبوع في استراليا في حالة صدمة اليوم السبت بعد مقتل حوالى مئة خبير وناشط في مكافحة هذا الداء في حادث تحطم الطائرة.

وبين القتلى الباحث الهولندي يوب لانغي احد اهم الخبراء في مكافحة الايدز في العالم. وكان رئيس الجمعية الدولية لمكافحة الايدز من 2002 الى 2004.

وقالت رئيسة الجمعية فرانسواز بار سنوسي "نحن في حالة صدمة". واشادت بيوب لانغي معتبرة انه "ليس باحثا عظيما ولا واحدة من اهم الشخصيات في مكافحة الفيروس فحسب بل انسانا رائعا ايضا".

ولم يعرف عدد الذين كانوا سيستقلون الطائرة من كوالالمبور ليتوجهوا الى استراليا بحضور المؤتمر الذي سيعقد بمشاركة 12 الف شخص لخمسة ايام، لكن الصحف الاسترالية تحدثت عن 108 اشخاص من باحثين واطباء وناشطين.

واعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق مساء الجمعة انه تحدث الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليؤكد على ضرورة اجراء تحقيق موضوعي بدون عقبات. واضاف "قلت لبوتين ان الموقع يجب الا يمس قبل ان يبدأ الفريق تحقيقاته".

وكان بين ركاب الطائرة 44 ماليزيا بمن فيهم افراد طاقمها.

وهي المرة الثانية خلال اشهر التي تتعرض فيها طائرة تابعة لماليجا ايرلاينز لحادث كبير بعد اختفاء طائرة البوينغ بدون ان تترك اي اثر في الثامن من آذار//ارس الماضي، في رحلة بين كوالالمبور وبكين.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد على ضرورة اجراء تحقيق "حر" و"بدون عراقيل" حول تحطم الطائرة التابعة لشركة الطيران الماليزية ماليجا ايرلاينز وسقطت في حقول في شرق اوكرانيا.
الا ان واشنطن اتهمت الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا باطلاق صاروخ ادى الى اسقاط الطائرة.

واشار اوباما الى ان الطائرة اسقطت بصاروخ اطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.

واعلنت السلطات الاميركية ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والهيئة الاميركية لسلامة النقل يستعدان لاراسل محققين الى موقع تحطم الطائرة الماليزية. وسترسل الاف بي آي محققا واحدا "على الاقل" الى اوكرانيا. لكنها اكدت ان "الوضع يبقى قابلا للتغيير والوقائع ستملي علينا اعمالنا كلما اتضحت".

ووجهت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور الاتهامات نفسها مشيرة الى صاروخ بوك الروسي من طراز اس ايه-11. وقالت انه تم صباح الخميس "رصد انفصاليين" بحوزتهم هذا النوع من الانظمة الدفاعية المضادة للطائرات قرب المكان الذي سقطت فيه الطائرة الماليزية.

واضافت "انطلاقا من تعقيد نظام اس ايه-11، فانه من غير المرجح ان يتمكن الانفصاليون من استخدامه بطريقة فعالة من دون جهاز بشري مؤهل"، لذلك فانه "لا يمكننا استبعاد امكانية مساعدة تقنية من جانب اشخاص روس".

اما رئيس الوزراء الماليزي، فقد طلب احالة المسؤولين عن تحطم الطائرة الماليزية على القضاء اذا ثبت ان الطائرة اسقطت. وقال "اذا ثبت ان الطائرة اسقطت، نطالب عندئذ باحالة المسؤولين امام القضاء".
وكان فريق منظمة الامن والتعاون في اوروبا تمكن من الوصول الجمعة الى قسم من الموقع الذي سقطت فيه الطائرة ووضع رجال الاطفاء المحليون اشارات عند كل الجثث البشرية الموزعة على عدة كيلومترات مربعة لان الطائرة انشطرت في الجو. وتم انتشال جثث 182 راكبا تعود غالبيتها لهولنديين.

وقال الكسندر هوغ احد المسؤولين في فريق منظمة الامن والتعاون في اوروبا والموجود منذ وقت طويل في اوكرانيا لمراقبة النزاع في الشرق، للانفصاليين "لسنا فريق محققين. نحن هنا للتحقق مما اذا كان المحيط آمنا وما اذا كانت تتم معالجة (رفات) الضحايا بالطريقة الاكثر انسانية".

واستغرقت زيارة الفريق نحو ساعتين. وعادت المجموعة الى دونيتسك معلنة انها ستعود الى غرابوف في الغد.

وفي نيويورك، طلب مجلس الامن الدولي اجراء "تحقيق دولي كامل ودقيق ومستقل" حول الطائرة بينما اعلنت الشرطة الدولية (انتربول) انها تستعد لارسال خلية ازمة خلال 48 ساعة للمساعدة في تحديد هويات ضحايا الطائرة.

من جهتها وضعت فرنسا خبيرين في التصرف وعرضت تقديم وسائل تقنية للمشاركة في التحقيق حول ملابسات سقوط الطائرة.

وقد تتباطأ عمليات سحب الجثث بسبب مشاكل تقنية من جهة بسبب نقص البرادات في دونيتسك لوضع الجثث فيها ومن جهة اخرى لضرورة تنسيق الاعمال بين الانفصاليين والموالين الذين لا يزالون يتواجهون بالقصف المدفعي.

وفي مكان سقوط الطائرة الماليزية المنكوبة، اعلن مسعفون لوكالة فرانس برس انه تم العثور على احد الصندوقين الاسودين. لكن هذين الصندوقين لن يتيحا على الارجح تحديد مصدر اطلاق الصاروخ.

من جهة اخرى، اعلنت الوكالة الاوروبية لسلامة الطيران انها اصدرت توصية الجمعة شددت فيها على تجنب التحليق فوق شرق اوكرانيا والقرم.

وفي نشرتها الاعلامية حول سلامة الطيران، اعلنت الوكالة الاوروبية لسلامة الطيران "انها تاخذ في الاعتبار فقدان" الطائرة في شرق اوكرانيا، وبالتالي "فانها توصي بشدة مستخدمي الفضاء الجوي" بتفادي التحليق فوق القرم وشرق اوكرانيا.

ويرى محللون ان هذه الماساة اعطت بعدا جديدا للنزاع الاوكراني وستشكل ضغطا جديدا على كل المتحاربين وفي الدرجة الاولى على الروس.

وهم يشيرون الى ان حجم الكارثة وطابعها المفاجىء اذ ان حوادث تحطم طائرات الركاب في مناطق نزاع نادرة، كان لهما نتيجة اولى هي التأكيد بان "ما يحصل في شرق اوكرانيا هو حرب وليس نزاعا محليا"، بحسب كاميل غراند مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية.
&