كثيرا ما انتقدت هيلاري كلينتون المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، الرئيس السابق جورج بوش وارثها في السياسة الخارجية، لكنها اليوم توجه له شكرا وتنتقد سياسات أوباما.


عبد الإله مجيد من لندن: اثارت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلنتون استغراب الأوساط السياسية في الولايات المتحدة حين اعلنت في مقابلة تلفزيونية ان الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش فجر فيها الروح الوطنية وجعلها تفتخر بهويتها الاميركية.&

وهذه التصريحات، تعتبر مخالفة لما دأبت عليه كلينتون سابقا من انتقاد لارث بوش الثقيل مقابل التنويه بسياسات أوباما، على غرار ما أوردته في حوارها مع (لوموند) الفرنسية والذي نقلت "إيلاف" أهم ما ورد فيه (هنا).

وقالت كلينتون للصحيفة الفرنسية إنّ أبرز انجاز يُحسب لها عندما كانت وزيرة لخارجية القوة العظمى في العالم، هو "استعادة صورة أميركا بعد ثماني سنوات من ادارة بوش".

وقالت انها عندما تولت حقيبة الخارجية، كانت البلاد تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، وكانت واشنطن غارقة في مستنقع حربين (العراق وأفغانستان)، وكانت على وشك فقدان دعم الأصدقاء الأوروبيين، وتتعرض لتجاهل الحلفاء في آسيا.

ويبدو ان كلينتون وجهت انتقادات مبطنة الى سياسات الرئيس اوباما في مجال الشؤون الدولية خلال ظهورها ضيفة في برنامج فريد زكريا على شبكة سي ان ان.

وتناولت كلينتون الاختلاف بين الأخبار التي تستأثر بالعناوين الرئيسة والاتجاهات الحقيقية في العالم مشيرة الى ان بوش اعتمد نظرة بعيدة المدى الى الساحة الدولية بعكس اوباما.

وقالت "دعونا لا ننسى الخطوط الاتجاهية. جورج بوش يتمتع بشعبية واسعة في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى والسبب هو برنامج الطوارئ الذي نفذه الرئيس السابق ضد مرض الأيدز".

واضافت كلينتون في معرض الحديث عن بوش انه "سواء اتفق المرء أو اختلف مع الكثير مما فعله غير البرنامج، وأنا اختلف مع الكثير من ذلك، فإني أكون فخورة عندما ازور افريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث يأتي من يقول "أُريد ان اشكر الرئيس بوش والولايات المتحدة لمساعدتنا في مكافحة فيروس الأيدز والمرض نفسه".

ثم وجهت انتقادا آخر غير مباشر الى البيت الأبيض ونزيله قائلة ان الولايات المتحدة "تنفق الكثير من المال والوقت والجهد" من أجل أن يكون لها نفوذ في العالم "ولكني أعتقد اننا سنتمكن من النجاح في ذلك نجاحا أشد فاعلية إذا كنا أكثر وضوحا بشأن مَنْ نكون وماذا نمثله وما هي القيم التي نتمسك بها".&
&
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن محللين ان كلينتون كانت على الأرجح صادقة في آرائها المؤيدة للرئيس السابق جورج بوش ولكنها كانت تحاول ايضا النأي بنفسها عن اوباما وسياساته الخارجية التي تتسم بالضعف والانكفاء في حال قررت الترشيح للرئاسة في انتخابات 2016.