بدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ولاية ثانية من خمسة أعوام بعد أداء اليمين الدستورية السبت، واعدًا بمواصلة مكافحة الإرهاب.


نصر المجالي: أدى الرئيس ولد عبدالعزيز اليمين خلال حفل حضره خمسة رؤساء أفارقة، وأكثر من أربعين وفدًا عربيًا وأجنبيًا، وقاطعته المعارضة الموريتانية الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية، وهي تصف ولد عبد العزيز بأنه "فاقد للشرعية".

وأعيد انتخاب ولد عبد العزيز رئيسًا في يونيو (حزيران) بعد فوزه بنحو 82 في المئة من الأصوات. وهو ثامن رئيس لموريتانيا منذ الاستقلال وسادس رئيس عسكري منذ إطاحته في انقلاب عسكري في 6 أغسطس (آب) 2008 بأول رئيس منتخب، وهو سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، بعدما قام بإصدار قرار رئاسي بخلعه من رئاسة الحرس الرئاسي، فانتفض جراء القرار، وقام بوضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية واستولى على الحكم.

ويعد ولد عبد العزيز المولود العام 1956 ثاني عسكري يلجأ إلى الانتخابات لتشريع سلطته في موريتانيا التي كانت استقلت العام 1960 بعد الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. ويشار إلى أن انتخابات 21 يونيو (حزيران) الرئاسية كان قاطعها القسم الأكبر من المعارضة الموريتانية المنضوي في "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة".

مكافحة الإرهاب
وفي خطابه التزم ولد عبد العزيز بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة "عبر تعزيز التجهيز والتدريب وقدرات القوات الأمنية والمسلحة"، واعدًا على الصعيد الاجتماعي بـ"محاربة الفساد".

وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن من مرتكزات عمله في ولايته الثانية التصدي بحزم لدعاة التفرقة والعنصرية وحماية الوحدة الوطنية في موريتانيا. وقال ولد عبد العزيز إن المأمورية الأولى ركزت على الوحدة الوطنية، والقضاء على الرق ومخلفاته، وإعادة ودمج اللاجئين الموريتانيين.
&
تعهد الرئيس الموريتاني بترقية النساء والشباب في مراكز صنع القرار والعمل التنفيذي، وفتح آفاق جديدة لهم، كما أعلن عن إنشاء صندوق وطني لتمويل أنشطة لمصلحة الفئات الأكثر فقرًا.

نجل الرئيس
إلى ذلك، كشفت وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة، إن بدر ولد عبد العزيز نجل الرئيس الموريتاني شارك في احتفالية تنصيب والده، ولكنه وصل إلى مكان الاحتفال وهو يتكئ على عكاز، وذلك جراء إصابته قبل أيام بطلق ناري لم يعرف مصدره بعد.
&
وقالت الوكالة إن نجل الرئيس مكث حوالى نصف ساعة في كرسي خلف الوزير الأول مولاي ولد محمد الأغظف وإلى يمين والدته، وتحت رقابة من مساعدتها، قبل أن يغادر متكئًا على عكازه، وبمساعدة بعض حراس والده.

إجراءات أمنية
يشار إلى أن حفل تنصيب ولد عبدالعزيز رافقته إجراءات أمنية مشددة، سخرت فيها السلطات أكثر من عشرة آلاف عنصر أمن من مختلف الوحدات، بهدف تأمين المركب الأولمبي، الذي يحتضن حفل التنصيب، وتأمين مقار إقامة أكثر من 45 وفدًا من مختلف الدول العربية والأفريقية وبعض الدول الآسيوية والأوروبية.

وشارك في حفل تنصيب ولد عبد العزيز، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، الرئيس المالي إبراهيما بوبكر كيتا، والرئيس السنغالي ماكي صال، والرئيس التشادي إدريس ديبي، إضافة إلى الرئيس الغامبي يحيى جامي، ورئيس غينيا بيساو خوسي ماريو فاز؛ وكذا نائب رئيس جنوب أفريقيا ممثلاً عن جاكوب زوما.

تمثل الحضور العربي في محمد بن فيصل أبو ساق وزير الدولة عضو مجلس الشورى السعودي، ورشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب المغربي، وبكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية السودانية، وجاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات القطري، ومحمد ضيف الله شرار مستشار أمير دولة الكويت، وسهيل محمد فرج فارس وزير الطاقة الإماراتي، وفيصل قويعة كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية، وعادل البلتاجي وزير الزراعة المصري، وعبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الجزائري.

كما كان من بين المشاركين في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني كل من رئيس وزراء النيجر، والوزير المنتدب لدى وزير خارجية نيجيريا، ونائب رئيس البرلمان الغابوني، ووزير الصحة الصيني، ومبعوث خاص من الحكومة اليابانية.
&