وجه العراق نداءات إلى المجتمع الدولي من أجل دعمه في نجدة آلاف النازحين هربًا من "بطش" مسلحي الدولة الاسلامية وتقديم مساعدات انسانية عاجلة لهم.. فيما طالب مجلس الأمن قادة العراق بالتغلب على الانقسامات الطائفية والعمل معًا لتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع شرائح الشعب العراقي.


لندن: كشف الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال اجتماعه مع وفد يضم ممثلين عن المكونات العراقية، هم النواب فيان دخيل وآلا طالباني ووسبهان السعدون وأرشد الصالحي ويونادم يوسف كنا وسكفان مراد جندي، عن طلب تقدم به إلى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمساعدة بلاده في ايقاف نزيف الدم، "ونجدة النازحين الفارين من بطش الجماعات التكفيرية" عن طريق تقديم المساعدات الانسانية لهم بعد تصاعد عددهم إلى اكثر من مليون نازح.
&
وأضاف أنّه طالب السفير الأميركي في العراق بأن تقدم بلاده مساعدات انسانية عاجلة إلى النازحين، كما دعا رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق لايصال المساعدات للمنكوبين في أسرع وقت ممكن. واعرب عن قلقه البالغ، وقلق الحكومة العراقية لما يجري في مناطق سنجار الشمالية والمناطق الأخرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

وأشار معصوم إلى أنّه أجرى اتصالات مع مختلف القوى السياسية والحكومية وبالأخص وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة المركزية ووزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان من أجل التنسيق بين هذه المؤسسات لاستعادة السيطرة على المناطق التي اغتصبتها داعش ودحر قوى الارهاب والتكفير والقتل فيها.

وبحث الوفد مع معصوم التطورات الأخيرة الحاصلة في مناطق نينوى وكركوك وضرورة تنسيق الأجهزة الأمنية جهودها مع الجهات المعنية للتصدي لجماعة داعش ودحرهم خاصة في مناطق سنجار، كما قال بيان صحافي رئاسي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف".

وشدد الوفد على أن عامل الوقت مهم جداً في هذه الظروف ولا بد من التدخل الفوري لتجنب سقوط المزيد من الضحايا ولإنهاء معاناة النازحين في جبل سنجار، وأعرب عن قلقه من زيادة الوفيات جراء الجوع والعطش والظروف المناخية القاسية التي يتعرضون لها. ودعا الرئيس إلى ضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية وبين الجهات المعنية في تلك المناطق.

وكانت النائبة الايزيدية فيان دخيل قد أكدت أن المكون الايزيدي يتعرض لإبادة جماعية من عناصر داعش التي استباحت دماء الاطفال والشباب وهتكت اعراض النساء بعد محاصرتهم في جبل سنجار منذ 48 ساعة وحتى الآن.

وأضافت في كلمة خلال جلسة مجلس النواب العراقي امس، وهي تجهش بالبكاء، أن نحو 500 ايزيدي قتلوا على ايدي زمرة داعش، فضلاً عن سبي 500 امرأة ايزيدية اخذتهن قوات داعش كجوارٍ، وهنّ مسجونات في اماكن قريبة من تلعفر، داعية الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم إلى تخليص الايزيديين من الوضع الانساني السيئ الذي هم فيه الان. وأشارت إلى تهجير 30 الف عائلة من قضاء سنجار مع وفاة 70 طفلاً و100 شيخ وامرأة بسبب الوضع الانساني السيئ الذي يعيشونه حاليًا.

مجلس الأمن يطالب قادة العراق بالتغلب على الانقسامات الطائفية

ومن جهته، عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق للوضع الانساني لمئات الآلاف من النازحين، ومن ضمنهم الكثير من ابناء الطائفة الايزيدية الذين هجروا منازلهم بسبب هجمات تنظيم الدولة الاسلامية. ودان مجلس الأمن "بأشد العبارات" جرائم تنظيم الدولة الاسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بحق الأقليات في العراق، واعتبرها "جرائم ضد الانسانية يجب محاسبة مرتكبيها".

وقال أعضاء المجلس الخمسة عشر في بيان رئاسي صدر بالاجماع في نيويورك الليلة الماضية إن "هجمات واسعة النطاق أو منهجية ضد أية مجموعة من السكان المدنيين بسبب الخلفية الدينية أو العرقية أو المعتقد قد تشكل جريمة ضد الإنسانية، و يجب محاسبة المسؤولين عليها." وأكد اعضاء المجلس أن "تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدًا ليس فقط لسوريا والعراق وانما للسلام والأمن والاستقرار الاقليمي".

وعبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق للوضع الانساني لمئات الآلاف من النازحين، ومن ضمنهم الكثير من ابناء الطائفة الايزيدية الذين هجروا منازلهم بسبب هجمات تنظيم الدولة الاسلامية.

وطالب أعضاء المجلس جميع الطوائف العراقية بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة تهديد تنظيم الدولة الاسلامية لوحدة ومستقبل العراق". كما&دعا مجلس الامن&قادة العراق إلى التغلب على الانقسامات الطائفية والعمل معًا من اجل تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع شرائح الشعب العراقي وتسهم في إيجاد حل ناجع ومستدام للتحديات الراهنة في البلاد". وحث جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على تطبيق العقوبات المالية و فرض حظر السلاح والسفر على تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات والأفراد المرتبطين بها.

والايزيديون هم مجموعة دينية في الشرق الأوسط. ويعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في تركيا وسوريا، إيران، جورجيا وأرمينيا. عرقيًا ينتمون إلى اصول كردية وينحدرون من اقوام هندو أوروبية رغم أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية اشورية وسريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي، اما ازياؤهم النسائية فسريانية.

ويتكلم الايزيديون اللغة الكردية وهي لغة الأم، ولكنهم يتحدثون العربية أيضًا خصوصًا ايزيدية بعشيقة قرب الموصل وصلواتهم وأدعيتهم والطقوس والكتب الدينية كلها باللغة الكردية أو مرگه الشيخان، حيث موطن امرائهم، والتي سميت في كتب التاريخ بـ(مرج الموصل) وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس لـ(الشيخ أدي) بشمال العراق ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار الشخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم.

ويقدر تعدادهم في العالم بحوالي 500,000 نسمة يتواجد أغلبهم في العراق بحوالي 200 الف نسمة، و30 ألفاً في سوريا، ولم يبقَ منهم أكثر من 500 نسمة في تركيا بعدما كان عددهم أكثر من 25 ألف نسمة في بدايات الثمانينيات، حيث هاجر غالبيتهم لأوروبا. كما توجد أقليات منهم في أرمينيا وجورجيا تعود أصولها لتركيا.. وتوجد ايضًا أقلية صغيرة من الايزيدية في إيران دون توفر معلومات عن تعدادهم.