كشف النقاب أن والد (الجهادي جون) المشتبه بقتله الصحافي الأميركي واحد من كبار مساعدي زعيم (القاعدة) الراحل أسامة بن لادون، وهو مصري متشدد ينتظر المحاكمة حالياً في الولايات المتحدة لتورطه بأعمال إرهابية.


نصر المجالي: كانت السلطات البريطانية سلمت رجل الدين المتشدد عادل عبدالباري بعد احتجازه لحوالي 14 عاما في سجونها الى الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 مع أربعة من عصب شبكة (القاعدة) القيادي هم: أبو حمزة وبابار احمد وخالد الفواز وسيد طلحة احسان.

وينتظر عبد الباري (54 عاماً) المحاكمة في أمام محكمة في نيويورك في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لدوره بتفجيري السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا العام 1998 اللذين راح ضحيتهما 224 شخصاً.
دخول بريطانيا

وكانت السلطات البريطانية سمحت لعبد الباري " السجين الاتحادي رقم 67496-054 في مركز متروبوليتان الإصلاحي في مانهاتن" بدخول اراضي المملكة المتحدة العام 1991 بعد أن فر من بلده الأصلي مصر العبدالباري (23 عاما) وهو العام الذي ولد فيه ابنه مغني الراب الموجود حاليا معسكرات (داعش)، وتم منحه اللجوء السياسي العام 1993 حيث كان مطارداً للسلطات المصرية.

وسبق لمصر ان اعتقلت عادل عبد الباري لمرات عديدة كما تم سجنه لمرات سابقة حيث كان اعتقل بعد اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات العام 1981 وثم سجن مدى الحياة بعد حكم إعدام سابق تم تخفيفه، كما حكم عليه بالإعدام غيابيا لمؤامرة عام 1995 لتفجير سوق في حي البازار في القاهرة، وفي محاكمة منفصلة تالية في عام 1999 حكم عليه أيضا بالسجن مدى الحياة.

وعلى الرغم من ان المحاكم البريطانية لم توجه اية ادانة لعادل عبد الباري في التورط بتفجير السفارتين الا انه ظل مطاردا للشرطة وسجن عدة مرات في سجني لونغ لارتين ومانشستر للاشتباه بنشاطاته وعلاقاته بشبكة (القاعدة) التي افتتح مكتبا يعمل لصالحها في شؤون الإعلام والاتصال مع مختلف خلايا الشبكة في أوروبا وإفريقيا، الى ان تم تسليمه للولايات المتحدة.

تأثيرات الحياة الشاقة

وإلى ذلك، فإنه يبدو أن الحياة الشاقة التي عاشتها أسرة المصري المتشدد طوال ثلاثين عاما بين المطاردة والسجون والاعتقال خاصة ليلة مداهمة شقته بواسطة الشرطة البريطانية واعتقاله امام عائلته واطفاله ومن بينهم ابنه (عبد الماجد) قادت الى انخراط هذا الأخير في العمليات الجهادية، وليس غريبا ان يكون هو (الجهادي جون) الذي ظهر على شريط الفيديو عبد الماجد عبدالباري بعدة أشرطة فيديو قبل وبعد مغادرته مكان سكنه العائلي في حي ميديا فيل في وسط لندن للالتحاق بـ(الجهاد) في سوريا، وحملت بعضها عبارات وتعبيرات تنم عن حالة ثأر شديدة وعدوانية في نفسه تجاه الآخرين.

كما كشفت تسجيلات فيديو عن اغان له كمطرب (راب) يصف فيها لحظات اعتقال والده من جانب الشرطة البريطانية، ويظهر عبدالماجد فخورا بوالده ومتوعدا بقتل شرطي او اثنين حيث يقول:" أعطني فخر وشرف مثل والدي، وأنا أقسم اليوم جاءوا وأخذوا والدي، كان يمكن أن قتل شرطي أو اثنين".

وتحمل بعض الأشرطة كلمات أخرى تعبر عن اشمئزازه مع المخدرات والشراب، بينما يظهر في اشرطة أخرى وهو يقف امام عشرات من اكياس المتفجرات البلاستيكية، ولكن الشريط الأكثر وحشية وبربرية من بينها هو ظهوره وهو يقطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي.