توالت الإشادات العربية والدولية بتسمية الأمم المتحدة دولة الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا، والشيخ صباح الحمد الصباح قائدًا إنسانيًا، مؤكدة أن ذلك اعتراف أكيد بدور ريادي تلعبه الكويت في المجال الإنساني.
مروان شلالا من بيروت: سمّت الأمم المتحدة دولة الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا، وأطلقت لقب القائد الإنساني على أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. ومن المنتظر تكريم دولة الكويت ممثلة في أميرها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في 9 أيلول (سبتمبر)، تقديرًا لدوره الإنساني في إنقاذ البشرية وإعانة من يحتاج عونًا.
داعم متميز
في هذا الإطار، قال بيتر فورد، ممثل المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يستحق هذا التكريم لأنه داعم متميز للاجئين الفلسطينيين، "فقد قام من دون تردد خلال الحرب في غزة في كانون الثاني (يناير) 2009 بتلبية النداء العاجل لوكالة أونروا، ولم ينس معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب في سوريا".
أضاف: "مبادرته بتنظيم المؤتمر السنوي لإعلان التبرعات لسوريا شكلت معلمًا رئيسًا وحافزًا لجمع المزيد من الأموال، وتعتبر المبادرة الأكثر تميزًا في مجال العمل الإنساني".
وقال أندرو هاربر، الممثل المقيم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، إن النساء والأطفال فرّوا من ويلات الحرب في سوريا، ليجدوا الأمان في الأردن، بفضل الدعم السخي، الذي وفرته الكويت، "الذي لم ينقذ حياة عدد كبير من الأرواح فحسب، لكنه أعاد الأمل إلى الكثيرين ممن فقدوا كل ما يملكون".
اعتراف بالدور الريادي
وقالت الدكتورة حنان حمدان، مديرة مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن تسمية أمير الكويت قائدًا إنسانيًا واختيار الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا "ما هو إلا اعتراف من المجتمع الدولي بالدور الريادي الذي تؤديه الكويت بقيادة أميرها".
وذكرت أن هذا التكريم يأتي نتيجة لمسيرة طويلة من العطاء في مجال العمل الإنساني، على مستوى آسيا وأفريقيا والعالم العربي، لاسيما في المؤتمرين الكبيرين، اللذين استضافتهما الكويت للمانحين لدعم الشعب السوري.
وافادت بأن دولة الكويت من الدول التي تحتل الريادة في دعم أنشطة المنظمة، "ولاسيما دعمها لقضية اللاجئين السوريين، والتي ساهمت مساعداتها في إغاثة مليون ونصف مليون لاجئ سوري في العام الماضي، وتلك الأيادي البيضاء لا تزال مستمرة في مساعدة الملايين من اللاجئين والنازحين".
تقدير أرميني
وبمناسبة إطلاق اسم الكويت على فصل دراسي نموذجي لخدمة النازحين السوريين في أرمينيا، أشادت وزيرة المهجر الأرمينية هرانوس هاكوبيان بتسمية الأمم المتحدة لدولة الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا، وأمير البلاد قائدًا إنسانيًا، مؤكدة أن ذلك يأتي تقديرًا لجهود الأمير وعطاءات الكويت المتتالية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والدعم الإنساني الذي تقدمه، ما ساهم في تعزيز مكانة البلاد في المجتمع الدولي.
وكانت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أطلقت مبادرات إنسانية عدة تجاه السوريين النازحين لدى أرمينيا من خلال تخصيص منحتين بقيمة 200 ألف دولار.
مشاعر صادقة
تعليقًا على هذا التكريم، أشاد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس بتسمية الأمم المتحدة دولة الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا وبإطلاق لقب قائد إنساني على الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدًا أن لبنان لن ينسى الدور الكبير للكويت في مساعدة لبنان وشعبه في مختلف المجالات.
وقال درباس: "لمسنا محبة سموه للبنان ومشاعره الصادقة تجاه ما يتحمله لبنان جراء النزوح السوري"، مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلتها الكويت في مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان ودول الجوار.
من جانبه تقدم الدكتور عمر مسيكة، رئيس المركز الثقافي الإسلامي في لبنان، بأطيب التهاني في هذه المناسبة، وقال: "هذا الإنجاز ما جاء لولا السياسة الرشيدة والحكيمة والبناءة في أعمال الإغاثة الإنسانية التي تنتهجها الحكومة الكويتية بإرشادات وتوجيهات أمير الكويت والقيادة السياسية الرشيدة".
صوت العقل
وبارك الدكتور إبراهيم سيف، وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني، للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حصوله على لقب "قائد إنساني" من منظمة الأمم المتحدة، وقال: "اللقب يأتي استحقاقًا لمسيرة سموه ولتاريخ الكويت الحافل بالعطاء الإنساني الممتد، من خلال مشاريع تنموية ومساعدات إنسانية يقرّ بها العالم لبلد مد يد العون للأشقاء والأصدقاء عند الحاجة".
وأشار سيف إلى موقف الصباح من الأزمة السورية، باستضافة مؤتمرين للمانحين للشعب السوري، وإطلاق المبادرات لتوفير الأموال اللازمة لنجدتهم والتخفيف من محنتهم، لافتًا إلى مبادرته دعم مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، من خلال حملات إغاثة إنسانية شعبية تتواصل منذ اندلاع الأزمة السورية وحتى الوقت الحاضر".
وقال إن عطاء الكويت واضح المعالم على امتداد الأردن، من خلال مشاريع تنموية مموّلة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية، ومن المنحة الخليجية.
كما أكد سيف أهمية دور الكويت السياسي في منطقة تعجّ بالأزمات، "وتحتاج صوت العقل والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق التوافق العربي من قضايا المنطقة والعالم والتكامل الاقتصادي".
أمير الإنسانية
كذلك أكد عبدالكريم سليمان، سفير مصر في الكويت، أن اختيار الأمم المتحدة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائدًا إنسانيًا وتسمية الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا "بمنزلة تقدير دولي للدور الإنساني للكويت وقائدها الحكيم".
وقال سليمان إن التكريم اعتراف بدعم أمير دولة الكويت الكبير واللامحدود للعمل الإنساني، "وهو تكريم يستحقه سموه باقتدار، وهو إنجاز تاريخي". أضاف أن الكويت ظلت تولي قضية العمل الإنساني اهتمامًا كبيرًا، "والأيادي البيضاء من أهل الكويت الكرام تلف الكرة الأرضية فتطعم الجوعى وتعالج المرضى وتكفل الأيتام وتبني المساجد والمدارس وتحفر الآبار".
وأشار السفير المصري إلى أن دولة الكويت استضافت مؤتمرين دوليين للدول المانحة دعمًا للشعب السوري، ما ساهم في تخفيف معاناة الأشقاء السوريين، إضافة إلى المبادرات الخيرية والإنسانية الأخرى التي تتبناها الكويت.
وذكر سليمان أن تبرع الكويت بخمسة ملايين دولار، "بأوامر من أمير الإنسانية إلى المنظمات الدولية لمواجهة وباء إيبولا، تتويج لحرص الكويت على معالجة الأزمات الإنسانية وترسيخ للحس الإنساني لأميرها".
مفخرة عربية وإسلامية
وقال عبدالقادر أمين شيخ، سفير جمهورية الصومال لدى الكويت عميد السلك الدبلوماسي العربي، إن تسمية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائدًا إنسانيًا مفخرة للعالمين العربي والإسلامي.
وأشار السفير أمين شيخ إلى أن أمير الكويت قدم المساعدات إلى المحتاجين حول العالم، ولا سيما الصومال، بشكل مستمر ولسنوات عديدة. كما استذكر مبادرة أمير البلاد بتوجيه دعوة إلى إنقاذ ضحايا المجاعة في الصومال في العام 2012، وقال: "حملات الإغاثة الكويتية كانت أول من وصل إلى مطار الصومال في ظروف أمنية حرجة".
وأثنى أمين شيخ على الشجاعة التي تحلت بها حملات الإغاثة الكويتية آنذاك من دون تردد أو مخاوف من تردي الأوضاع الأمنية في الصومال، عازيًا ذلك إلى التوجيهات الحكيمة لأمير الكويت.
يستحقان التقدير
وأشاد عميد السلك الدبلوماسي سفير جمهورية السنغال لدى دولة الكويت عبدالأحد إمباكي بتسمية الكويت مركزًا إنسانيًا عالميًا، وإطلاق لقب القائد الإنساني على الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مؤكدًا أنهما يستحقان التقدير.
وقال إمباكي إن إطلاق هذين المسميين على الكويت وأميرها لم يكن مستغربًا، إثر اعتياد الكويت وأميرها على أداء العمل الخيري في جميع أرجاء العالم، "فأمير البلاد معروف بشكل واسع باهتمامه وعنايته بالمحتاجين في مختلف أنحاء العالم"، مشيرًا إلى مبادراته للتخفيف من معاناة الفقراء في أفريقيا.
كما أشار السفير السنغالي إلى الدور الكبير الذي يؤديه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وفقًا لتوجيهات أمير البلاد، وما يتضمنه من إنشاء للمدارس والمستشفيات والمراكز الطبية والطرق، إضافة إلى المساعدات الإنسانية الأخرى.
&
&
التعليقات