اتهم أصدقاء الرهينة البريطاني الذي يواجه القتل الوحشي من قبل متعصبين (داعش) حكومة بلادهم بأنها تسمح لرجل بريء بمواجهة الموت لرفضها دفع فدية لإطلاق سراحه.


نصر المجالي: جهادي ملثم من داعش يعتقد أنه البريطاني (الجهادي جون) قال إن ديفيد هينز وهو عامل إغاثة دولي سيكون الضحية الثالثة خلال عملية ذبحه للصحافي الأميركي جون سوتلوف يوم الأربعاء الماضي بعد أسبوعين من ذبحه للصحافي جيمس فولي.

ونقلت تقارير صحفية عن المواطنة الكرواتية دراغانا برودانوفيتتش زوجة الرهينة البريطاني هينز قولها إنها ترفض بتحد التخلي عن أملها في أن زوجها سيتم إنقاذه. وكشف برودانوفيتش انها على اتصال مع فريق من الخبراء يعمل يائساً لمحاولة انقاذ زوجها.

وقالت زوجة الرهينة إنها تعيش تحت حراسة الشرطة بمنزلهما في بلدة سيساك في كرواتيا، مع والدتها وابنتها البالغة من العمر أربع سنوات.

وأضافت انها من أجل تحقيق أقصى قدر من فرص زوجها هينز على قيد الحياة، ترفض التحدث بالتفصيل عن محنته حتى مع أقرب عائلتها وأصدقائها، واعتبرت أي خطأ أو زلة لسان يمكن أن تؤثر على ما إذا كان زوجها سيعيش أو يموت.

لكن السيدة هينز رغم محنتها، وتحفظها في انتقاء كلمتها، وجهت انتقادات للحكومة البريطانية لعدم دفع فدية لإرهابيي الدولة الإسلامية لإنقاذ زوجها كما كانت فعلت دول أوروبية أخرى لإنقاذ رهائنها.

وقال أصدقاء مقربون للكرواتية دراغانا، كما نقل تقرير لصحيفة (ديلي ميل) اللندنية: "نحن نعلم ان دراغانا لا يمكن أن تقول لنا ما يحدث. انها قوية جدا، ورغم انها لن تتخلى عن أملها في أن زوجها ديفيد سوف يتم انقاذه إلا أنها في حالة صدمة. انها لا تستطيع فهم ما يحدث له".

دول دفعت

وقال صديق للعائلة: "لقد شاهدت فيديو التهديد بقتل الرهينة ديفيد هينز وأنا لا أصدق المملكة المتحدة لا تفعل شيئا لانقاذه من تلك الحيوانات، فلو كان الرهينة من إيطاليا أو فرنسا فإنهم سيدفعون الفدية وانه سيعود مع زوجته الجميلة وطفلهما".

وأضاف: "إن لم تدفع المملكة المتحدة وأميركا الفدية فانهما تتركان رجالا أبرياء يموتون، ول أدري كيف يمكن لدراغانا ـ زوجة الرهينة ـ التي تحبه كيف يمكن لها أن تتعايش مع الوضع في حالة قتله، ولا يمكن أن أتخيل أن تكبر ابنتها الطفلة آثيا مع عدم وجود الأب".

يذكر ان هينز البالغ من العمر 44 عاما، يقيم في كرواتيا منذ 1999 وكان التقى زوجته خلال قيامه بمهمات مساعدة اللاجئين خلال حرب البلقان وتزوجها في العام 2010.

وتقول التقارير إن هينز كان اعتقل مع المواطن الإيطالي فيديركو موتكا قرب الحدود التركية السورية في مارس (آذار) العام 2013.

وكان الإيطالي موتكا أطلق سراحه في مايو (أيار) الماضي بعد أن دفعت الحكومة الإيطالية فدية قدرها أربعة ملايين و750 ألف جنيه استرليني وكان تقاسم زنزانته مع هينز.

ويبدو أن خاطفي الإيطالي والبريطاني باعوا هينز لـ (داعش) لتحقيق ربح مالي من وراء صفقة محتملة مع الحكومة البريطانية التي ترفض على الدوام أية صفقات مع الإرهابيين.

كاميرون: لا إذعان

ويشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان حسم الأمر في كلمة أمام ملس العموم يوم الأربعاء الماضي، حين أكد أن بلاده لن تدفع فدية من أجل الرهينة الذي يحتجزه متطرفو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، متهما الدول الأخرى التي تفعل ذلك بأنها تغذي الإرهاب.

وأضاف كاميرون ان بريطانيا والولايات المتحدة ستضاعفان من جهودهما لمنع جميع الدول التي تدفع فدى لداعش من القيام بهذا الأمر"، محذرا من أن "عشرات الملايين من الدولارات" التي جمعها التنظيم تستخدم في استهداف بريطانيا.

وتابع كاميرون"لا يوجد شك في رأيي أن عشرات الملايين من الدولارات التي جمعتها داعش من أموال الفدى ستذهب لترويج الإرهاب بما في ذلك الإرهاب الذي يؤثر على بلادنا".

وأوضح أنه كانت هناك مبادرة أطلقت خلال قمة مجموعة الثماني لمحاولة جلب دول أخرى للانضمام إلى توجه واضح للغاية في حالة خطف شخص في عملية إرهابية بألا يتم دفع فدية، مشيرا إلى أن بريطانيا مستمرة في هذه السياسة وكذلك أمريكا لكن هناك حاجة لمضاعفة الجهود للتأكد من أن التزام الدول الأخرى.

وأكد كاميرون أن بريطانيا لن تذعن للإرهاب، مضيفا أن معارضة داعش ستتواصل داخليا وخارجيا وأنه "من المهم الوضوح بشأن طبيعة التهديد الذي نواجهه دون تمييز بين الثقافات والدول والأديان".

وفي الختام، رأى رئيس الوزراء البريطاني أن الطريقة الوحيدة لدحر داعش هي الثبات وإرسال رسالة واضحة بعدم الخوف من مثل أعمال القتل البربرية تلك.