يحتفي الكويتون اليوم بتكريم أممي لأميرهم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي سمته الأمم المتحدة قائدًا إنسانيًا، ولبلادهم، التي أعلنتها الأمم المتحدة مركزًا إنسانيًا عالميًا، خصوصًا أنها المرة الأولى التي تمنح فيها هذه المنظمة الدولية مثل هذا اللقب.


فادية الزعبي من الكويت: الاحتفالات تعمّ الكويت، والفرحة تطل من كل وجه. فمنظمة الأمم المتحدة تمنح اليوم الثلاثاء وفي احتفال عالمي في مقرها في نيويورك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب "قائد إنساني"، وتقلده درعًا تذكاريًا، وتسمي دولة الكويت "مركزًا إنسانيًا عالميًا". ولم يسبق للأمم المتحدة أن منحت أيًّا من هذين التكريمين لأي إنسان أو دولة منذ تأسيسها في العام 1945.

القائد الإنساني العظيم

تصدر هذا الحدث المفرح صحف الكويت ووسائل إعلامها. وتوالت تصريحات المسؤولين العرب والدوليين مرحبة بمنح الأمم المتحدة أمير الكويت ودولته هذين اللقبين الإنسانيين. وأجمعت تلك الأوساط على أن الأمير بذل جهودًا غير مسبوقة في العمل الإنساني الدولي بعيدًا عن المآرب السياسية والمصالح الذاتية.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن شكره العميق لقيادة أمير الكويت "البارعة"، واصفا إياه بـ "القائد الإنساني العظيم".

وأشار بان في مقابلة مع تلفزيون الكويت إلى المساهمات السخية للأمير والحكومة الكويتية والشعب الكويتي، قائلًا إن الأمير استضاف مؤتمرين دوليين للمانحين للشعب السوري في العامين 2013 و2014 ما كان له اثر كبير في حشد المساهمات حول العالم.

وأكد نجاح هذين المؤتمرين اللذين منحا الأمم المتحدة الأدوات والوسائل لتقديم المساعدة الإنسانية التي كان يحتاجها الكثير من اللاجئين والمشردين. وأنه يعول على دعم أمير الكويت المستمر وقيادته السخية، واعتبره "قائدًا إنسانيًا عظيمًا وراعيًا لبلده الكويت".

أضاف انه أراد أن يعبر عن تقديره الصادق لأمير الكويت تجاه هذا الكرم السخي بتنظيمه لمثل هذا الاحتفال الذي يعد عملا صغيرا بالمقارنة بما قدمه أمير الكويت للعالم. وأوضح انه وجه دعوات إلى العديد من السفراء في الأمم المتحدة لحضور حفل غداء يقام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق اليوم، لأكثر من 100 مدعو لتقديم درع تذكارية للأمير، تقديرًا للجهود التي قام بها.

وقال: "الكويت قد تكون صغيرة في مساحتها إلا أن لها قلبا كبيرًا ورحبًا"، معربًا عن أمله في أن تحذو العديد من الدول حذو القيادة الكويتية. وأضاف: "تلقينا مساعدات سخية أخرى من دول عربية في المنطقة مثل السعودية والإمارات".

حدث تاريخي مهم

وأشاد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بمنح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ورئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لقب "قائد للعمل الإنساني"، واختيار دولة الكويت مركزًا للعمل الانساني.

ووصف الزياني التكريم بأنه "حدث تاريخي مهم وتكريم مستحق لقائد نذر نفسه لعمل الخير وامتدت أياديه البيضاء بالرعاية والدعم لكل المحتاجين في مختلف دول العالم".

واعتبر أن تكريم أمير الكويت بهذا اللقب الرفيع يمثل تقديرًا للجهود الخيرة والمساعي المشهودة والمبادرات الرائدة التي تبناها لدعم الأعمال الخيرية في مختلف دول العالم، ورفع المعاناة عن المحتاجين والمتضررين واعانة الفقراء ورعاية المشاريع الخيرية الانسانية.

وأضاف: "جهود الشيخ صباح الأحمد ومساعيه الخيرة في دعم العمل الانساني الخيري على المستوى الدولي أكسبت دولة الكويت السمعة المرموقة والمكانة البارزة بين دول العالم، فاستحقت اختيارها من أعلى منظمة دولية مركزًا للعمل الانساني، بفضل ما تقوم به من جهود رسمية وأهلية في مجالات الأعمال الخيرية الانسانية".

وأعرب أمين عام دول مجلس التعاون عن فخر واعتزاز المجلس ومواطني دوله بهذا التكريم الرفيع، سائلًا المولى أن يديم على الكويت وشعبها نعمة الأمن والرخاء والنماء، وأن يوفق جهود قيادتها الحكيمة لتحقيق المزيد من التقدم والتطور والازدهار.

ترحيب الاتحاد الأوروبي

أما الاتحاد الأوروبي فرحب بقرار الأمم المتحدة بتكريم أمير الكويت، وقال متحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية إن المساعدات الإنسانية ركن أساسي في العلاقات الصلبة التي تربط بين الاتحاد الأوروبي والكويت، من خلال وضع معايير عالمية في تحديد أولويات التنسيق بين الجهات المانحة.

وأشار المتحدث إلى استضافة الكويت للمؤتمرين الأول والثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، وحضرتهما مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا، حيث قدمت الكويت خلالهما تبرعات بقيمة 800 مليون دولار للاجئين السوريين.

كما أشار إلى دعم الكويت الثابت للشعب الفلسطيني والعراق إضافة إلى العديد من المساعدات الانسانية الخارجية ودعم المحتاجين.

عيد وطني للكويت

قال نائب أمير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في كلمة مسجلة بالمناسبة، قبيل مغادرته الكويت إلى نيويورك لحضور حفل تكريم الأمير، قال إن الكويت وأهلها يستقبلون التاسع من أيلول (سبتمبر) عيدًا جديدًا من أعيادهم الوطنية، وحدثًا تاريخيًا غير مسبوق.

واعتبر ولي العهد هذا الانجاز الدولي العظيم "اعترافًا مشرفًا وشهادة حضارية تاريخية لكويتنا الغالية ولقائدنا الحكيم وأهل الكويت الكرام وهو وسام لكل مسلم وعربي، ولعل ما يزيدنا فخرًا واعتزازًا أن يأتي هذا التكريم المستحق من أعلى منظمة عالمية معنية بإقامة السلام في العالم وحماية الإنسان واحترام حقوقه وآدميته".

وشدد ولي العهد الكويتي على أن الجميع يعلم أن ما تبذله الكويت بقيادة أميرها الإنسان، وما تقدمه من عطاءات سخية طالت كل ركن من أركان هذه المعمورة، لم يكن قط مرتبطًا بمصلحة سياسية أو قيود وشروط أو أي حسابات أخرى، ولا تحكمه أبدًا اعتبارات الدين أو اللون أو الجنس أو المكان، "وإنما تنطلق من مبادئ وتعاليم إسلامنا الحنيف وما جبل عليه مجتمعنا الطيب من قيم فاضلة أصيلة".

اعتراف دولي

ثمّن رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، الذي وصل نيويورك الاثنين لحضور الحفل، خطوة الأمم المتحدة باختيارها أمير البلاد "قائدًا للعمل الإنساني" وتسمية دولة الكويت "مركزًا للعمل الإنساني" في اعتراف دولي بدوره الإنساني في الكثير من الملفات الإقليمية الساخنة.

وقال الغانم إن أمير البلاد اختار منذ عهد طويل نهج دولة الكويت في لعب دور إنساني وإغاثي في مناطق ملتهبة يكون الناس فيها وقودا للعبة السياسية عندما تتحول إلى كرة نار وضحية لكل آثار الحروب المدمرة.

وأضاف: "في الوقت الذي تنتهج فيه أطراف كثيرة سياسات إذكاء الصراعات، وصب الزيت على النار، وإفشال كل محاولات التسوية السياسية وإحلال السلام في مناطق الصراع، نجد الكويت وعلى رأسها أمير البلاد تقوم بدور مغاير عنوانه التدخل الإنساني والترفع عن سياسات الاستقطاب والمحاور، والتعامل مع تلك الصراعات بمنطق لا غالب ولا مغلوب، فالناس الأبرياء هم الذين يدفعون فاتورة النزاعات المسلحة بغض النظر عن هوية المنتصر والمهزوم".

التاريخ يشهد للكويت

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح إن التاريخ يشهد للكويت منذ نشأتها بعطائها الإنساني، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. ووصف الشيخ خالد الجراح المناسبة باليوم "العظيم الذي يضاف لأيام الكويت المشعة دائمًا بالخير والمحبة للإنسانية جمعاء، وتتويجًا لجهوده في كافة المجالات".

وأضاف: "لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح القائد الأعلى للقوات المسلحة خاصة في المجال الإنساني مبادرات دعم لا محدودة في أوقات الكوارث الطبيعية والحروب وفي أوقات السلم، أسفرت عن تتويجه قائدًا إنسانيًا، ومنح الكويت لقب مركز للعمل الإنساني".

وشدد الشيخ على أنّه "يحق لكل الكويتيين وبكل عزة وشموخ الفخر بصباح الأحمد الإنسان والقائد والتباهي به أمام الأمم بما قدمه سموه للإنسانية من نموذج رائع كإنسان وكقائد عالمي استحق هذا التكريم".

رسخ قيم العطاء

وأعرب رئيس مجلس الأمة السابق جاسم محمد الخرافي عن فخره واعتزازه بتسمية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائدًا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة والكويت مركزًا للعمل الإنساني، تقديرا لمساهمتها الإنسانية والحضارية في مختلف دول العالم.

وأكد أن هذه الخطوة استحقاق طبيعي لأمير الكويت، بالنظر إلى مسيرته الإنسانية الحافلة بالعطاءات ومساهماته المستمرة على المستويين الحضاري والإنساني، "التي رسخت قيم العطاء التي جبل عليه حكام دولة الكويت منذ نشأتها".

وأضاف: "وكما حظي الأمير المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه بلقب أمير القلوب، ها هو صاحب السمو أمير البلاد يحظى بلقب (قائد للعمل الإنساني) ليأتي معبرًا خير تعبير عن الوجه الإنساني لدولة الكويت".

وأوضح أن لأمير البلاد الفضل في وضع اللبنة الأولى للتوجهات والسياسات الإنسانية والإنمائية والحضارية التي اعتمدتها الكويت على مدى العقود الماضية، داعيا الشعب الكويتي للالتفاف حول قيادته، بما يواكب الجهود الهادفة للمحافظة على الأمن والاستقرار واستنباط الدروس والعبر، في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة.

الصحف المحلية تحتفي

احتفت الصحف المحلية بالتكريم المرتقب، فأكدت في افتتاحياتها أن التكريم الأممي لأمير البلاد مستحق عن جدارة، ولم يسبق أن أسبغت هذه التسمية على غيره من قادة العالم. كما يمثل تكريم الكويت اعترافًا بدورها التاريخي في قارات العالم بالإغاثة وبلسمة الجروح وإيواء المحتاجين.

وقالت صحيفة القبس في افتتاحيتها المعنونة "اللقب يتشرف بحامله" إن تسميتي الأمم المتحدة لأمير ودولة الكويت تتشرفان بحامليهما، وقد جاءا تتويجًا لتاريخ طويل في العمل الإنساني والتنموي سجلته الكويت وسجله الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وأضافت أن الكويت وقائدها ناضلا ويستمران في الكفاح من أجل عالم أفضل وحياة أجمل من دون حروب ولا قتل ولا موت ولا دمار ولا خراب، وفي كفاح دؤوب من أجل حق الإنسان بالحياة والسلام والأمن والكرامة وأن الكويت كانت دائما معنية شعبيا ورسميا بالمساعدات والإغاثة وعمل الخير ومد اليد.

وأوضحت أن ذلك ترجم من خلال مواقف عملية ومساعدات ومساع وأياد بيضاء في كل بقاع المعمورة التي تعرضت لأزمات، من صنع البشر أنفسهم أم من صنع الطبيعة، من الخليج العربي إلى الجزائر وفلسطين ولبنان ومصر وسوريا والعراق وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وأوروبا.

ولفتت إلى تكريس الكويت وأميرها مفهوما جديدا للتضامن، يقوم على تلازم العملين السياسي والإنساني، وجوهره تقديم الدعم لأي شعب أو بلد يحتاجه كما كرست معنى عمليا ذا جدوى للتضامن والمساعدة أخرجهما من دائرة الكلام إلى الفعل الملموس المقترن بالنتائج.

بداية لمسيرة جديدة

قالت صحيفة السياسة في افتتاحيتها المعنونة "صباح الكويت أيتها الإنسانية" إن العالم كله يقف ممثلا بهيئة الأمم المتحدة إجلالًا لأميرنا كقائد للعمل الإنساني ولم يسبق أن أسبغ هذا اللقب على غيره من قادة العالم، ومعه يكرم الكويت بجعلها مركزًا للعمل الإنساني، اعترافًا بدورها التاريخي في كل قارات الأرض بالإغاثة وبلسمة الجروح وإيواء المحتاجين.

وأضافت: "أنها المرة الأولى التي تقلد الأمم المتحدة فيها رئيس دولة هذا اللقب والمرة الأولى التي تختار أيضًا دولة لتكون مركزا للعمل الإنساني، فالمناسبة إذا ليست للاحتفال فقط إنما بداية لمسيرة جديدة من العمل في مجال ترسيخ النموذج الكويتي كسلوك سياسي وإنساني عام في هذا العالم".

وأوضحت أن الكويت ولعدة عقود كانت تزرع بذور الأمل للإنسانية جمعاء غير معنية بلون أو لغة أو دين أو مذهب وعرق هلالها الأحمر ينير الطرق للمحتاجين وصناديقها الإنمائية تنقل مجتمعات من غياهب الحرمان إلى فضاءات النور والحياة الكريمة.

زعيم الإنسانية

وأكدت صحيفة النهار في افتتاحيتها المعنونة "زعيم الإنسانية" أن العالم يحتفل اليوم بتكريم هيئة الأمم المتحدة وهي أعلى وأرفع منظمة دولية لأمير البلاد قائدًا للعمل الإنساني، ما يدعو إلى الفخر لدى كل كويتي ومقيم على أرضها.

وأضافت: "ارتباط الإنسانية بأمير البلاد يعود إلى بدايات تسلمه المسؤوليات الحكومية في مراحل عمره المبكرة، أي أن صباح الإنسانية بدأ عمله مع هموم الإنسان الكويتي كما وقف مع الإنسان في كل مكان وجعل أيادي الكويت تمتد لكل منكوب أو محتاج".

وذكرت أن احتفالية الأمم المتحدة اليوم ليست مجرد احتفالية منح لقب، "بل هي تقدير لصباح الإنسانية، مواقف وروحًا وعطاءات، وتكريم قائد إنساني لم يحصر اهتماماته الإنسانية في حدود بلده بل جعلها تمتد على مساحة الكرة الأرضية برمتها".

المنهج الإنساني العظيم

وقالت صحيفة الوسط في افتتاحيتها المعنونة "قائد الإنسانية" إن هذا الاختيار الأممي ليس مستغربًا، "حيث رسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومن سبقه من قادة الكويت منهجًا إنسانيًا عظيمًا عرفوا فيه حق الفقراء والمحتاجين من شعوب العالم بغض النظر عن أي انتماء وأنشأوا المؤسسات الإنسانية واهتموا بتطوير إدارتها ودعمها لأداء رسالتها".

اضافت: "دور الكويت الإنساني لم يتوقف عند المؤسسات الخيرية والجهود الفردية، بل تعداه إلى أكثر من ذلك حيث جبل الشعب الكويتي وقبل اكتشاف النفط على العطاء سواء للمحتاجين في الداخل أو الخارج ويشهد التاريخ على مشاريع عديدة في دول العالم لشخصيات من تجار الكويت في مطلع القرن الماضي".

وأشارت إلى أن وصول الكويت وأميرها إلى هذه المكانة يتطلب استمرار الجهود وزيادة تنظيمها، مؤكدة أن "الكويت وشعبها ماضون في هذا النهج لأنه شكر لله على ما أنعم به علينا بالدرجة الأولى".