نيروبي: قال الرئيس باراك اوباما انه يريد، من اجل "الحرب بدون هوادة" ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ان يستلهم العمليات التي جرت في الصومال وتوجت بمقتل زعيم حركة الشباب الاسلاميين الصوماليين في مطلع ايلول/سبتمبر.

وتبقى الحملة المتوقعة في الوقت الراهن غير واضحة المعالم بغض النظر عن هذا التشبيه الضعيف. فالمثال الصومالي يستدعي توقع عمليات جوية في القسم الاكبر منها -- طائرات من دون طيار او طائرات --، يمكن ان تضاف اليها عمليات دقيقة للقوات الخاصة على الارض.

وفي الصومال، فوض المجتمع الدولي قوة افريقية قوامها 22 الف رجل تنتشر منذ 2007، القيام بالعمليات القتالية التقليدية التي اتاحت منذ سنتين طرد الاسلاميين الشباب من القسم الاكبر من معاقلهم في جنوب ووسط الصومال حيث كانوا يسيطرون على كل مساحتهما تقريبا حتى منتصف اب/اغسطس 2011.

وعلى الرغم من اعلان واشنطن ليلا انها ضمت عشر دول عربية الى تحالفها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الا ان دورها لا يزال غامضا. فقد اشار وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى ان "اي دولة لا تتحدث عن ارسال قوات الى الارض ونحن لا نعتقد انه ستكون هناك حاجة اليها".

وعلى غرار ما يحصل في الصومال، فان فعالية العمليات ستستند اساسا الى الاستخبارات: اعتراض اتصالات ومراقبة عبر الاقمار الصناعية واستخبارات العنصر البشري ومحاولات تسلل.

وارغمت قيادة حركة الشباب عناصرها على الحد من استخدام الهواتف عبر الاقمار الصناعية والخلوية الى الحد الاقصى خشية المساعدة في تحديد اماكنهم وهو الامر الذي سمح لها بالافلات من التنصت الغربي الى حد ما.

وبعد الهجوم الكبير والدامي (67 قتيلا على الاقل) الذي شنه فريق كوماندوس من الشباب ضد مركز وست غيت التجاري في نيروبي في ايلول/سبتمبر 2013، اقر عدد من المسؤولين في اجهزة استخبارات غربية بانهم لم يرصدوا اي "حديث" مسبق للهجوم واعترفوا ب"حرفية" الحركة المتطرفة في هذا المجال.

واخيرا اوضح مسؤول اميركي في شرق افريقيا "يحصل ان يرتكبوا (الشباب) هفوة، لكنهم يلجأون الى نظام الورقة والرسائل. انهم اشداء جدا".

وتسمح الاستخبارات التي جمعت بشن ضربات جوية تستهدف مسؤولين او منشآت، وتشنها خصوصا طائرات من دون طيار تقلع من اثيوبيا او من جيبوتي.

وسيل الصواريخ الذي ادى الى مقتل زعيم حركة الشباب احمد عبدي غودان، حصل& بناء على "استخبارات سمحت بشن عمل"، كما اقر البنتاغون.

وكانت ضربات مماثلة ادت الى قتل عدد من المسؤولين في حركة الشباب في السنوات الاخيرة بينهم ادن هاشي +ايرو+، سلف غودان.

وبحسب مكتب التحقيقات الصحافية الذي يحصي العمليات الخاصة الاميركية، فان الولايات المتحدة شنت نحو عشرين ضربة جوية مماثلة منذ 2001 في الصومال وقتلت نحو 173 شخصا.

&والولايات المتحدة التي لا تنسى "معركة مقديشو" التي ادت الى مقتل 18 جنديا اميركيا في 1993، ترفض عمليات تقليدية على الارض في هذا النوع من الظروف.

وفي 2011 اوضح مصدر في اجهزة الاستخبارات الاميركية ان "الولايات المتحدة لا تزال محرجة منذ +سقوط الصقر الاسود+"، في اشارة الى فيلم ريدلي سكوت الذي يعيد رسم حوادث 1993، وذلك في مقال نشرته "ارمي تايمز" المطبوعة المتخصصة المستقلة والتي تتوجه بصورة رئيسية للعسكريين.

لكن قوات خاصة اميركية وخصوصا من المارينز، شنت عدة غارات في الاراضي الصومالية بينها واحدة في 2013 في محاولة لاسر مسؤول كبير من حركة الشباب.

وبحسب المنشورة المتخصصة، فان عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ينشطون ايضا من مخابىء سرية في الصومال نفسها "ويستخدمون الجزرة والعصا" ليجذبوا الى الحرب ضد الشباب زعماء الحرب المحليين -- هؤلاء بالذات الذين فرضوا خوات منذ 20 عاما -- و"يعرضون عليهم المال مقابل مساعدتهم، مع تهديدهم في الوقت نفسه ضمنا بضربات جوية اميركية في حال الرفض".

لكن وعلى الرغم من ان حركة الشباب لا تتوقف عن خسارة مواقع لها منذ اب/اغسطس 2011 وتم تجاوزها عسكريا، فان المتمردين يبقون خطيرين للغاية ويظهرون باستمرار قدراتهم على القيام باعمال دقيقة وهم يشنون عمليات كبيرة في مقديشو وكذلك في كينيا المجاورة.

واوضح عنصر في جهاز استخبارات اوروبي مطلع على الملفين "في سوريا كما في الصومال، سيتعين وضع بنية استخبارات وتحديد الحلفاء المحتملين وتحديد الاهداف الرئيسية والقضاء عليها الواحد تلو الاخر"، مع الاشارة الى ان واشنطن رفضت اشراك النظام السوري في حربها المتجددة على المتطرفين.

واضاف هذا المصدر "سيتعلق الامر بعملية تتطلب نفسا طويلا (...) انها عملية طويلة". وقال ان "الشباب اظهروا كيف يمكن التكيف والبقاء على قيد الحياة حتى عندما يقطع راس التنظيم. يفترض ان نتوقع ان يقوم تنظيم الدولة الاسلامية بالامر نفسه".