&إيلاف - متابعة: أبواب الاستفتاء مفتوحة، والنزعة الانفصالية تراود نصف الاسكتلنديين، لكن الجميع يترقب ما ستؤول إليه الأحوال بين بلدين تجمعهما 307 أعوام من الوحدة، تعمدت بالدم، وتحولت مراسًا شعبيًا مع الأيام، على الرغم من أنها لم ترق لاسكتلندا يومًا، منذ معاهدة الوحدة في 1707 حتى اليوم.
خصم وحكم
لن تقوم الساعة بانفصال اسكتلندا. فحتى أعتى الانفصاليين، الكس سالموند رئيس الوزراء الاسكتلندي وزعيم الحملة الداعية للاستقلال، يطمئن بريطانيا إلى أنها تبقى دائمًا "الخصم" و"الحكم".
يذكر الاستفتاء حق اسكتلندا في تقرير مصيرها ومستقبلها بتاريخ مشترك حافل، جالس خلاله العنف المحبة، وتوقفت المعارك الدامية لعقد الزيجات الملكية بين البلدين. يتسم الكثير من التاريخ الاسكتلندي بعداء مستديم لبريطانيا، لكن مهما أتت نتيجة الاستفتاء، وبشهادة مؤرخين عدة، يبقى تأثير بريطانيا كبيرًا على مستقبل اسكتلندا.
رصاصة انطلاق
إن غلبت الـ"نعم"، ستكون غلبتها رصاصة انطلاق لأكثر من سباق. أولها، سباق المفاوضات المعقّدة للفوز بالاستقلال الفعلي لاسكتلندا، وموعدها في 24 آذار (مارس) 2016. وثانيها، سباق أوروبي مع مشاعر إنفصالية، أنعشها التصميم الاسكتلندي، كالمشاعر المكبوتة في كاتالونيا الإسبانية. وثالثها، سباق مع خيارات إقتصادية يحتاج تدبيرها إلى الكثير من الحنكة،مع ما يعتري منطقة اليورو من تهالك اقتصادي.
لا شك في أن هذا عصر التفكك. فللأكراد في العراق إقليمهم. ولجنوب السودان دولته، وخرائط التقسيم الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط قيد التداول، حتى لو تغاضى المرء عن الدولة الاسلامية، التي أعلنت فوق جثث العراقيين والسوريين. وإقبال الاسكوتلنديين اليوم على الاستفتاء إشارة إلى أن الانفصال أمر ملموس، ولو لم يحصل.
&
التعليقات