احتجت واشنطن، على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الجمعة الذي قال فيه "دقت ساعة استقلال دولة فلسطين"، وقالت إنها "استفزازية".


نصر المجالي: قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي: "كانت في خطاب الرئيس عباس توصيفات مهينة هي في العمق مخيبة للآمال ونرفضها"، متحدثة أيضا عن "تصريحات استفزازية" من جانب الرئيس الفلسطيني.

وتزامناً، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست يوم الجمعة إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيستضيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الأربعاء لمناقشة علاقة إسرائيل بالفلسطينيين والوضع في غزة والمحادثات النووية الإيرانية ومحاربة متشددي الدولة الإسلامية.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن محادثات السلام مع إسرائيل لا قيمة لها، ما لم يكن الهدف هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في إطار "جدول زمني صارم".

وأضاف: "دقت ساعة استقلال دولة فلسطين... يوجد احتلال ويجب الآن أن ينتهي". واتهم عباس الإسرائيليين بارتكاب "إبادة جماعية" و"جرائم حرب" في الحرب الأخيرة في قطاع غزة "على مرأى ومسمع من العالم".

لن ننسى

وقال: "باسم فلسطين وشعبها لن نسننى ولنسامح، ولن نسمح لمجرمي الحرب بأن يفلتوا من العقاب."

وتابع عباس قائلا: "لقد قامت فلسطين والمجموعة العربية خلال الأسبوعين الماضيين باتصالات مكثفة مع مختلف المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة من أجل الإعداد لتقديم مشروع قرار لاعتماده في مجلس الأمن الدولي حول النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وللدفع بجهود تحقيق السلام".

وقال عباس في كلمته اليوم الجمعة "من المستحيل.. أكرر.. من المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية."

وأضاف "لا صدقية ولا جدوى لمفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها المسبقة بالاستيطان وببطش الاحتلال ولا معنى ولا فائدة ترتجى من مفاوضات لا يكون هدفها المتفق عليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب 1967".

تصويب

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن "هذا المسعى يطمح لتصويب ما أعترى الجهود السابقة لتحقيق السلام من ثغرات بتأكيده على هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967 إلى جانب دولة إسرائيل، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية للسلام مع وضع سقف زمني محدد لتنفيذ هذه الأهداف، وسيرتبط ذلك باستئناف فوري للمفاوضات بين فلسطين وإسرائيل لترسيم الحدود بينهما والتوصل لاتفاق تفصيلي شامل وصياغة معاهدة سلام بينهما".

وشدد عباس على أن "المصادقة على القرار ستكون تأكيداً على ما أردتموه بأن يكون هذا العام عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي سيواصل نضاله وصموده وسينهض شجاعاً وقوياً من بين الركام والدمار".

ونوه الرئيس الفلسطيني إلى أنه "من المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية والسؤال الأساس، لا صدقية ولا جدوى لمفاوضات تفرض إسرائيل نتائجها المسبقة بالاستيطان وببطش الاحتلال، ولا معنى ولا فائدة ترتجى من مفاوضات لا يكون هدفها المتفق عليه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس على كامل الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب 1967، ولا قيمة لمفاوضات لا ترتبط بجدول زمني صارم لتنفيذ هذا الهدف".

وأشار إلى أن "إسرائيل ترفض إنهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطين التي احتلتها العام 1967 بل تسعى لاستمراره وتكريسه، وترفض قيام دولة فلسطينية، وترفض إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين".

نكبة جديدة

وقال رئيس دولة فلسطين: "لقد خاطبتكم في هذه القاعة في مثل هذه الأيام العام 2012 وحذرت من أن دولة الاحتلال الاستيطاني تعد لنكبة جديدة للشعب الفلسطيني، وناشدتكم: امنعوا وقوع نكبة جديدة، ادعموا إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة الآن".

وشدد على أن 'الشعب الفلسطيني متمسك بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه أمام آلة الحرب الإسرائيلية، ومتمسك بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال العنصري الاستيطاني الإسرائيلي".

وقال إن "فلسطين ترفض أن يكون حق شعبها في الحرية رهينة لاشتراطات عن أمن إسرائيل"، وأن "شعب فلسطين هو من يحتاج في الحقيقة إلى الحماية الدولية الفورية وهو ما سنسعى إليه من خلال المنظمات الدولية، ويحتاج إلى الأمن وإلى السلام قبل أي أحد آخر، وأكثر من أي أحد آخر".

مواجهة الإرهاب

وفي الختام، قال الرئيس الفلسطيني إن "مواجهة الإرهاب الذي ابتليت به منطقتنا تتطلب ما هو أكثر من المواجهة العسكرية الصارمة وهي أمر ملح، وتستلزم ما هو أكثر من إطلاق الإدانات وإعلان المواقف وهو أمر مطلوب. إنها تحتاج في المقام الأول إلى بناء استراتيجية شاملة مصداقة لتجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره في جميع المجالات السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية في منطقتنا، إنها تتطلب وضع أسس صلبة لتوافق عملي يجعل محاربة جميع أشكال الإرهاب وفي كل مكان مهمة جامعة يتصدى لها تحالف الدول وتحالف الشعوب وتحالف الحضارات، وتتطلب في هذا السياق وبشكل رئيس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا الذي يعد بوقوعه وباستمراره وبممارساته شكلاً بشعاً من إرهاب الدولة ودفيئة للتحريض والتوتر والكراهية".