توقع تقرير صحافي بريطاني أن يؤجّل مئات من المتعاطفين مع "الدولة الإسلامية" في بريطانيا خططهم للسفر إلى سوريا والعراق، للقتال في صفوفه، ويختارون القيام بعمليات "إرهابية" على الأراضي البريطانية.


نصر المجالي: يقول تقرير صحيفة (أوبزرفر) إن هذه الفرضية تعززت، بعدما شاركت القوات البريطانية في قصف مواقع "الدولة الإسلامية"، ودخلت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشكل رسمي بعد موافقة مجلس العموم.

ونقلت الصحيفة تحذيرات من خبراء في مكافحة "الإرهاب" يقولون فيها إن بريطانيا قد تتعرّض لهجوم من جانب المتعاطفين مع الدولة الإسلامية بعد مشاركة لندن في العمليات العسكرية. وتناولت مختلف الصحف البريطانية يوم الأحد المهمات الأولى للمقاتلات البريطانية السبت فوق الأراضي العراقية ضمن التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية".

وقالت (أوبزرفر) إن المقاتلات البريطانية عادت من أولى مهماتها فوق العراق بمعلومات وصور استخباراتية قيمة. ونشرت عددًا من الصور للمقاتلات، إضافة إلى خريطة للمنطقة توضح مواقع الضربات الجوية التي قام بها الطيارون البريطانيون في شمال العراق، وتوضح خط سير المقاتلات التي اقلعت من قاعدة عسكرية بريطانية في قبرص.

أيديولوجية داعش
على صعيد متصل، قال تحليل لصحيفة (صنداي تلغراف) إن "الضربات الجوية فقط لا يمكنها حسم الحرب ضد الدولة الإسلامية". ويقول التحليل إن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيخسر الحرب فقط عندما تصبح الأيديولوجية (الفكر) التي ينطلق منها غير جاذبة للأنصار في العالم الإسلامي.

يتناول الموضوع، الذي أعده رئيس قسم الشؤون الخارجية في الجريدة ديفيد بلير، جوانب عدة بالتحليل، منها أن القنابل التي يتم توجيهها بأشعة الليزر والمقاتلات الحديثة يمكنها أن تحدث أثرًا تدميريًا كبيرًا في ساحة المعركة، لكنها لن تكون كافية لكسب الحرب.

ويقول بلير إن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" نشرت صورًا وفيديوهات عدة توضح آثار القصف الذي يطال عددًا من المواقع التابعة لـ"الدولة الإسلامية". ويضيف إن ذلك يجعل البعض يرجّح أن هذه القوة التدميرية الكبيرة للقذائف الأميركية كافية لكسب الحرب، خاصة بعدما انضمت القوات الجوية البريطانية إلى العملية، لكن ذلك يعبّر عن سوء فهم كبير.

يؤكد التحليل أن تنظيم "الدولة الإسلامية" سينهزم فقط عندما تنتهي شبكة الأفكار التي ينفذ منها إلى قلوب أنصاره والشباب الذين ينضمون إليه للقتال، سواء من دول الشرق الأوسط أو العالم الغربي.

العقول والقلوب
ويستدل كاتب التحليل بعبارة للجنرال جوناثان شو قائد القوات البريطانية السابق في العراق قال فيها "هذه الحرب سيتم الفوز بها أو خسارتها في قلوب وعقول الشعوب الإسلامية". ويوضح بلير أن ملابسات الأزمة في العراق وسوريا، الساحتين الأكبر لسيطرة "الدولة الإسلامية"، كانت متشابهة، حيث تم استبعاد المسلمين السنة من مراكز صنع القرار والمناصب الكبرى للحكومة بوساطة الأنظمة الطائفية الحاكمة.

يخلص تحليل (صنداي تلغراف) إلى أنه لا بد من تحقيق شرطين أساسيين لإدراك النجاح في هزيمة "الدولة الإسلامية" بشكل نهائي.

-& الأول هو أن تتم تسوية الصراعات الدموية في كل من سوريا والعراق، وهو ما يعني حسب قوله، رحيل بشار الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، وعلى يديه دماء الآلاف من أبناء شعبه.

- والشرط الثاني هو تمكين السنة من الحصول على حصة مناسبة في الحكومة ومراكز صنع القرار في الدولتين. وهذان الشرطان كفيلان، حسب ما يقول بلير، بإتاحة الفرصة لمن أسماهم "الإسلاميين المعتدلين" بالسيطرة على الساحة السياسية السنية بدلًا ممن أسماهم "المتطرفين".

&