تمكن علماء غربيون من ابتكار طريقة حاسوبية لفك بعض ألغاز الكون، وذلك من خلال محاكاة الكون الحقيقي بطريقة دقيقة تمت الاستعانة خلالها باثنين من أكبر الحواسيب في العالم.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: نجح علماء في تطوير نظام محاكاة حاسوبي للكون من أجل العمل على فهم تكوين المجرات، النجوم، وأشياء أخرى، تشكل ألغازاً غامضة بالنسبة إلى الباحثين منذ قديم الأزل.

وتلك المحاكاة الحاسوبية الصناعية، التي تعرف باسم cosmos، تنمو فيها وتتطور المجرات المماثلة لتلك التي تتم مراقبتها من جانب رواد الفضاء.

وتمت الاستعانة باثنين من أكبر الحواسيب في العالم –Cosmology Machine في جامعة درهام، وCurie في باريس – لإجراء مراحل المحاكاة التي أخذت عدة أشهر لإدارتها.

ولم يتحقق النجاح للمحاولات السابقة لوضع نموذج لعملية تكوين المجرات، حيث كونت تشكيلات من النجوم، التي غالباً ما جاءت كبيرة للغاية، صغيرة، قديمة أو كروية.

وبدا من الواضح أن تلك النماذج التي نتجت من عملية محاكاة "تطوير وتجميع المجرات وبيئاتها" جاءت أكثر واقعية.

ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن علماء قولهم إن من بين عوامل نجاح عملية المحاكاة هذه هو إعادة تطوير رياح المجرات – وهي عواصف غاز كونية تحركها النجوم، انفجارات السوبرنوفا، والثقوب السوداء العملاقة – التي جاءت أقوى من التي نتجت من عمليات المحاكاة السابقة.

وأشار العلماء في السياق& نفسه إلى أن رياح المجرات تؤثر&في تطور المجرات من خلال إطلاق الغاز الذي تتكون منه النجوم.

وأضاف العلماء أن أحجام وأشكال الآلاف من المجرات التي تم إنتاجها في عملية المحاكاة الأخيرة هذه تتطابق بشكل كبير مع نظيراتها "الحقيقية"، ويمكن استخدامها لدراسة تاريخ الكون حتى وقت مضى يعود تقريباً لعصر الانفجار الكبير الذي وقع قبل ما يقرب من 13.8 مليار سنة.

وأوردت الدايلي ميل بهذا الخصوص عن البروفيسور ريتشارد بوار، من جامعة درهام، قوله: "الكون الذي تم تكوينه حاسوبياً يشبه بالفعل الكون الحقيقي. فهناك مجرات في كل مكان، بكل الأحجام والأشكال والألوان التي رأيتها بأكبر التلسكوبات في العالم. وهذا أمر لا يصدق. ويمكنني الضغط على زر للعودة بالزمان في عملية المحاكاة".
&