&

&
لا زال الغرب ينظر إلى المرأة المسلمة من خلال ملابسها، متجاهلا انجازاتها وقدراتها، في وقت تشير بعض التقديرات إلى أن تلك الملابس قد تكون سببا في ارتكاب الجرائم ويكون الدافع هو الكراهية للمسلمين.

&
كان جسد المرأة المسلمة وما ترتدي عليه مادة سياسية واعلامية دسمة في الغرب خلال عام 2014. &واثبتت الأشهر الاثني عشر الماضية ان الغرب ما زال يحكم على المرأة المسلمة بما ترتديه وليس بمنجزاتها وآرائها ومواقفها والنجاحات التي حققتها في أخذ مقدراتها بيدها. &وفي وقت تتنامى الحركات النسوية في أنحاء العالم فان مظهر المرأة المسلمة وملبسها وجسدها هي ما ينصب عليه الاهتمام ويوضع تحت المجهر في الغرب وبذلك اختزالها الى صورة مخلوق ذي بعد واحد لا صوت له. &
&
واشارت الكاتبة البريطانية شلينا جان محمد في صحيفة الديلي تلغراف الى صورة الافغانية المبرقعة مالالاي كاكار التي صادرها حزب "بريطانيا اولا" اليميني المتطرف لاستخدامها ملصقا في حملة ضد المسلمين. &
&
وكانت كاكار اول امرأة تتخرج ضابطة من أكاديمية الشرطة الافغانية واصبحت رمزا قويا لما يمكن ان تحققه المرأة في مواجهة الاضطهاد على أساس الجنس. &
&
قُتلت كاكار علي ايدي مسلحي طالبان في عام 2008 وعندما رأت مصورتها اساءة استخدام الصورة في حملة عنصرية ضد المسلمين اتصلت بقيادة حزب بريطانيا اولا لافهامهم بأن كاكار رمز لتمكين المرأة وان ارتداءها البرقع كان بارادتها. &
&
كراهية تؤدي إلى جرائم
ولكن التمييز والكراهية ضد المرأة المسلمة في الغرب لا يقتصران على الحملات الاعلامية والدعائية بل تفاقم الى ظاهرة خطيرة يمكن ان تكون مميتة. &وعندما قُتلت الطالبة السعودية المحجبة ناهد المانع التي كانت تدرس في بريطانيا طعناً في مدينة كولشيستر جنوبي انكلترا قالت الشرطة ان كراهية المسلمين قد تكون الدافع وارء الجريمة. &واثار أخذ هذا الاحتمال في الحسبان غضب اوساط سياسية واعلامية حملت على الشرطة البريطانية لأنها تجرأت على الاشارة الى ان المرأة المسلمة قد تكون مستهدفة بسبب ملبسها التقليدي. &وهذا الانكار لواقع قائم بحد ذاته شكل من اشكال الاضطهاد ضد المرأة ، على حد تعبير الكاتبة جان محمد. &
&
إذ تبين احصاءات شرطة اسكتلند يارد ان جرائم الكراهية ضد المسلمين ارتفعت من 344 جريمة الى 570 جريمة خلال العام المنتهي في تشرين الأول/اكتوبر 2014 ، وكانت المرأة وما زالت هدفا رئيسيا لهذه الاعتداءات بسبب ملبسها الاسلامي الذي يميزها في الشارع. &

لا وظائف
كما وجد تقرير من مكتب الاحصاء الوطني البريطاني ان احتمالات توظيف المرأة المسلمة تقل بنسبة 65 في المئة عن احتمالات توظيف نظيرتها المسيحية البيضاء. &وقال التقرير ان السبب يعود على الأرجح الى "الاسلاموفوبيا والعداء" ضد المسلمين بما يفيد ان كراهية المسلمين تردع ارباب العمل عن توظيفهن.&
&
وفي بلجيكا قرر دبلوماسي كبير ان ينزع النقاب عن وجه امرأة اقتربت منه للسؤال عن الطريق المؤدي الى عنوان تبحث عنه. &فان برقع الوجه ممنوع في بلجيكا ولكن الدبلوماسي الرفيع لم ير ضيرا في الاعتداء جسديا على مسلمة. &ولو لم يصادف ان الضحية كانت أميرة قطرية لما نال الحادث التغطية التي نالها في وسائل الاعلام ، بحسب الكاتبة جان محمد. &
&
وفي باريس توقف المغنون والممثلون عن الأداء وسط عرض اوبرالي في تشرين الأول/اكتوبر لأنهم رأوا امرأة مبرقعة بين الجمهور. &وصادف انها سائحة خليجية كانت تزور "عاصمة النور" للاطلاع على الثقافة الفرنسية. &
&
اللافت وسط هذه التغطية الغربية الواسعة لملبس المرأة الاسلامية وما تعانيه بسببه شح التقارير التي تتحدث عن انجازاتها. &وعندما تنال هذه الانجازات تغطية ما تُحذف رموز هويتها بطريقة مريبة. &فان التغطية الاعلامية لفوز الناشطة الباكستانية الشابة ملالا يوسف زاي بجائزة نوبل نادرا ما تشير الى حجابها وملابسها المحتشمة ، وانها تستمد العزيمة والتصميم من دينها الاسلامي. &وحدث الشيء نفسه مع مريم مرزا خاني التي كانت أول امرأة تفوز بجائزة فيلدز ، ارفع جائزة في الرياضيات. &
&
بارقة أمل
ولكن هناك بارقة امل رغم هذه المواقف من المرأة المسلمة في الغرب. &ولعل النقطة المضيئة الأبرز في عام 2014 انبثقت من أكثر ايامه سوادا عندما احتجز مسلح رهائن داخل مقهى في مدينة سدني الاسترالية. &إذ لاحظت امرأة في القطار مسلمة محجبة بدأت تنزع الحجاب خوفا من الاعتداء عليها بسبب حادثة المقهى. &وكتبت المرأة تغريدة على تويتر بأن على المرأة المسلمة ألا تنزع الحجاب بسبب الخوف لتطلق بذلك حملة تضامن واسعة مع المسلمين. &والمؤمل ان يشهد عام 2015 مزيدا من هذه المواقف التضامنية مع المرأة المسلمة تحديدا والمسلمين عموما.&
&
&
&