أعلن تنظيم "داعش" اليوم أنه بدأ توزيع أموال الزكاة على مستحقيها في مدينة الفلوجة العراقية مستحدثًا مركزًا أطلق عليه اسم "ديوان الزكاة".. فيما نشر التنظيم&في الموصل صورًا لنماذج من عملته في العراق وسوريا مع شرح لقيمتها.


لندن: في صور نشرها تنظيم "داعش" على مواقع "جهادية" اعلامية داعمة له، واطلعت عليها "إيلاف" الاثنين، فقد أعلن التنظيم انه بدأ بتوزيع أموال الزكاة على مستحقيها بناحية الكرمة في قضاء الفلوجة بمحافظة الانبار العراقية (110 كم غرب بغداد)، والتي يفرض سيطرته عليها منذ اواخر العام الماضي.

وكتب التنظيم يقول "الله أكبر.. {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ.. الدولة الاسلامية "دولة الخلافة الراشدة" ولاية الفلوجة.. تقرير مصوّر عـن توزيع أموال الزكاة للمستحقـين". وتظهر الصور مبنى ضخمًا في الفلوجة وقد رفع "داعش" علمه عليه وكتب في اعلاه "الدولة الاسلامية ولاية الفلوجة.. ديوان الزكاة مكتب الكرمة".. وكذلك يظهر في الصور&رجال ونساء في صفوف ينتظرون دورهم لاستلام مبالغ مالية من الزكاة من رجل ملتحٍ امام طاولة صفت عليها مبالغ من الدنانير العراقية، وقد كتب على الطاولة "الدولة الاسلامية مكتب ديوان الزكاة فرع الكرمة".. كما تظهر في الصور نساء منقبات ومتشحات بالسواد ورجل يسير على عكازين، وكذلك اطفال.

وانشأ التنظيم مؤخرًا مكاتب للزكاة في المدن التي يسيطر عليها في العراق، وفي مقدمتها الموصل الشمالية عاصمة محافظة نينوى، ونشر صوراً لعمليات العد التي يقوم بها أعضاء التنظيم للمحال التجارية بطريقة تشبه قيام وزارات المالية في الدول لتحديد قيمة الضرائب المستحقة عن الأرباح، وكذلك توافد المواطنين بالمدينة لدفع الأموال التي فرضت عليهم، و نشر صورًا أخرى لإيصالات صرف "الزكاة" لمستحقيها..
وفي اواخر العام الماضي، فرض تنظيم "الدولة الإسلامية" على تجار وأصحاب معامل في مناطق سيطرته بالعراق دفع الزكاة من طريق "ديوان الزكاة" التابع للتنظيم الذي ارغم التجار والصناعيين على دفع نسبة 2,5 في المئة على كل مبلغ يساوي ثمن 100 غرام من الذهب في كل عام.

ومن جهة أخرى، نشر تنظيم الدولة الإسلامية لوحات إعلانية في مدينة الموصل تهدف إلى توضيح مزايا وقيمة العملة الجديدة التي ستبدأ بالانتشار في مناطق سيطرة التنظيم قريبًا. ونشر المكتب الإعلامي في "ولاية نينوى" صوراً لبعض الإعلانات التي علّقت في شوارع وأسواق الموصل إضافة إلى تعليق إحدى اللوحات في جامعة الموصل فيما هرع الأهالي على هذه الاعلانات للاطلاع على العملة الجديدة التي ستفرض عليهم.

وتتكوّن عملة "داعش" بحسب ما نشرها من ثلاثة معادن هي: الذهب والفضة والنحاس، حيث يعادل الدينار الذهبي الواحد ما قيمته 139 دولارًا أميركيًا. وقال التنظيم إن عملته ستقضي على عملات الدول "الطاغوتية" الأخرى، في إشارة إلى الدينار العراقي والليرة السورية.

وأشار إلى أنّه يهدف من إصدار هذه العملة إلى البقاء بعيدًا عن "النظام المالي الجائر"، وقال بأنه سيصدر بيانًا لاحقًا لشرح قيمة صرف العملة وأين يمكن توفيرها.

العملة سوف تتضمن سبع مسكوكات، اثنتان من الذهب، وثلاث من الفضة واثنتان من النحاس.. مشيرا إلى أنّ هذه العملية "مكرسة لوجه الله تعالى"، وسوف تساعد المسلمين على التحرر من "النظام المالي العالمي المستند إلى الربا الشيطاني"، بحسب قوله.

والاسبوع الماضي، قالت مصادر عراقية في مدينة الموصل إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد اقر ميزانيته المالية لعام 2015 والتي تقدر بنحو ملياري دولار وبفائض متوقع يبلغ 250 مليون دولار.

وأشارت إلى أن خطيب جمعة الموصل الشيخ أبو سعد الأنصاري أكد اعتماد "داعش" أول ميزانية مالية في برنامج تنمية واسع في الولايات والمدن التابعة للتنظيم من بينها مرتبات شهرية للفقراء والمعاقين والأيتام والأرامل وذوي قتلى القصف الجوي الذي تشنه قوات التحالف والنظام العراقي. وقال إن الميزانية المقررة هي مليارا دولار لكل مناطق الخلافة في العراق وسوريا، وسيتم توزيع فائضها المتوقع والبالغ 250 مليون دولار على الجانب الحربي، بحسب قوله.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد افتتح في الموصل مطلع العام الحالي أول مصرف خاص به لاستبدال النقود وإيداعها اطلق عليه اسم "المصرف الإسلامي". وجاء توجه التنظيم نحو المصارف لتلافي انتشار العملة الورقية التالفة واحتواء أكبر كمية ممكنة من العملات الصغيرة، فضلًا عن تلافي مشكلة السرقات التي بدأ السكان يعانون منها بعد انتشار الفقر بين مستويات متدنية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

وقال مصدر مطلع في مدينة الموصل إن موظفي المصرف وهم من أعضاء التنظيم باشروا عملهم في المصرف بالسماح لكل عراقي باستبدال عملة 250 دينارًا (أقل من دولار) وهو ما يرفضه التجار في السوق العراقية والتعامل بمبالغ كبيرة لا تقل عن 5 آلاف دينار، موضحًا أن المصرف يسمح باستبدال العملة حتى مبلغ 25 ألف دينار كحد أعلى لكل مواطن يوميًّا وكذلك عن استبدال العملات التالفة.

وسيطر تنظيم "داعش" على الموصل عاصمة محافظة "نينوي" بالكامل في العاشر من حزيران ( يونيو) عام 2014 قبل أن يوسع سيطرته على مساحات شاسعة في شمال وغرب وشرق العراق معلناً قيام ما أسماها "دولة الخلافة".