تجري في العراق نقاشات على أعلى مستوى حول تعاظم دور المليشيات في أوضاع البلاد الراهنة، والتأكيد على ضرورة إنهاء دورها ضمن القوات المسلحة التي تتجه المؤشرات ليبقى الجيش وطنيًا لا شيعيًا ولا سنيًا ولا كرديًا، بحسب ما أكد وزير الدفاع والصدر خلال اجتماعهما في النجف اليوم.


لندن: شدد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي والزعيم الشيعي مقتدى الصدر عقب اجتماعهما في النجف الاثنين على ضرورة انهاء وجود المليشيات في المؤسسة العسكرية لتبقى وطنية ليست طائفية، واعادة هيبتها بعد النكسات الاخيرة التي تعرضت لها اثر احتلال تنظيم "داعش" لمدينة الموصل الشمالية، ثاني اكبر مدن البلاد بعد العاصمة بغداد، في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي، وتمدده إلى محافظات كركوك وديإلى والأنبار وصلاح الدين.&&&

وقال العبيدي انه والصدر قد أكدا على ضرورة دعم الجيش وابقائه وطنيًا والدعوة إلى التعامل معه باعتدال وبوطنية عالية ونبذ الطائفية ورفض المليشيات وضرورة إعادة هيبته إلى ما كانت وأقوى، وأن يكون القضاء على الارهاب بقوة الجيش وليس بأية قوة اخرى.

وأكد أنّ الجيش هو جيش العراق والعراقيين وينبغي ان يكون صمام الامان لهم جميعًا، وان تكون "وزارة الدفاع حاضرة في كل شبر في العراق ولا تكون وزارة شيعية ولا سنية او كردية& بل عراقية فقط ووطنية فالقاسم المشترك الذي يجمع المؤسسة العسكرية في العراق هو العراق ولا عزة لنا الا بالعراق ووحدة العراق".

وفي ما يخص دمج المليشيات والحشد الشعبي للمتطوعين لقتال "داعش" في صفوف الجيش، اوضح وزير الدفاع ان الموضوع سيناقش في حينه .. وقال "نحن بصدد التهيؤ لتحرير العراق وكل من يقاتل سنساعده& فالكل يجب ان يعمل تحت مظلة الجيش لتحرير العراق".

وأشار إلى أنّه يوجد في الحشد الشعبي وبقية الفصائل المسلحة عدد كبير من الموظفين والضباط المتقاعدين وطلاب الجامعات جاؤوا يقاتلون الارهاب&، وعندما تنتهي معارك التحرير سيكون لنا حديث آخر"، بحسب قوله.

وعن إعادة هيكلة الجيش العراقي، قال العبيدي "منذ تسلمنا وزارة الدفاع عملنا بكل قوة على اعادة بناء الجيش ولدينا خطوات كثيرة في هذا المجال والاولوية لتبديل القيادات العسكرية فعندما تكون المعنويات ضعيفة تكون افضل الخطوات في تبديل القيادات العسكرية". وقال: "نعمل على حماية العتبات المقدسة وهي مسؤولية القوات الامنية& والداخلية والدفاع، ونحن حريصون على كل الخطط الامنية التي تنفذ وخاصة في ايام الزيارات".

وردًا على سؤال حول مستوى الدعم الدولي للعراق في مواجهة "داعش"، قال العبيدي ان الدعم الدولي لا يتناسب مع امكانيات هذه الدول فعندما تكون 62 دولة موجودة وتحارب عصابات فمن المفترض أن يتم القضاء عليها خلال اسبوع ".

ومن جانبه، قال الصدر "إن وزير الدفاع جاء إلى النجف ليعلن ان الجيش ليس جيشًا طائفيًا وانما هو جيش للعراق اجمع يدافع عن أي جزء وأي شبر من ارضه وهذه رسالة مهمة إلى جميع الشعب العراقي وإلى جميع الدول بأن الجيش مازال قويًا".

وأضاف "سنعمل معًا على ارجاع هيبة الجيش ووحدة الجيش ووحدة العراق إلى أنّ يمسك الجيش بزمام الامور وندفع كل المليشيات وكل المسميات الاخرى إلى الخارج ليحل مكانها الجيش العراقي فهو الوحيد الذي يجب عليه مسك ارض وتحريرها من الارهابيين والتكفيريين ومن كل خطر يداهم العراق".

وأشار إلى أنّ وزير الدفاع جاء إلى النجف ليعلن أن الجيش ليس طائفياً وإنما هو جيش لكل العراق مشددًا بالقول "اننا سنعمل معًا على إرجاع هيبة الدولة ووحدة العراق إلى أن يمسك بزمام الأمور وندفع بكل المسميات والميليشيات إلى خارج الجيش وخارج العراق ليحل محلها الجيش، الذي هو الوحيد الذي يجب أن يمسك بالأرض ويقاتل الإرهابيين".

وأكد على ضرورة ضرورة انهاء وجود المليشيات في المؤسسة العسكرية مشدًدا على بناء جيش عراقي بعيد عن الطائفية والفئوية "كون الجيش ليس لطائفة معينة وانما لكل العراق" بحسب قوله. يذكر أنّ للصدر مليشيا مسلحة تحمل اسم "سرايا السلام" وكانت شاركت مؤخرًا في التصدي لمقاتلي "داعش" لدى محاولتهم السيطرة على مدينة سامراء (125 شمال غرب بغداد) التي تحتضن مرقدي الامامين العسكريين.

وعادة ما توجه قوى سنية إلى تشكيلات الحشد الشعبي التي تضم متطوعين لقتال "داعش"، ثم انخرطت فيها مليشيات شيعية مسلحة، اتهامات بتطهير مذهبي وممارسة عمليات قتل واختطاف والسيطرة على ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها من "داعش"، الامر الذي دفع بالمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني مؤخرًا إلى تحريم هذه التصرفات داعيًا الحكومة إلى ممارسة دورها لردعها وايقافها.

ويوم السبت الماض حذر محمود الصميدعي رئيس ديوان الوقف السني العراقي من اقتتال داخلي في البلاد، بعد طرد مقاتلي تنظيم "داعش" منها. ودعا في كلمة له خلال المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب في العراق المنعقد في بغداد إلى "وضع الماضي الاليم خلف ظهورهم وبدء صفحة جديدة".

وشدد على ضرورة الحذر من "صفحة خلاف أو اقتتال عشائري بعد طي صفحة داعش خصوصًا في المحافظات التي احتلها التنظيم" . وطالب الامم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وجميع المرجعيات الدينية والسياسية إلى "وضع ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية والدعوات الطائفية والاساءة لرموز الاديان ومعتقداتهم".

وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.