بوينس ايرس: يتجه التحقيق نحو فرضية انتحار مدع ارجنتيني عثر عليه ميتا قبل ساعات من الادلاء بشهادته ضد رئيسة البلاد كريستينا كيرشنر، لكن من دون تبديد الشكوك حول وفاة الرجل الذي كان يحقق في هجوم على تعاونية يهودية اودى بـ 85 شخصا العام 1994. وتشير النتائج الاولية للتشريح الى الانتحار، لكن المواطنين وقعوا في حيرة من امرهم، متسائلين كيف ان وفاته تاتي بعد اربعة ايام من اتهامات قاسية وجّهها الى كيرشنير.

ويتساءل المشككون في فرضية الانتحار، لماذا قتل نفسه بعدما قطع اجازته في اوروبا ليكشف كيف ان السلطات عرقلت التحقيق في الهجوم، على ان يتحدث امام البرلمان بعد ظهر الاثنين. وقد اعلن الوزير سيرغيو بيرني ان "جميع المؤشرات تدل على (ان الوفاة ناجمة من) انتحار". وعثر على جثة البرتو نيسمان (51 عاما) المدعي المكلف منذ 2004 ملف الهجوم على الجمعية اليهودية الذي اوقع 85 قتيلا في 1994، في شقته في بويرتو ماديرو الحي الراقي للعاصمة الارجنتينية ليل الاحد الاثنين.

وصرحت المدعية فيفيانا فاين "نسعى إلى تحديد ملابسات الوفاة، ويمكن ان اؤكد العثور على مسدس من عيار 22 الى جانب الجثة، وان الوفاة سببها طلق ناري"، داعية في الوقت نفسه "الى التأني". واتهم نيسمان الرئيسة بعرقلة التحقيق في الهجوم خدمة لمصالح ايران.

وكان نيسمان طالب في الاسبوع الماضي بالتحقيق في اتهامه لكيرشنر بالتدخل في التحقيق لصالح ايران. وكان من المقرر ان يدلي بشهادته امام الكونغرس الاثنين لتقديم الادلة التي تدعم اتهاماته التي تطال كذلك وزير الخارجية هيكتور تيمرمان. ونفت الحكومة بشدة ادعاء نيسمان، ونددت بمحاولة لزعزعة الاستقرار قبل تسعة اشهر على الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.

وفي القدس اعربت اسرائيل عن حزنها لوفاة نيسمان، وقال المتحدث باسم الخارجية ايمانويل نحشون في بيان ان "دولة اسرائيل تعرب عن عميق حزنها للوفاة الماساوية لمدعي التحقيق الخاص في الهجوم على الجالية اليهودية في الارجنتين البرتو نيسمان". واضاف ان "نيسمان كان رجلا شجاعا ومرموقا ومقاتلا لا يخاف من اجل العدالة وعمل بتصميم عظيم للكشف عن منفذي الهجوم ومن ارسلهم".

واكد ان "دولة اسرائيل تامل في ان تواصل السلطات الارجنتينية العمل الذي بدأه نيسمان وبذل كل جهد ممكن لمحاكمة مرتكبي هجمات الارجنتين". وفي 1994، بعد عامين على هجوم ضد السفارة الاسرائيلية في بوينوس ايرس اوقع 29 قتيلا، وقع تفجير مدبر في مبنى تعاونية يهودية اوقع 85 قتيلا و300 جريح في وسط العاصمة.

ولم تتضح ملابسات الهجومين ضد الجالية اليهودية في البلاد. ويشتبه ايضا في ان الرئيس انذاك كارلوس منعم (1989-1999) قام بعرقلة التحقيق. ويشتبه القضاء الارجنتيني بتورط ايران في الاعتداء على التعاونية، ويطالب بتسلم ثمانية مسؤولين ايرانيين، من بينهم وزير الدفاع السابق احمد وحيدي والرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني لمحاكمتهم.

واكد نيسمان ان لديه تسجيلات لمكالمات هاتفية تدين ادارة كيرشنر وان السلطات الارجنتينية رضخت في السنوات الاخيرة لابتزاز من قبل ايران التي اغرتها بعقود تجارية مهمة. وكان يفترض ان يقدم المدعي ادلته امام اعضاء مجلس النواب الاثنين ضد كيرشنر وضد تيمرمان، اللذين اعدا برايه "خطة للافلات من العقاب" من اجل "حماية الفارين الايرانيين".

وكانت ايران وقعت مع الارجنتين مذكرة في 2013 لتشكيل لجنة تحقيق حول الاعتداء على التعاونية ولمثول المشتبه بهم الثمانية امام القضاء في طهران، الا ان المذكرة ظلت حبرا على ورق. وعين نيسمان (51 عاما) المطلق من قاضية والاب لفتاتين في منصبه العام 2004 من قبل الرئيس انذاك نستور كيرشنر زوج كريستينا الرئيسة الحالية الذي توفي العام 2010.

من جهتها، لم تدل الرئيسة باي تصريح لكنها امرت بكشف السرية عن معلومات اجهزة الاستخبارات في ملف التحقيق في قضية التعاونية. وفي كانون الثاني/يناير 2014، اتهمت الارجنتين اسرائيل باخفاء معلومات حول اعتداءي 1992 و1994 بعدما المح سفير اسرائيلي سابق الى الارجنتين بان الاجهزة الاسرائيلية قامت بتصفية منفذي الاعتداءات.


&