بيروت: تسببت المعارك المستمرة منذ صباح الجمعة بين الجيش اللبناني ومسلحين في منطقة قريبة من الحدود السورية بمقتل واصابة عدد من العسكريين، بحسب ما افاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس.

وقال المصدر "هناك شهداء وجرحى في صفوف الجيش اللبناني"، مضيفا ان "الجيش حقق اصابات في صفوف المسلحين فقتل عددا منهم واصاب اخرين بجروح" في منطقة جرود رأس بعلبك القريبة من الحدود مع سوريا.

وكان مصدر امني اوضح لفرانس برس ان الاشتباكات اندلعت اثر مهاجمة مجموعة من المسلحين قدمت من منطقة القلمون السورية المحاذية للبنان، مركزا للجيش في منطقة راس بعلبك. واوضح المصدر ان عدد المسلحين كبير يناهز المئتين.

وكان الجيش اصدر بيانا اعلن فيه "تعرض احد مراكز الجيش المتقدمة في منطقة جرود رأس بعلبك لهجوم من قبل مجموعة ارهابية"، مشيرا الى ان "عناصر المركز تصدوا لها بمختلف الاسلحة".

واضاف "لا تزال الاشتباكات مستمرة، كما تقوم وحدات الجيش بقصف اماكن تجمعات المسلحين وطرق تسللهم بالاسلحة المناسبة".

واكد المصدر العسكري لفرانس برس ان الجيش "يستخدم المروحيات في معاركه مع المسلحين".

وتكررت الاعتداءات والكمائن على دوريات ومواقع للجيش اللبناني في المنطقة الحدودية مع سوريا في شرق لبنان منذ اب/اغسطس حين شهدت بلدة عرسال الحدودية القريبة من راس بعلبك معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة.

واستمرت المعارك خمسة ايام وتسببت بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين وانتهت بانسحاب المسلحين من عرسال الى الجرود والى سوريا، الا انهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الامن الداخلي. ولا يزال خمسة وعشرون من هؤلاء محتجزين لدى "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية"، بعدما قتل الخاطفون اربعة منهم.

وفي الثاني من كانون الاول/ديسمبر الماضي، قتل ستة عسكريين لبنانيين في كمين مسلح تعرضت له دورية للجيش في راس بعلبك.

وشدد الجيش اللبناني اجراءاته على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مسلحين الى الاراضي اللبنانية.

واستعادت القوات السورية مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام، غالبية مدن وقرى القلمون السورية من مقاتلي المعارضة في نيسان/ابريل الماضي. الا ان آلاف المقاتلين بقوا يتحصنون في المناطق الجردية والمغاور الحدودية مع لبنان، ويتخذونها نقطة انطلاق لهجمات على مواقع الجيش السوري وحزب الله في القلمون. كما يتسللون منها ذهابا وايابا عبر الحدود اللبنانية.

وتتداخل المناطق الجبلية في عرسال وراس بعلبك والمناطق المجاورة مع جرود منطقة القلمون السورية، ولا توجد معابر رسمية بين البلدين في هذه المنطقة، كما لا يوجد ترسيم واضح للحدود.