حذر مسؤولون لبنانيون من أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والجماعات المتحالفة معه يستعدون للنزول من معاقلهم الجبلية المعزولة مع اقتراب موسم الشتاء ومحاولة اقتحام مناطق مأهولة. ودفع هذا التحذير الولايات المتحدة إلى التسريع في إيصال شحنات كبيرة من العتاد والمعدات العسكرية إلى الجيش اللبناني، الذي تنتشر قواته بكثافة حول مدينة عرسال الاستراتيجية في شمال شرق البقاع.


كان الجيش اللبناني أحبط محاولات عدة قام بها المسلحون لدخول المدينة وأخذ تموينات. وإلى الجنوب من عرسال قرب قرية شبعا على مثلث الحدود اللبنانية ـ السورية ـ الإسرائيلية، أرسل الجيش اللبناني تعزيزات لتقوية مواقعه ضد محاولات التسلل، التي قد يقوم بها مسلحو جبهة النصرة من سوريا.&

ما بعد عرسال
ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن عضو كتلة تيار المستقبل النائب باسم الشاب قوله "إن المشكلة لم تعد حول عرسال وحدها، بل يشمل التهديد الآن الحدود بكاملها من شبعا إلى طرطوس".&

وكانت قوة مشتركة، تعدادها مئات المسلحين، من داعش وجبهة النصرة وجماعات أخرى هاجمت في 2 آب/أغسطس قوات الجيش اللبناني في عرسال. وبعد اشتباكات استمرت أيامًا عدة، انسحب المسلحون إلى الجبال الواقعة في شرق المدينة، آخذين معهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة ونحو 36 عنصرًا من قوات الجيش والشرطة اللبنانية. وأُعدم ثلاثة من الرهائن، فيما أُفرج عن عدد آخر، ويتقاسم داعش الباقين مع جبهة النصرة.&

تعاظمت المخاوف من استهداف عرسال بهجوم جديد مع انتهاء الصيف واقتراب موسم البرد. ففي الشتاء، تغطي الثلوج قمم الجبال الحدودية، حيث يعيش المسلحون في كهوف ومغارات وبيوت ريفية مهجورة. ومع هطول الثلوج سيزداد وضع المسلحين صعوبة. ويتوقع محللون أن يحاول مسلحو داعش والجماعات المتحالفة معه النزول من مخابئهم الجبلية، واختراق خطوط الجيش اللبناني حول عرسال، وصولًا إلى مدينة طرابلس، على أمل إيجاد بيئات حاضنة تأويهم.&
&
الفتنة خوف مشروع
وقال دبلوماسي أوروبي في بيروت لصحيفة كريستيان ساينس مونتر: "تخيلوا إذا تمكن المسلحون من دخول رأس بعلبك، وصلبوا مسيحيًا في ميدانها الرئيس. إن ذلك سيشعل لبنان"، في إشارة إلى القرية المسيحية، التي تبعد 8 كلم عن عرسال في محافظة البقاع.&

وبادرت الولايات المتحدة إدراكًا منها لخطورة الوضع إلى التسريع في نقل كميات كبيرة من الذخيرة، وخاصة صواريخ هيلفاير المتطورة، لتعزيز دفاعات الجيش اللبناني.

في هذه الأثناء، أكدت مصادر متعددة قريبة من تجار السلاح أن حزب الله أغرق السوق السوداء بآلاف الكلاشينكوفات، حتى إن سعر الكلاشينكوف هبط 400 أو 500 دولار عن سعره السابق، ليبلغ الآن نحو 1300 إلى 1400 دولار للقطعة. وقال أحد المصادر "إن الكلاشينكوفات نفدت بلمح البصر".&