&
طرابلس: &قتل تسعة اشخاص بينهم خمسة اجانب الثلاثاء في هجوم استمر عدة ساعات في احد فنادق طرابلس شنه مسلحون فجروا أنفسهم بعد محاصرتهم، في مؤشر جديد على الفوضى الامنية المستشرية في ليبيا.
واستهدف الهجوم المسلح الذي تبناه الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادي وفقا للمركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية (سايت) فندق كورنثيا الفخم وسط العاصمة طرابلس.
&
ولم يعرف على الفور جنسية الأجانب الذين قتلوا رميا بالرصاص من قبل المهاجمين، لكن المتحدث باسم قوات الأمن في طرابلس اكد وجود امراتين بينهم.
وتخضع طرابلس لسيطرة "فجر ليبيا"، وهو تحالف قوي للميليشيات بعضها &اسلامي، وقد اقام حكومة موازية في العاصمة بعد طرد الحكومة المعترف بها دوليا في اب/أغسطس الماضي.
وبدأ الهجوم صباحا على الفندق الذي يستضيف دبلوماسيين ومسؤولين ليبيين وأجانب، بانفجار سيارة مفخخة في باحته التي تستخدم موقفا للسيارت.
وبعد برهة، دخل ثلاثة مسلحين الفندق وبدات قوات الأمن الموالية لميليشيات فجر ليبيا محاصرة المكان.
&
وانتهى الهجوم منتصف النهار بمقتل المهاجمين الثلاثة الذين فجروا أحزمة ناسفة كانوا يحملونها بعد تضييق الخناق عليهم في الطابق 24 من الفندق، وفقا لعصام النعاس المتحدث باسم غرفة العمليات الامنية المشتركة في طرابلس.
وقال النعاس إن "تسعة أشخاص قتلوا بينهم خمسة أجانب وأربعة من قوات الأمن وحرس الفندق، إضافة إلى المسلحين الثلاثة الذي فجروا أنفسهم داخله".
&
ووفقا لمصدر أمني، فإن الطابق 24 من الفندق محجوز عادة للبعثة الدبلوماسية القطرية، لكن لم يكن هناك احد لحظة وقوع الهجوم.
وأضاف المصدر أن "القيادي في الحكومة التي نصبت نفسها في طرابلس، عمر حاسي، كان داخل الفندق وقت الهجوم، لكن تم إجلاؤه بأمان".
&
من جهتها، اعلنت الحكومة غير المعترف بها دوليا إن "منفذي الهجوم أرادوا قتل رئيس الوزراء"، متهمة "أعداء الثورة ومجرم الحرب خليفة حفتر ومن وراءه من اطراف خارجية" بالوقوف وراء العملية.
واللواء خليفة حفتر المثير للجدل أطلق منذ ايار/ مايو الماضي عملية "الكرامة" لاستعادة السيطرة على مدينة بنغازي (شرق) ثاني أكبر المدن الليبية، بعد وقوعها في أيدي الجماعات الإسلامية المسلحة.
&
ومنعت قوات الأمن الصحافيين من الدخول إلى الفندق بعد الهجوم، فيما عمل خبراء المتفجرات على التحقق من عدم وجود عبوات ناسفة تركها الانتحاريون.
واعلن الفرع الليبي لتنظيم "الدولة الإسلامية" ان عناصره اقتحموا الفندق في عملية أطلق عليها تسمية "أبو أنس الليبي" القيادي في القاعدة الذي توفي نهاية الشهر الماضي في السجون الأميركية &بعد القبض عليه في ليبيا، وفقا لمركز (سايت).
&
يذكر ان التنظيم كان تبنى فعليا عدة هجمات سابقة في ليبيا.
لكن الإسلامي محمد عمر بعيو المتحدث باسم حكومة الحاسي قال خلال مؤتمر صحافي إن "تبني تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم نشر عبر مواقع مصرية قبل تنفيذ العملية بساعات".
&
وعادة ما تتهم هذه الحكومة السلطات المصرية بدعم السلطات الليبية المعترف بها من الأسرة الدولية، كما انها تعتبرها مؤيدة لما تصفه ب"انقلاب" اللواء حفتر.
من جهته، قال عبدالله نزيه الرقيعي نجل نزيه الرقيعي المكنى "أبو أنس الليبي"، عبر حسابه الشخصي على فيسبوك "اني وعائلتي أبرياء مما يفعل الظالمون، وإن هذا الفعل لا يفعله إلا مفسد مخرب (...) كل من خرب ونسب هذا التخريب لوالدي أسال الله أن يخرس لسانه ويشل أركانه وأن يفضحه أمام الملأ وأمام الناس أجمع".
&
وفي اول رد فعل على الهجوم، أدانت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني الهجوم منددة في بيان ب "عمل إرهابي مستهجن &يشكل ضربة لجهود استعادة السلام والاستقرار في البلاد"، مشيرة إلى الجولة الثانية للحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي بعد ثمانية اشهر من ثورة 17 شباط/فبراير 2011، فشلت السلطات الانتقالية في فرض سلطتها على ميليشيات عديدة من الثوار السابقين.
&
ولجأ البرلمان المعترف به دوليا والحكومة المنبثقة عنه الى شرق البلاد، بعد سيطرة "فجر ليبيا" على طرابلس في اب/أغسطس الماضي، فيما يستمر القتال بين الميليشيات المتناحرة الموالية والمناهضة للحكومة في صراعها الدموي للسيطرة على الثروة النفطية.
ورغم الهدنة التي أعلنتها الميليشيات بموجب اتفاق تم التوصل إليه في جنيف منتصف كانون الثاني/يناير، إلا أن القتال مستمر خصوصا في بنغازي حيث قوات اللواء حفتر بدعم من القوات الحكومية تحاول استعادة السيطرة على المدينة الخاضعة لسيطرة الجماعات الإسلامية.
&
وخلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، قتل نحو 22 شخصا فيما جرح 68 آخرين وفقا لمصادر أمنية وطبية.
والإثنين، أطلقت ميليشيات فجر ليبيا ثلاثة صواريخ على خزانات النفط في مرفأ السدرة في منطقة "الهلال النفطي"، الواقع على خط التماس بين اطراف النزاع.
&
&