تأكدت مخاوف المعارضة السورية، التي توقعت أن تكون هي المستهدفة من الاتفاق الروسي السوري بتنفيذ غارات جوية، وليس تنظيم داعش، بدليل أن القصف نفذ فوق مناطق لا وجود فيها اصلاً لعناصر ومراكز التنظيم.
&
لندن: قال الرجل الذي كان يصور ما خلفته الغارات الروسية على بلدة تلبيسة في محافظة حمص، "انها أعنف الضربات، هذا هو النظام الروسي المجرم". وأنهى تعليقه بالقول "هذا ما فعلته الطائرات الروسية المجرمة".

المعارضة مستهدفة&
وهكذا تأكدت مخاوف المعارضة السورية لنظام بشار الأسد حين توقعت بعد إعلان روسيا الشروع في ضرب مواقع تنظيم داعش أن تكون هي المستهدفة وليس داعش.&
ولكن الغارات الروسية فاقت حتى توقعات المعارضة، عندما استهدفت مناطق لا وجود فيها لمقاتلي داعش، بينها مناطق ذات قيمة رمزية لأنها كانت مهد المعارضة التي انبثقت في تلك المنطقة، من حمص، بانضمام منشقين عن جيش النظام إلى صفوفها.&
واستهدفت الغارات الروسية مواقع جماعة سورية معارضة كانت تتلقى الدعم والتسليح من الولايات المتحدة وحلفائها، كما أكد قائد الجماعة جميل الصالح، وأضاف أن قاعدة الجماعة في محافظة حمص، قُصفت بشدة وأن ثمانية من مقاتليها أُصيبوا بجروح نتيجة القصف. وأكد مسؤولون أميركيون لاحقا، أن الغارات الروسية استهدفت جماعات مدعومة من الولايات المتحدة.&
وأوضح الصالح لصحيفة نيويورك تايمز قائلاً "نحن على خطوط الجبهة مع جيش بشار الأسد، واننا ثوار سوريون معتدلون لا يربطنا شيء بداعش بل ان داعش يبعد 100 كلم على الأقل عن مواقعنا".&
وكانت جماعة الصالح نشرت على الانترنت، أشرطة فيديو يظهر فيها مقاتلوها، وهم يستخدمون صواريخ تاو المتطورة في تدمير دبابات النظام.
&
اميركا متحالفة مع الأسد
وقدمت الغارات الروسية ما يقول كثير من المعارضين السوريين انه دليل آخر على أن الولايات المتحدة بعد ان وعدت بمساعدات، لم تصل بكميات يُعتد بها، تخلت عنهم متحالفة من الناحية العملية مع روسيا وايران والأسد.
وقال الناشط الإعلامي السوري في حمص خضير خشفة، لصحيفة نيويورك تايمز، "إن روسيا شريكة في جرائم الأسد اليوم، بموافقة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لقتلنا". واضاف خشفة "ان روسيا إذا استمرت الغارات& بهذه الوتيرة ستقتل من المدنيين عددا أكبر مما قتله بشار في اربع سنوات". &
وتساءل خشفة قائلاً "كيف سُمح رسميًا لحليف بشار الأسد الرئيسي، ان يتدخل ويقتل الشعب السوري، أنا حقًا لا أفهم كيف تسمح دولة عظمى مثل الولايات المتحدة لروسيا بأن تقصف في سوريا". &
&
تطرف وتقسيم
وحذر محللون وقادة عسكريون في المعارضة من أن ترك الشعب السوري تحت رحمة الأسد وحلفائه سيؤدي إلى مزيد من التطرف بين عناصر المعارضة، ويمكن ان يدفع مزيدًا من مقاتليها إلى ضم قواهم مع داعش وجماعات متطرفة أخرى.
وقال الصحافي جلال زين الدين الذي يعمل مع المعارضة "إن لا حل إلا بالتسليح الذاتي والايمان العميق بالله، ومن شأن هذا أن يمد في طول الأزمة السورية جاعلاً من الأسهل تقسيم سوريا كخطة ب".&

الغارات الروسية
في هذه الأثناء، قالت الجمعية الطبية الاميركية السورية، التي تساعد عيادات طبية في محافظة حمص، إن 33 شخصًا قُتلوا في الغارات الروسية، بينهم ثلاثة اطفال وعامل انقاذ.&
وفي بلدة الرستن، قال تمام الذي انشق عن مخابرات القوة الجوية للنظام في وقت مبكر من الانتفاضة ضد الأسد، إن الأهالي عبروا عن روح التحدي بإعادة فتح المتاجر بعد الغارات. واضاف: "مات من مات وعاش من عاش".
وتابع تمام أن الطائرات الروسية، شنت أربع غارات على الرستن، وان "الضربات كانت دقيقة والدوي كأنه زلزال ارضيّ". &
ومن ردود الأفعال الأولى على تنامي الدور الروسي في سوريا، إعلان جيش الإسلام الذي له وجود قوي حول دمشق، الحرب على روسيا، أينما رفعت رأسها في سوريا. وقال احمد ابو محمد من سكان حمص على فايسبوك إن روسيا "شريكة عصابات الأسد وهي عدوة الشعب السوري ويجب استهداف مصالحها".&
&