سعت الحكومة العراقية إلى النأي بنفسها عن أي تحالف عسكري جديد لمواجهة داعش، حيث إنها تحاربه ضمن التحالف الدولي، الذي يضم 60 دولة بقيادة واشنطن، وأكدت أنها رفضت تنسيًقا عسكريًا مع روسيا وإيران وسوريا، موضحة أن ما تم هو خلية تنسيق استخبارية لتبادل المعلومات مع هذه الدول من أجل هزيمة داعش، وليس تحالفًا عسكريًا.


أسامة مهدي: قال مكتب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، في بيان صحافي مقتضب اطلعت على نصه "إيلاف" الخميس، إن أي اتفاق مع روسيا وايران وسوريا لم يحصل لتشكيل خلية تنسيق عسكري بين العراق وهذه الدول.. مشددًا على ان أي ادعاءات عكس ذلك هي كاذبة. واشار الى ان خلية بغداد مع الدول الثلاث هي فقط لتبادل المعلومات حول داعش، لمساعدة القوات العراقية على هزيمة التنظيم.

جاء في نص البيان "تؤكد الحكومة العراقية أن إنشاء خلية في بغداد مع روسيا وسوريا وإيران هو فقط لتبادل المعلومات حول داعش من أجل مساعدة القوات العراقية على هزيمة المنظمة الإرهابية وحماية الشعب العراقي.. لم يوافق العراق على تشكيل خلية التنسيق العسكري مع الدول المذكورة، وأي ادعاءات على العكس من ذلك هي كاذبة".

العبادي يبحث مع كي مون الحرب الدولية ضد داعش
بالتزامن مع الموقف العراقي هذا، فقد بحث العبادي في نيويورك الليلة الماضية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحرب ضد الارهاب ودعم المنظمة الدولية لمواجهة داعش. واعرب كي مون عن دعمه الكامل لتطبيق الاصلاحات في العراق والإسراع في تطبيق الحوكمة.. مشيرًا الى دعم الامم المتحدة ومنظماتها للعراق في جميع المجالات.
كما بحث الجانبان آخر تطورات الاوضاع العراقية في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية، اضافة الى برامج الامم المتحدة في العراق.

وكان العبادي اشار الاثنين الماضي في كلمة متلفزة لدى توجهه الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الى أن العراق قد أنشأ مركزاً لجمع المعلومات الاستخباراتية للتصدي لتنظيم داعش بالتعاون مع روسيا وسوريا وايران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية.

وقال "قد انشأنا لجانًا استخبارية عدة مع دول إقليمية واوروبية والتحالف الدولي".. مبيناً ان "داعش منظمة إرهابية، وعلينا أن نوفر الجهد الاستخباري للقضاء عليها، وهذه الدول لها مصلحة في ذلك، لان التنظيم يهدد امنها وامن العالم بأجمعه". وأضاف أن هناك "اهتمامًا من روسيا الاتحادية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بما يخص التصدي لداعش، وقد رحبنا بهذا الاهتمام من خلال الخلية الاستخبارية التي تشترك فيها هي وإيران وسوريا والعراق، إضافة الى التحالف الدولي وباقي الدول في المنطقة".

من جهته، اعلن رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي الثلاثاء الماضي أن الخبراء الإيرانيين والروس قد وصلوا الى العراق تمهيدًا لبدء عمل نشاط المركز الاستخباري الرباعي ضد داعش بين العراق وسوريا وايران وروسيا. وأشار الزاملي الى أن "العراق بحاجة الى تبادل الخبرات والمعلومات الاستخبارية مع مختلف الدول خصوصًا بعدما تبيّن أن الولايات المتحدة غير جادة، وفشلت مع التحالف الدولي في القضاء على تنظيم داعش، الذي اصبح يتمدد ويهدد العراق".. وقال: "اننا سوف نقف مع أي دولة تحاول مساعدة العراق على حربه ضد داعش".&

بالتزامن مع ذلك، اشارت قيادة العمليات العراقية المشتركة الى أن التعاون الامني والعسكري مع روسيا وايران وسوريا في بغداد جاء مع تزايد القلق الروسي من تواجد آلاف الارهابيين الروس مع تنظيم داعش. وقالت القيادة إن اتفاقًا قد تم على تعاون استخباري وامني في بغداد مع كل من روسيا وايران وسوريا للمساعدة والمشاركة في جمع المعلومات عن تنظيم داعش الارهابي وامتداداته".&&

وتشير مصادر عسكرية إلى أن الوظائف الأساسية للمركز الرباعي في بغداد تتركز على جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" مع توزيع هذه المعلومات على الجهات ذات الشأن، وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

وأوضحت أن إدارة المركز ستكون بالتناوب بين ضباط من روسيا وسوريا والعراق وإيران، على أن لا تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى سيقوم الجانب العراقي بهذه المهمة، وفقًا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع. وقالت إن إنشاء المركز المعلوماتي سيصبح خطوة مهمة عن طريق جمع جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم "داعش" في المقام الأول.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض في نهاية حزيران (يونيو) الماضي على قادة سوريا ودول المنطقة، ومن ضمنها تركيا والأردن والسعودية، تشكيل تحالف في الحرب ضد داعش.

وكان مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو قد كشف السبت الماضي عن اتفاق بين روسيا وسوريا والعراق وإيران لإنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع لدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد من السقوط بعد اقتراب القوات المعارضة من العاصمة دمشق.
&

&