للأسبوع التاسع على التوالي خرج الآلاف من العراقيين في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة، احتجاجا على الفساد والنقص في الخدمات حيث طالبوا بدولة مدنية وأكدوا رفضهم تسويف عمليات الإصلاح، فيما دعا متظاهرو عدد من المحافظات إلى حل حكوماتها المحلية ومحاسبة الفاسدة منها.

لندن: تظاهر الآلاف من المواطنين والناشطين المدنيين اليوم في ساحة التحرير، وسط بغداد وفي الساحات العامة في مراكز محافظات الوسط والجنوب، للمطالبة بمكافحة الفساد وإصلاح مؤسسات الدولة متهمين الحكومة والبرلمان بتسويف الإصلاحات التي أعلن عنها مؤخرا ورددوا هتافات وأهازيج تطالب بعدم الاكتفاء باطلاق الوعود وشددوا على ضرورة اصلاح القضاء وإقالة مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى وكشف جميع المفسدين وعدم التستر عليهم وتقديمهم إلى المحاكمة وداعين إلى دولة مدنية.
وقد احاطت القوات الامنية وقوات مكافحة الشغب بساحة التحرير في بغداد وتم قطع جميع الشوارع والجسور المؤدية اليها.
&
وانطلقت التظاهرات في العاصمة و10 محافظات اخرى هي كربلاء والنجف والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة (جنوب) وبابل وديالى (وسط) ضمن الحراك الشعبي الاسبوعي للدعوة للاصلاح وضرب الفساد ومعالجة تردي الخدمات رافعين اعلاما عراقية ومنددين بالطائفية.
وطالب متظاهرو عدد من المحافظات باقالة حكوماتها المحلية ومحافظيها وتطبيق إصلاحات حقيقية وناشدوا المرجعية الشيعية العليا حماية المتظاهرين والكشف عن المفقودين منهم مهددين بتنفيذ اعتصامات مفتوحة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
&
وفي وقت سابق اليوم الجمعة دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني إلى اصلاحات حقيقية وجريئة والاستمرار بها بدون تردد او استرخاء ومعاقبة المسؤولين السراق واسترجاع الاموال التي نهبوها. وقال السيد أحمد الصافي معتمد المرجع خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) اليوم وتابعتها "إيلاف" ان الحاجة للاصلاح ملحة وضرورية يقر بها غالبية المسؤولين لكنه لمح إلى عدم رضاه عن وتيرتها... مؤكدا& أن المهم الآن هو وضع خطة عمل للإصلاح الحقيقي، والقيام بخطوات اكثر أهمية وجرأة من الخطوات المتخذة حتى الآن منذ أن أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي في التاسع من آب (أغسطس) الماضي.
&
وشدد الصافي على ضرورة محاسبة ومعاقبة المسؤولين الذين سرقوا المال العام خلال السنوات الماضية ونهبوا مليارات الدولارات من اموال الشعب العراقي في مشاريع وهمية واخرى بنيت على المحاباة والفساد .. مؤكدا& ان الإصلاح يجب ان يبدأ بمحاسبة من افسد من المسؤولين الذين ضيعوا اموال العراقيين واستحوذوا عليها ولذلك يجب استرجاعها منهم ومحاسبتهم على جرائمهم .. محذرا انه بدون ذلك فإن الارهاب سيستمر والمفسدين لن يرتدعوا. واضاف ان الإصلاح حاجة شعبية اساسية وجوهرية تتعلق بمستقبل البلاد ولذلك فأنه من المهم ان يستمر بشكل حقيقي والمضي به بلا تردد او استرخاء.
يذكر ان العبادي وضمن حزم الإصلاحات التي اطلقها قد اعفى 123 وكيل وزارة ومديرا عاما من مناصبهم واحالهم إلى التقاعد، كما قرر تقليص عدد المناصب الوزارية إلى 22 بدلا من 33 عبر الغاء ثلاثة مناصب لنواب رئيس الوزراء واربع وزارات، ودمج ثماني وزارات وجعلها 4 فقط، كما قام بتقليص مرتبات المسؤولين الكبار والغاء غالبية عناصر حماياتهم واعادتهم إلى القوات الامنية.
واتت هذه الخطوات الإصلاحية بعد اسابيع من التظاهرات في بغداد ومناطق عراقية عدة طالب خلالها المحتجون بتحسين الخدمات لا سيما المياه والكهرباء ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. &
&
&
&