دعا نواب شيعة وقادة ميليشيات شيعية في العراق إلى فتح الأجواء العراقية للطائرات الحربية الروسية وتمكينها من توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش في العراق أيضًا.
إعداد عبد الاله مجيد: منذ بدأت موسكو قصف مواقع المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد كانت الأحزاب الشيعية التي تسيطر على حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي موحدة في كيل المديح بالتدخل الروسي وحث العبادي على دعوة روسيا إلى الانخراط في المعركة ضد داعش داخل الأراضي العراقية ايضا.
&
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن معين الكاظمي المتحدث باسم ميليشيا "فيلق بدر" المدعومة من إيران قوله "نحن نرحب بالضربات الجوية الروسية في العراق للمساعدة في استهداف مقرات داعش وخطوط امداداته وطرق تهريب النفط".
وأضاف "نحن نرحب بروسيا لأن لديهم تكنولوجيا عسكرية متطورة ويمكن ان يساعدوا في المجال الاستخباراتي".
إتفاق رباعي
وفي مؤشر إلى تزايد احتمالات التدخل الروسي المباشر في العراق أعلنت حكومة العبادي مؤخرا توصلها إلى اتفاق رباعي مع موسكو وإيران والنظام السوري للتعاون الاستخباراتي.
وقال الباحث المختص بشؤون العراق في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولي انتوني كوردسمان "ان أي تدخل تقدم عليه موسكو في العراق سيكون حتى أشد تعقيدًا من تدخلها الحالي في سوريا وأن من المرجح أن يسلط تدخل الكرملين في العراق الضوء على مواطن ضعف السياسة الأميركية هناك وفي الوقت نفسه كشف التناقضات في تحالفات الحكومة العراقية".
وأضاف كوردسمان انه "سيكون من الصعب ان يستمر دعم الكونغرس للعراق الذي يلعب ورقة إيران وروسيا ضد الولايات المتحدة". وقال لصحيفة وول ستريت جورنال "نحن في الحقيقة ليس لدينا استراتيجية بل مجموعة من الاتفاقات قصيرة الأمد".
ويُلاحظ ان الأحزاب الشيعية العراقية تدعم التدخل الروسي بدعوى ان أداء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش أداء لا يُعتد به. وقال العبادي خلال افتتاح مستشفى في كربلاء يوم الثلاثاء ان التحالف "يساعد قليلا". ولكنه اضاف ان هذا لا يعني رفضه هذه "المساعدة القليلة".
وقال حسن سالم رئيس كتلة "الصادقون" البرلمانية التابعة لعصائب اهل الحق الشيعية المرتبطة بإيران ان من يعارضون التدخل الروسي في العراق يدعمون اقامة دولة سنية. واعلن في مؤتمر صحفي ان "المراهنين على أميركا لتحقيق حلمهم وتكوين اقليم سني هم واهمون".
ساحة حرب
من جهة أخرى اعرب سياسيون عراقيون سنة عن قلقهم من تحول العراق إلى ساحة حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي السابق "نخشى ان يؤدي هذا التدخل إلى افغانستان ثانية في غرب العراق وشرق سوريا".
وقال ستيفن بايفر الخبير بالشؤون الروسية في معهد بروكنز ان التدخل الروسي في العراق سيكون "اضافة هدف مختلف" لأن غالبية الضربات الجوية الروسية موجهة لدعم نظام الأسد وليس ضرب داعش. واضاف بايفر "ان التمدد في العراق يعني زيادة كبيرة في الموارد وزج قوة أكبر بكثير".
ورأى اندرو فايس تائب رئيس مؤسسة كارنيغي للدراسات ان روسيا تحاول تصوير نفسها لاعبا كبيرا في الشرق الأوسط. وقال "ان هذه يشمل العراق بكل تأكيد" محذرا من ان بناء الوجود العسكري الروسي في العراق لن يتحقق "من دون تهديد علاقات بغداد مع واشنطن وقوى اخرى".
ويرفض المسؤولون العسكريون الأميركيون دعاوى السياسيين الشيعة العراقيين بأن فشل التحالف الدولي في تحقيق تقدم ضد داعش يبرر دعوتهم إلى التدخل الروسي مشيرين إلى استعادة بعض الأراضي منذ اجتياج داعش نحو ربع العراق في صيف 2014.
التعليقات