أعلنت روسيا استعدادها من خلال وزارة الدفاع للمساهمة في توحيد جهود جيش الجمهورية العربية السورية و"الجيش السوري الحر" في قتال "داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية، وأكدت أن السيناريو الأفغاني لن يتكرّر في سوريا.


نصر المجالي: قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان يوم الأربعاء إن موسكو عازمة على إبلاغ الشركاء الأجانب باستعداد روسيا لإقامة الاتصالات مع قادة "الجيش السوري الحر".

وجاء في بيان للمتحدثة ماريا زاخاروفا: "بأمر من الرئيس الروسي ستبلغ وزارة الخارجية الروسية الشركاء في البلدان، التي تتواصل مع "الجيش السوري الحر" عن استعداد الجانب الروسي لإقامة الاتصال مع قادة هذا التنظيم، بهدف مناقشة إمكانية إشراكه في العمل على تهيئة الظروف لبدء عملية التسوية السياسية للأزمة السورية من خلال المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية".

وأضاف بيان الوزارة أن "وزارة الخارجية الروسية مستعدة لمواصلة الاتصال مع جميع أطراف المعارضة السورية للمساعدة على دمجها".

تقارير متناقضة
يأتي بيان الخارجية غداة تناقض تقارير نقلت (خطأ) عن الوزير سيرغي لافروف حول الجيش السوري الحر، وانتقدت وسيلة إعلام روسية بارزة مسارعة وسائل إعلام عالمية وعربية لتفسير كلام لوزير الخارجية سيرغي لافروف عن الجيش السوري الحر، وقالت إن ما تم تناقله مناقض مع أصل كلام الوزير.

وقالت قناة (روسيا اليوم ـ RT) على موقعها، باعتبارها مصدر الخبر، والمفترض أنه الأقرب للوزير لافروف، إن ما قامت بعض وسائل الإعلام على شرائطها "العاجلة" و"السريعة" و"الساخنة" و"الآنية" بترجمته عن كلام لافروف جاء متناقضًا مع الكلام الأصلي.

وقالت القناة: بالأمس أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريح، قال فيه حرفيا إن روسيا "مستعدة للاتصال بـ"الجيش الحر" في سوريا، إن كان موجودًا أصلا".

لا قوات برية أو متطوعين
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن العملية الجوية الروسية في سوريا تجري بالتعاون مع الجيش السوري على الأرض، وبذلك تختلف عن عملية التحالف الدولي الذي رفض التنسيق مع دمشق. وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية& يوم الثلاثاء إن موسكو لن ترسل قوات برية إلى سوريا، مؤكدة أن "السيناريو الأفغاني" لن يتكرر أبدًا.

كما أكدت زاخاروفا أنه لا توجد هناك أي حملة تجنيد رسمية لإرسال "متطوعين" إلى سوريا للمشاركة في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن روسيا لا تنوي الانضمام إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لأنها تعتبر نشاطه من دون تفويض أممي وطلب من الحكومة السورية غير شرعي.

وأضافت: "نحن حتى قدمنا مثالًا، وقلنا إن الخطوات التي يقوم بها التحالف في أراضي العراق شرعية تمامًا، لأنها تجري بموافقة بغداد. وإذا قام التحالف بمثل هذه الخطوات في سوريا، ستكون هي الأخرى شرعية تمامًا". وأكدت زاخاروفا أن موسكو تبنت موقفًا مشابهًا بشأن التدخل في العراق قبل عشر سنوات، وكان ذلك موقفًا صحيحًا.

مبادرة خاصة
وأضافت: "قبل شهرين طرحنا مبادرة خاصة بحل الأزمة السورية على مسارين، من خلال توحيد جهود جميع من يحارب "داعش" على الأرض، وكذلك من الجو، وتنسيق جهود الجميع وتبادل المعلومات والمعطيات الاستخباراتية، والمسار الآخر – تحريك التسوية السياسية على أساس "بيان جنيف"، مؤكدة أن موسكو فعلت ذلك بشكل علني.

وقالت زاخاروفا إن مشكلة التنظيمات الإرهابية في سوريا تتمثل في وجود عدد كبير من الجماعات الإرهابية، إلى جانب "داعش" و"جبهة النصرة"، مشيرة إلى أن هذه الجماعات الإرهابية تتغير وتتحول بسرعة، وتعقد تحالفات وتتعاون في ما بينها.

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن من يتصرف كإرهابي، فهو إرهابي، ويجب التعامل معه كإرهابي. وأعادت إلى الأذهان أن المجتمع الدولي لم يتبن حتى الآن تعريفًا موحدًا للإرهاب، متسائلة "هل يجب أن يعوق ذلك مكافحتنا للإرهاب؟ وهل أعاق ذلك تقديم دعمنا إلى دول أخرى في مكافحتها للإرهاب؟".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن موسكو لم تتلق بعد أي رد من واشنطن بخصوص الجيش السوري الحر. وفي الأخير، دعت زاخاروفا إلى القضاء على تنظيم "داعش" أولًا، وإطلاق عملية سياسية بالتوازي مع ذلك، مؤكدة أن موسكو لن تشارك في تنفيذ "السيناريو الليبي" في سوريا، لأن سوريا "ستنفجر بشكل أقوى بكثير من ليبيا".

&