القدس: اتخذت الحكومة الاسرائيلية ليل الثلاثاء الاربعاء اجراءات جديدة بهدف مواجهة اعمال العنف التي شهدت مزيدا من التصعيد الثلاثاء بمقتل ثلاثة اسرائيليين في هجومين في القدس.
وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان ان "الحكومة الامنية قررت اجراءات عدة للتصدي للارهاب، بينها خصوصا السماح للشرطة باغلاق او فرض حظر تجول في احياء بالقدس في حال حدوث احتكاكات او تحريض على العنف".
واضاف البيان ان "الحكومة سمحت خصوصا، علاوة على هدم منازل الارهابيين، بعدم السماح باي بناء جديد في المنطقة المعنية، ومصادرة املاك الارهابيين وسحب ترخيص الاقامة في اسرائيل". وكان نتانياهو توعد امام البرلمان باستخدام "كل الوسائل التي نملك لاعادة الهدوء". وقال ان الحكومة "ستقرر اليوم (الثلاثاء) وسائل اضافية قوية (..) تدخل حيز التطبيق باسرع ما يمكن".
ونددت واشنطن بهجومي القدس. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان تلاه في مؤتمر صحافي في بوسطن الثلاثاء ان "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات الارهابية التي وقعت اليوم ضد مدنيين اسرائيليين والتي اسفرت عن مقتل ثلاثة اسرائيليين واصابة آخرين كثيرين بجروح" مجددا دعوته الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى وقف دوامة العنف وارساء الهدوء.
وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك ان بان كي مون "ادان كل اعمال الارهاب التي شهدناها في اسرائيل وفلسطين". لكنه اضاف ان "الاستخدام المفرط كما هو ظاهر للقوة من جانب قوات الامن الاسرائيلية يثير كذلك القلق ويجب اعادة النظر فيه بجدية".
وقتل ثلاثة اسرائيليين في هجومين الثلاثاء، احدهما داخل حافلة بسلاح ناري في القدس الشرقية، والثاني بوساطة سيارة صدم سائقها مارة، ثم هاجمهم بسكين في القدس الغربية.
وكان ذلك اول هجوم بسلاح ناري في القدس منذ اندلاع موجة العنف في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، والتي خلفت 30 قتيلا فلسطينيا وسبعة قتلى اسرائيليين.
واستمر التوتر الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة، حيث دعا الفلسطينيون الى "يوم غضب"، واندلعت مواجهات جديدة بين المئات من الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين قرب مستوطنة بيت ايل قرب رام الله وحاجز قلنديا العسكري بين رام الله والقدس وبيت لحم، التي قتل فيها شاب فلسطيني، بحسب ما افادت مصادر طبية فلسطينية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان "استشهد الشاب معتز زواهرة (27 عاما) من مخيم الدهيشة في بيت لحم". وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر الى 30 منهم 11 في قطاع غزة، وفق المصدر نفسه. وفي قطاع غزة رشق نحو الف شاب فلسطيني بالحجارة والزجاجات الحارقة معبر اريتز. واصيب 32 فلسطينيا على الاقل بجروح باعيرة الجنود الاسرائيليين، بحسب اجهزة الاسعاف الفلسطينية.
ويشعر الشبان الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وزيادة الاستيطان في الاراضي المحتلة اضافة الى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي.
من جانبه، قال وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال شتاينتز المقرب من نتانياهو "ليست هناك وصفة سحرية. في الانتفاضتين السابقتين استغرقنا الامر اياما واسابيع وحتى سنوات للتغلب عليهما. آمل هذه المرة ان يتم الامر بسرعة اكبر". بينما اعلن امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في رام الله ان السلطة بدأت "تجميع المعلومات لتقديم وإحالة ثلاثة ملفات لرئيس الوزراء نتنياهو ورئيس دفاعه وقادة الأجهزة الأمنية ووضع الملفات بشكل فوري أمام المحكمة الجنائية الدولية وتحميلهم المسؤولية الكاملة" مشيرا الى ان ما يحدث في القدس هو "اعدامات جماعية".
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وامتد التوتر الذي بدأ قبل اسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين الى العرب في اسرائيل.
واعلنت لجنة المتابعة العربية العليا اضرابا عاما الثلاثاء في المدن العربية داخل اسرائيل. وعم الاضراب الشامل مدن وقرى وبلدات عربية في اسرائيل. وتظاهر اكثر من عشرة الاف عربي اسرائيلي مساء الثلاثاء في بلدة سخنين العربية شمال اسرائيل دعما للفلسطينيين.
وهتف المشاركون الذين حملوا الاعلام الفلسطينية وارتدوا الكوفيات التقليدية باللونين الاسود والابيض، "بالروح وبالدم، نفديك يا شهيد" و"لا للاحتلال ولا للاستيطان"، بحسب مراسلة فرانس برس. ويتحدر عرب اسرائيل الذين يقدر عددهم اليوم ب 1,4 مليون نسمة من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. يعانون من التمييز ضدهم خصوصا في مجالي الوظائف والاسكان.
واضرب الطلاب في المدارس العربية كما اضربت مدينة الناصرة كبرى المدن العربية وبلدات الجليل واقتصر الاضراب في مدينة حيفا المختلطة على المدارس العربية وبعض محلات الاحياء العربية، بينما فتحت المطاعم والمقاهي ابوابها في الحي الالماني. وقال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة لوكالة فرانس برس ان "الفلسطينيين لم يبادروا للتصعيد، ومن بادر هو نتانياهو بعد خطاب محمود عباس في الامم المتحدة لانه يريد تحويل الصراع السياسي والاحتلال الاسرائيلي الى صراع ديني".
من جهتها دانت الولايات المتحدة الهجمات "الارهابية" التي نفذها فلسطينيون في القدس، مجددة دعوتها الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى اعادة ارساء الهدوء. وانتقدت الامم المتحدة "الاستخدام المفرط للقوة" من قبل اسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ودعتها الى اعادة النظر في الامر. ويعقد مجلس الامن الخميس اجتماعا حول الشرق الاوسط برئاسة وزير خارجية اسبانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس.
التعليقات