&مشاركة عارضة أزياء محجبة في تصوير بعض الإعلانات، أثار زوبعة من ردود الفعل المؤيدة والمعارضة في السويد.
إيلاف&- متابعة: نظم عدد من الأشخاص، مساء الإثنين 12 تشرين الاول (أكتوبر) الجاري، وقفة احتجاجية أمام متاجر "H&M" و "Åhlens" احتجاجًا على استخدام عارضات أزياء محجبات في آخر حملاتهم الدعائية لموضة الخريف.
&
بين مؤيد ومعارض
&
"ماريا الرشيدي"، رئيس منظمة حقوق المرأة، قالت، أثناء مشاركتها في الوقفة الإجتجاجية، أن "استخدام الحجاب في حملات دعائية هو أحد أشكال الاضهاد والتمييز ضد المرأة، وهو ما نعترض عليه اليوم"، وأضافت: "لدي أصدقاء كثر وأفراد من العائلة يرتدون الحجاب، ونحن لسنا ضد الحجاب، وإنما نحن ضد الشركات الرأسمالية الكبرى التى تستغل النساء لتربح الأموال".
&
فيما ردت أصليهان كابا، إحدى مؤسسي منظمة "نسويات مسلمات"، على الكلام الذي أطلقته "الرشيدي"، مشيرةً إلى تعّجبها من عدم تفهم الأخيرة لحرية المرأة في ارتداء الحجاب برغم معاناتها من الإضطهاد والقمع في وقت سابق، مؤكدًة بأنه من الجيد أن يتم تمثيل كافة النساء، ومن المطلوب أن "يُسلّط الضوء على كل أطياف المجتمع، بمن فيهم المحجبات".
&
قضية رأي عام
&
هذا وشهدت السويد موجة من ردود الفعل الرافضة والمدافعة، بحيث عمدت بعض وسائل الإعلام إلى تناول هذه القضية ومقاربة حيثياتها واستطلاع أراء الناس حولها، وقد تراوحت هذه الأراء بين مؤيد للفكرة ومدافع عنها وعن حرية الرأي والتعبير والمظهر، وبين رافض لها ولتصرف شركات عرض الأزياء تجاهها، فيما عبّر بعض المتطرفين عن غضبهم الشديد، مطالبين كل من ترتدي الحجاب بمغادرة السويد.
&
في المقابل، ردّت شركة "Åhléns" على هذه الإنتقادات، مؤكدةً بأن "الشركة تنتهج مبدأ الحرية للجميع في إختيار نوعية الملابس&وبمختلف الأذواق والموديلات، وليس من حق أحد أن يفرض على الزبائن زيًا معينًا أو أن يفرض على الشركة إعلانًا معينًا، لا سيّما وأن هذا الأمر يرتبط بحرية الجميع في ارتداء ما يستهويهم".
&
أول عارضة أزياء محجبة
&
وكانت شركة الأزياء العالمية H&M قد أطلقت، في سبتمبر الماضي، حملة دعائية جديدة شاركت فيها ماريا إدريس، وهي عارضة أزياء من أصول مغربية وتعد أول محجبة تشارك فى إحدى حملات الشركة السويدية، كما واستعانت شركة أهلينز (Åhléns)السويدية، العاملة في مجال الأزياء ومستحضرات التجميل، بالعارضة نفسها للتعريف عن منتجاتها من الملابس الجاهزة لموسم الخريف.
&
المسلمون والسويد
&
جدير بالذكر، أن السويد تحتضن حوالي 450 ألف مسلم قدموا من بلدان إسلامية مختلفة٬ أكثريتهم تسكن في العاصمة ستوكهولم التي تضم ما يقارب الـ 60 ألف مسلم٬ في حين يسكن أكثر من 50 ألف مسلم في مدينة مالمو٬ و40 الف في جوتمبرج.
&
وقد إنفتحت السويد على الجالية المسلمة بشكل كبير وملحوظ، لا سيّما في الفترة التي تلت أحداث أيلول (سبتمر) عام 2001. وعلى سبيل المثال لا الحصر، سمحت السويد عام 2003 للمذيعة المحجبة ناديا جبريل أن تقدّم برنامجًا إجتماعيًا عبر القناة الرسمية، في سابقة هي الأولى من نوعها.
&
في المقابل، يشتكي البعض من عنصرية يمارسها المجتمع السويدي بحق المحجبات، وكانت إحداهنّ قد تقدمت بشكوى رسمية، في أغسطس من العام الماضي، نتيجة تعرضها إلى إعتداء عنصري أدى إلى تقطع حجابها خلال وجودها في ضاحية "فاشتا" جنوبيّ العاصمة "ستوكهولم"، لكن هذا الحادث قوبل باستنكار كبير من قبل المجتمع السويدي، ودفع عشرات النساء غير المحجبات إلى ارتداء الحجاب ليوم واحد تضامنًا مع النساء اللواتي يتعرضنّ للمضايقات بسبب قناعاتهن الدينية.
&
التعليقات