القدس: وضعت اسرائيل الاربعاء حواجز تفتيش على مداخل الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، وذلك في اطار سلسلة اجراءات تهدف لوقف الهجمات الفلسطينية التي استمرت رغم ذلك، في حين حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "إشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس".

وقال عباس في خطاب مسجل بثه التلفزيون الرسمي، وهو الاول له منذ اندلاع موجة العنف الراهنة، "سوف نستمر في كفاحنا الوطني المشروع، الذي يرتكز الى حقنا في الدفاع عن النفس، وعلى المقاومة الشعبية السلمية والنضال السياسي والقانوني".

وحذر عباس من ان استمرار "الارهاب" الاسرائيلي "ينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع"، مشددا على انه "يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الايجابي قبل فوات الأوان". واكد عباس "لن نقبل بتغيير الوضع في المسجد الأقصى المبارك، ولن نسمح بتمرير أية مخططات إسرائيلية تستهدف المساس بقدسيته وإسلاميته الخالصة، فهو حق لنا وحدنا، للفلسطينيين وللمسلمين في كل مكان".&&

واضاف "لن نبقى رهينة لاتفاقيات لا تحترمها إسرائيل، وسنواصل الانضمام الى المنظمات والمعاهدات الدولية، وملفاتنا الآن (...) أمام المحكمة الجنائية الدولية، وسنقدم ملفات جديدة حول الإعدامات الميدانية، التي تمارس بحق أبنائنا وبناتنا وأحفادنا". واستمرت الاربعاء الهجمات التي ينفذها شبان فلسطينيون بوساطة سكاكين، وقع هجومان في القدس بعد ظهر الاربعاء، نفذهما شابان فلسطينيان، واسفرا عن اصابة اسرائيلية بجروح خطرة، ومقتل المهاجمين برصاص الشرطة.

وقالت الشرطة ان شابا فلسطينيا حاول طعن حارس امن عند احد مداخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، ولكنه قتل بالرصاص قبل ان يتمكن من ان يؤذي أحدا. وقالت وسائل الاعلام الفلسطينية ان الشاب يدعى باسل باسم سدر (20 عاما)، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. بعدها بقليل اعلنت الشرطة انها قتلت شابا فلسطينيا (23 عاما) هاجم بسكين سيدة يهودية في السبعينات من عمرها قرب محطة الحافلات المركزية في القدس، مما ادى الى اصابتها بجروح خطرة.

ووضعت الشرطة الاسرائيلية نقاط تفتيش امام حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وكان الشبان الفلسطينيون الثلاثة الذين شنوا الثلاثاء هجومين، احدهما استخدم فيه الرصاص للمرة الأولى من حي جبل المكبر. وخلفت موجة العنف التي اندلعت في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 30 قتيلا فلسطينيا وسبعة قتلى اسرائيليين.

وبدأت الشرطة الاسرائيلية باقامة حواجز تفتيش في الاحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة، وذلك في اطار الاجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية ليل الثلاثاء الاربعاء. ووضع حواجز على مداخل كل الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية اجراء استثنائي، بينما قامت اسرائيل باغلاق احياء عدة في السابق. ووقف رجلان فلسطينيان عند حاجز اسرائيلي في حي جبل المكبر، وقال احدهم بسخرية "نحن معتادون على ذلك".

واعلنت الحكومة الاسرائيلية ايضا انها لن تعيد جثامين منفذي الهجمات الفلسطينيين الى عائلاتهم، ويندرج هذا في اطار الاجراءات الجديدة المتخذة ليل الثلاثاء الاربعاء لوقف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون. وسيتم دفن الجثامين في مقابر مخصصة لمنفذي الهجمات.

واعلن حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني الاربعاء تأييده "المطلق لحق الشعب الفلسطيني وانتفاضته" ضد الاحتلال الاسرائيلي. وقال نصر الله في تصريحات على قناة "المنار" التابعة للحزب " أؤكد على تأييدنا المطلق لحق الشعب الفلسطيني وانتفاضته وحقوقه ووقوفنا الدائم الى جانب هذا الشعب وهذه الانتفاضة والهبة الشعبية"، وفق تعبيره.

واضاف "علينا جميعا ان نكون الى جانب الفلسطينيين، ونساندهم بكل ما نستطيع، والاقرار بحقيقة أنه لا يوجد أمام الشعب الفلسطيني، ومن خلال ما يشهده العالم العربي والاسلامي، الا خيار المقاومة وخيار الانتفاضة والقيام الشعبي باشكاله المختلفة ليفرض إرادته على محتلي ارضه".

من جهة اخرى ينوي وزير الخارجية الاميركية جون كيري زيارة الشرق الاوسط "قريبا" بهدف اعادة الهدوء بين الفلسطينيين والاسرائيليين المنخرطين في مواجهات عنيفة منذ اكثر من اسبوعين.& وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي ردا على سؤال عما اذا كان كيري سيزور الشرق الاوسط ان الوزير "يعتزم التوجه قريبا الى المنطقة، ولكن ليس لدي ما اعلنه بخصوص الرحلة". ولم يقدم كيربي مزيدا من التفاصيل عند سؤاله من الصحافيين حول امكانية ان يزور كيري خلال جولته اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وقال كيربي ان وزير الخارجية الاميركي "ما زال قلقا للغاية" من المواجهات العنيفة التي تشهدها اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ منتصف الشهر الحالي. واضاف "لقد قال بوضوح انه يريد ان يتخذ الطرفان اجراءات ملموسة (..) لخفض التوتر واعادة الهدوء ومحاولة التقدم باتجاه حل الدولتين". ويشعر الشبان الفلسطينيون بالاحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وتكثيف الاستيطان في الاراضي المحتلة اضافة الى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية.

ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وقتل شاب فلسطيني مساء الثلاثاء في بيت لحم في جنوب الضفة الغربية برصاص الجيش الاسرائيلي.

وشارك المئات الاربعاء في تشييع جثمان معتز زواهرة (27 عاما) من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم. وقالت والدته ضياء "ما زلنا في أول الطريق، طالما الاحتلال ما زال موجودا، سيظل عندنا شهداء، أسرى و جرحى أيضا. اتمنى ان يعطينا الله القوة و يتقبل شهداءنا". وبعد جنازته، اندلعت اشتباكات بين عشرات الشبان وقوات الجيش الاسرائيلي.

والقى الشبان الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع قرب الجدار الفاصل الذي يقطع الضفة الغربية عن القدس. وقررت غالبية المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منع الفلسطينيين من دخول المناطق السكنية، وليس المناطق الاقتصادية، بحسب ما اعلن المتحدث باسم المجلس الاستيطاني"يشع".