لندن: فيما تتجدد تظاهرات الإحتجاجات العراقية في مختلف انحاء البلاد مساء اليوم ضد الفاسدين وتردي الخدمات، دعا المرجع الشيعي العراقي الأعلى السيستاني، إلى اصلاحات جدية ضد الفساد الذي وصفه بـ "أبو المصائب"، وطالب المقاتلين بعدم الإعتداء على الابرياء والممتلكات. &&
&
دعوة لاصلاح جدي ضد "أبو المصائب"
وشدد السيد أحمد ألصافي معتمد المرجع الشيعي الأعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية على ضرورة مواصلة الاصلاحات التي يقوم بها حاليًا رئيس الوزراء حيدر العبادي وان تكون اكثر جدية لمواجهة الفساد "أبو المصائب" التي يتعرض لها العراق.
وقال ان الجهات الحكومية تبحث حاليًا مشروع الموازنة العامة للعراق للعام المقبل 2016 حيث من المتوقع ان يوافق عليها مجلس الوزراء قريبًا ويحيلها إلى مجلس النواب لمناقشتها واقرارها .. مؤكداً على ضرورة مراعاة وضع حلول واقعية لتجاوز الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية التي يمر بها العراق.
كما شدد على الاهمية الكبرى لوضع معالجات واقعية لهذه الأزمة من خلال عدم تبديد موارد البلاد في نفقات غير ضرورية يمكن الاستغناء عنها. وعبر عن الامل في اقرار البرلمان لقانون وافقت عليه الحكومة مؤخرًا لتصحيح سلم رواتب الموظفين بالشكل الذي يحقق العدالة الاجتماعية.
&
ودعا الصافي رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى مواصلة الاصلاحات التي بدأها قبل ثلاثة اشهر من خلال "خطوات جديدة اكثر جدية تكفل تخليص العراق من آفة الفساد التي هي أم المصائب التي حلت به"، مطالبًا المسؤولين المتصدين لمكافحته بتحقيق آمال الشعب في الحفاظ على ثرواته وانجاز تطلعاته نحو واقع افضل.
والأسبوع الماضي، قدمت وزارة المالية مشروع موازنة عام 2016 إلى مجلس الوزراء بنفقات تصل إلى 113 تريليون دينار(حوالي 100 مليون دولار) وزعت حوالي 83 تريليون دينار للنفقات التشغيلية و30 تريليون دينار للموازنة الاستثمارية.
وكانت خلية الأزمة العراقية قد اجرت خلال اجتماع برئاسة العبادي الاربعاء الماضي مراجعة شاملة لقانون الموازنة العامة لعام 2016 تمهيدًا لطرحها في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء الذي سيعقد يوم الاحد المقبل.
&
واكد العبادي على ضرورة ان تتسم بنود الموازنة المالية وتفاصيلها بالدقة والواقعية وتأخذ&في الاعتبار الايرادات المالية المتوقعة لعام 2016، وتأمين الرواتب والأجور لموظفي الدولة والقوات المسلحة والأمنية والحشد الشعبي والمتقاعدين، إضافة إلى تأمين المبالغ اللازمة لتغطية الفقرات الخاصة بالرعاية الاجتماعية بكافة انواعها، بما يحافظ على المستوى المعيشي للفئات المشمولة بالرعاية الاجتماعية والفئات الفقيرة من المجتمع، اضافة إلى اهمية التسليح لمواجهة عصابات داعش وتخصيصات الفلاحين.&
كما نوقشت خلال الاجتماع الملاحظات التي ابداها عدد من الوزراء والتحديات العديدة التي تواجه البلد في جميع القطاعات.
كما وافقت الحكومة الثلاثاء الماضي على إصلاح نظام رواتب موظفي الدولة من خلال رفع رواتب الدرجات الوظيفية الدنيا بالاستفادة من تخفيض رواتب الدرجات العليا بما يقلل تقليص الفوارق ويحقق العدالة الاجتماعية .
&
دعوة المقاتلين ضد داعش إلى عدم الاعتداء على الاموال والممتلكات
واشار السيد احمد الصافي إلى ان القوات المسلحة ومعها المتطوعون وابناء العشائر تخوض هذه الايام معارك شرسة ضد تنظيم داعش في عدة قواطع للعمليات من أجل تطهير مزيد من الأراضي من رجس الارهابيين حيث تتوالى انتصاراتهم وتقدمهم في مناطق مهمة كان الارهابيون قد سيطروا عليها فتم تحريرها الآن.
ودعا الدولة بجميع مؤسساتها إلى دعم هذه المعركة المصيرية وتوفير جميع الإمكانات لإدامة زخمها وانتصاراتها مستذكرة الإرادة القوية لهؤلاء المقاتلين، برغم الظروف الصعبة التي يواجهونها واستطاعوا خلالها وقف انهيار المؤسسات العسكرية في مواجهات العام الماضي.
وطالب المقاتلين الذين قال انهم يخوضون معاركهم من اجل شعب العراق وارضه ومقدساته أن يدركوا انهم يخوضون اشرف واقدس المعارك واهمها في تاريخ العراق المعاصر، ودعاهم لأن لايضعفوا في القتال او ان يستكينوا أو تفتر همتهم وانما يزدادون ضراوة على عدوهم ويبدون شجاعة وبسالة في المواجهات القتالية.
&
وشدد معتمد السيستاني على المقاتلين ضرورة المحافظة على ما تقع عليه ايديهم من اموال عامة للدولة وخاصة للمواطنين وان يحافظوا وألا يعتدوا على كل من لا دور له في المعارك من المواطنين الابرياء، وأن يعاملوهم بالرأفة والرحمة والانسانية في اشارة إلى ممارسات قامت بها في اوقات سابقة عناصر من مليشيات الحشد الشعبي في مناطق مختلفة تم تحريرها من سيطرة "داعش" وهي ممارسات اثارت رفضاً رسميًا وشعبيا واسعا كما وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها تدخل في نطاق التطهير الطائفي.
واليوم، أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة عن تطهير ناحية الصينية شمال محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) بالكامل ومطارها وقطع طريق تكريت – حديثة - الموصل. وقالت الخلية في بيان إن تشكيلات القوات المسلحة تواصل التقدم نحو أهدافها المرسومة في محافظة صلاح الدين مبينة أنها تمكنت من تحرير أجزاء واسعة من مصفى بيجي اكبر مصافي النفط في البلاد والسيطرة على قاعدة الصينية.
واضافت أن مساحة الأرض التي حررتها القوات المشتركة في عملية "لبيك يا رسول الله الثانية" التي انطلقت الاربعاء الماضي تجاوزت الألف كيلو متر مربع بما فيها مصفى بيجي والصينية مبدية عزمها على مواصلة التقدم حتى تطهير صلاح الدين بالكامل من تنظيم "داعش".
&&
&