بحثًا عن عالم أكثر أمنًا في الأجواء وطيران مريح وعصري، أعلنت شركة بوينغ عن اكتشافها معدنًا يعتبر حتى الآن الأخف وزنًا في العالم، وسيشكل هذا المعدن لدى إدخاله في تصنيع طائرات المستقبل ثورة تكنولوجية تجعل وسائل النقل الجوية أكثر كفاءة.


إيلاف - متابعة: ليست المرة الأولى التي تتقدم فيها شركة بوينغ الكبرى للطيران للحصول على براءات اختراع، فعلى سبيل المثال حصلت في ما مضى على ابتكار حماية الطائرات من التفجيرات في الجو سنة 2012، إضافة إلى محرك الانصهار بالليزر في وقت سابق من العام. هذه الاختراعات تسعى من خلالها الشركة الأميركية إلى ولوج المستقبل عبر تكنولوجيات متقدمة وآمنة، وتتحول لاحقًا إلى سلع تجارية.

أرق من الشعر
وهذا الأسبوع، أعلنت بوينغ أنها استطاعت إنتاج المعدن الأخف وزنًا في العالم بالتعاون مع علماء من مختبرات HRL، المتخصصة في تقديم حلول تقنية لمعضلات التكنولوجيا بالتنسيق مع شركات عالمية كبرى، كبوينغ وجنرال موتورز.

يحمل هذا المعدن الجديد اسم Microlattice، ووزنه أخف بمائة مرة من "الستايروفوم"، وهو مصنوع على شكل أنابيب مجوّفة مترابطة من النيكل، سمكها 100 نانومتر، أي إن هذه الأنابيب هي في الواقع أرقّ ألف مرة من شعرة من رأس الإنسان.

نستطيع أن نصف المعدن الجديد، بحسب صوفي الباحث الذي ساعد على إنتاج Microlattice، بأنه عبارة عن هيكل من البوليمر الخلوي المفتوح ثلاثي الأبعاد، وهو مفهوم تكوين هيكل عظام البشر نفسه، إشارة إلى أن عظام الإنسان هي بنية خلوية مفتوحة، قوية خارجًا، وجوفاء غالبًا من الداخل، وتاليًا لا تُسحق بسهولة.

الفضاء تاليًا
يرسي اكتشاف هذا المعدن أسسًا جديدة لتصنيع المكونات الهيكلية الجديدة للطائرات بسبب قوته وخفة وزنه في آن، ما يجعل الطائرات أكثر كفاءة عبر التقليل من وزنها لدى صناعتها.

كذلك تسعى مختبرات HRL إلى إنتاج مواد خفيفة جدًا وزنًا تستعمل في تصنيع المركبات الفضائية والهياكل التي تحتاجها وكالة ناسا الأميركية في برامجها البحثية المستقبلية. ومن شأن هذه المواد الجديدة أن تساعد "ناسا" على خفض كتلة المركبة الفضائية 40%، لاستكشاف الفضاء العميق، وهو أمر ضروري لرحلات المريخ أو الرحلات الأخرى خارج المجموعة الشمسية للأرض.