اوتاوا: حقق الحزب الليبرالي برئاسة جاستن ترودو الذي سيشكل الحكومة الكندية المقبلة فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية الاثنين لينهي بذلك حكم المحافظين المستمر منذ عقد.

وبحلول الساعة 23:00 (03:00 تغ) ضمن الحزب الليبرالي الغالبية المطلقة في مجلس العموم& في اقتراع حصل فيه الليبراليون على 43% من الاصوات بعد فرز ربع مراكز الاقتراع.

وبحسب توقعات التلفزيونات فان الحزب الليبرالي سيحصل على اكثر من 170 مقعدا من اصل 338 في مجلس العموم اي الغالبية المطلقة. وعبّر مؤيدو ترودو الذين تجمعوا داخل احد الفنادق الكبيرة في مونتريال عن فرحتهم بعد اعلان التوقعات عبر التلفزيونات.

وقال ماكس ليبرمان الناشط في الحزب الليبرالي لوكالة فرانس برس "اعرف ترودو منذ زمن، وهو شخص لائق ونزيه". في المقابل، ساد الحزن في معسكر الاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة توماس مالكير، الذين سيحلون مع اقل من 40 نائبا في المرتبة الثالثة، وراء المحافظين برئاسة ستيفن هاربر، بحسب نتائج جزئية. وكان الاشتراكيون الديموقراطيون حققوا مفاجاة في العام 2011 عندما فازوا بـ103 مقاعد في البرلمان.

وقال كارولين الناشطة في الحزب الاشتراكي الديموقراطيـ وهي تقف داخل قاعة بدات تخلو تدريجيا من الناسـ "لا اعتقد ان غالبية الكنديين صوّتوا لترودو، بل ضد هاربر".
ومع ان رئيس الوزراء المنتهية ولايته اعيد انتخابه في معقله في كالغاري (غرب) لكن عليه ان يواجه هزيمة حزبه الذي لم يحصل سوى على 30% من الاصوات قرابة الساعة 23,00 بالتوقيت المحلي.

واعلن هاربر مساء الاثنين الاستقالة من قيادة الحزب، وهنأ ترودو بالفوز. وصرح في معقله في كالغاري "لقد انتخبنا حكومة ليبرالية، وهذه نتيجة اتقبلها من دون تردد".
وبعد عامين على توليه رئاسة الليبراليين، تمكن ترودو من تحقيق تغيير نوعي في الحزب، الذي كان يعاني من الفضائح والخلافات حول المصالح، ومني بهزيمة كبيرة في الانتخابات التشريعية الاخيرة.

- ترودو يقود الحملة بثقة وصبر
وعند بدء الحملة الانتخابية الطويلة (78 يوما) لم يكن هناك ما يوحي بان ترودو سيتمكن من فرض نفسه بثقة وثبات في اولى مناظراته التلفزيونية امام خصوم متمرسين في السياسة.

وبعد ثلاثين عاما، سيعود جاستن ترودو الى مقر رئاسة الوزراء في اوتاو، حيث امضى طفولته عندما كان والده بيار اليوت ترودو رئيسا للحكومة. وقاد ترودو حملته بصبر وحافظ على خط واضح ركز فيه على استمالة الطبقة المتوسطة من خلال خفض الضرائب عنها وزيادتها على الاكثر ثراء.

ومع ان رئيس الحكومة المنتهية ولايته اراد التركيز على الجانب الاقتصادي، الا ان الركود في الاشهر الستة للعام الحالي نتيجة تراجع اسعار النفط اتى لمصلحة الليبراليين فقد تعهد ترودو اعادة اطلاق الاقتصاد من خلال برنامج يشمل البنى التحتية وايجاد وظائف.

والنقطة المهمة الاخرى في الحملة الانتخابية كانت ازمة اللاجئين في البحر المتوسط. ففي الوقت الذي دافع فيه هاربر عن مواصلة الغارات الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، عرض الليبراليون والاشتراكيون الديموقراطيون استضافة عدد اكبر من اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع. كما تعهد ترودو بوقف مشاركة كندا في غارات الائتلاف الدولي ضد التنظيم الجهادي، لكنها ستواصل تقديم المساعدات للقوات العراقية والكردية.

وبالنسبة الى الاشتراكيين الديموقراطيين، فان الهزيمة كانت بمثابة صدمة بسبب الفوارق الكبيرة في النتائج، خصوصا بعد الاداء الجيد للحزب في الانتخابات التشريعية قبل اربع سنوات. واستفاد حزب الكتلة الكيبيكية من تراجع الحزب الاشتراكي الديموقراطي، وحصل على عشرة مقاعد في البرلمان.