دبلن: تنظر هيئة أيرلندية في إمكان وقف نقل البيانات الشخصية للمستخدمين الاوروبيين لفايسبوك الى الولايات المتحدة، في ما رحّب به الناشطون في الدفاع عن حقوق الانسان معتبرين انه "خطوة مهمة".

وامرت المحكمة العليا في ايرلندا الثلاثاء الهيئة الوطنية لحماية البيانات بالتحقيق حول ارسال هذه البيانات الى خوادم (سيرفر) اميركية، بعد صدور حكم من محكمة العدل الاوروبية قبل اسبوعين بالغاء اتفاق لتبادل البيانات بين اوروبا والولايات المتحدة.

هذا القرار يلزم الهيئة الوطنية لحماية البيانات بالنظر في طلب تقدم به ماكس شريمز رجل القانون النمساوي، واشار فيه الى ان الولايات المتحدة لا تقدم ضمانات كافية حول احترام الخصوصيات. وايرلندا معنية بالدرجة الاولى، لان ارسال البيانات الشخصية للمستخدمين الاوروبيين لفايسبوك، الذين يقدر عددهم بـ300 مليون شخص، يتم عبر فرع المجموعة على اراضيها.

وكانت الهيئة رفضت قبل عامين التحقيق في الموضوع، مشددة على ان السلطات الاوروبية تعتبر الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة كافية لحماية البيانات الشخصية. الا ان قرار محكمة العدل الاوروبية في السادس من تشرين الاول/اكتوبر، اعتبر اتفاق "الملاذ الامن" القائم منذ 15 عاما بين الولايات المتحدة والامم المتحدة حول تبادل بيانات شخصية لغايات تجارية& "غير صالح".

بناء عليه، قررت المحكمة العليا في ايرلندا ان المفوضة المكلفة الهيئة الوطنية لحماية البيانات هيلين ديكسون "ملزمة بالتحقيق" في الشكوى التي تقدم بها شريمز. واوضحت ديسكون ان فريقها سينظر في "عمق الشكوى"، التي يقول شريمز، ان مردها القلق بعد المعلومات الاستخباراتية التي كشف عنها عميل الاستخبارات الاميركي السابق ادوارد سنودن.

فايسبوك ترد
في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، شددت فايسبوك على انها "لم تكن ابدا طرفًا في برنامج يسمح للسلطات الاميركية بالدخول الى خوادمنا"، وابدت استعدادها للاجابة عن كل اسئلة الهيئة الايرلندية.

واقر مدير المنتجات في فايسبوك كريس كوكس الثلاثاء في كاليفورنيا بان قلق الاوروبيين حول حماية البيانات الشخصية لمواطنيهم يرغم المجموعة على ان "تكون في غاية الوضوح في طريقة عملها وحول نواياها بشكل خاص".

وتابع كوسك انه "امر في غاية الاهمية في ما يتعلق بالمؤسسات التكنولوجية لتتمكن الحكومات واصحاب القرار السياسي من تفهم كيفية عمل هذه المؤسسات وعدم التخوف منها".

ولدى سؤال كوكس بعد صدور قرار المحكمة الايرلندية، اشار الى ان المسالة "هي الان معرفة ما ذا كانت هيئة حماية البيانات الشخصية ستقوم بعمليها"، مضيفا انه يتوقع "تحقيقا طويلا في العمق ونقاشات طويلة مع ايسبوك".

وتقيم شركات اميركية عملاقة في مجال الانترنت، ومن بينها فايسبوك وآبل، مقارها في ايرلندا، للاستفادة من قوانين الضرائب الميسرة فيها. وبعد ذلك يتم تحويل بيانات فايسبوك الى خوادم (سيرفر) في الولايات المتحدة. ويسمح اتفاق "الملاذات الامنة" لآلاف الشركات بنقل البيانات على اساس ان القوانين الاميركية توفر حماية شبيهة لتلك التي توفرها دول الاتحاد الاوروبي الـ28.

ويتوقع ان تعلن المفوضية الاوروبية عن نسخة جديدة من اتفاق "الملاذات الامنة" مع الولايات المتحدة.& وياتي هذا الحكم وسط توترات بين بروكسل وواشنطن حول قضايا تنظيمية، حيث يجري الاتحاد الاوروبي العديد من تحقيقات مكافحة الاحتكار بحق شركات التكنولوجيا الاميركية.
&