لم تمض أيام على الاجتماع الضخم الذي نظمه أنصار الأئمة الذين عزلهم وزير الشؤون الدينية التونسية عثمان بطيخ، حتى نظمت "المنظمة التونسية للشغل" وقفة احتجاجية أخرى الأربعاء أمام مقر وزارة الشؤون الدينية، كررت فيها المطالب نفسها، وهي إعادة الأئمة المفصولين، وإقالة وزير الشؤون الدينية، الذي يتهم بأنه يخضع لإملاءات جهات تريد إسقاط حكومة الحبيب الصيد، من خلال زيادة حدة التوتر والاحتقان.


تونس: اكتظ الشارع الذي تقع فيه وزارة الشؤون الدينية التونسية، اليوم، بأعداد كبيرة من قيادات المنظمة التونسية للشغل، وقيادات النقابة الوطنية لأئمة وإطارات المساجد، وأئمة المساجد، ونشطاء في المجتمع المدني، وعدد كبير من الأنصار، الذين قدموا من مختلف محافظات تونس، الـ24، منددين بقرارات العزل، التي طالت عددًا من أئمة المساجد، في مقدمتهم وزير الشؤون الدينية السابق، الدكتور نورالدين الخادمي، والأمين العام للنقابة الوطنية لأئمة وإطارات المساجد، شهاب الدين تليش، والأمين العام المساعد للنقابة الوطنية لأئمة وإطارات المساجد، رضا الجوادي، والداعية البشير بن حسن، اضافة الى عدد آخر من أئمة الجمعة، الذين اتهمهم وزير الشؤون الدينية بالحزبية والتحريض ومخالفة لوائح الوزارة، وهو ما نفاه المعنيون بشدة.

مخطط لإخراج الصيد
وأكد محمد الأسعد عبيد، الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، حصريًا، لـ"إيلاف"، على وجود مخطط لتوتير الأوضاع في تونس، للنيل من رئيس الحكومة الحبيب الصيد، "لدينا معطيات جديدة، تؤكد وجود مخطط لتوتير الأوضاع لإسقاط حكومة الصيد، وإذا ما صحت هذه المعطيات، فعلى الصيد أن يكون أسدًا، ويتصرف وفق هذه المعطيات".

وواصل بالقول "نحن نسأل رئيس الحكومة: هل هو مع تواصل هذا التوتر وهذا الاحتقان أم لا، وإذا كان ضده فلماذا لا يتحرك حتى الآن". ويرى الأمين العام للنقابة الوطنية لأئمة وموظفي المساجد، شهاب الدين تليش، أن "رئيس الحكومة الحبيب الصيد، يجب عليه أن يتفطن جيدًا لكل المحاولات التي تسعى إلى توتير الأضاع لتحقيق أهداف خسيسة، حتى لا يؤخذ عن غرة، وحتى لا تشتت جهود الحكومة بين محاربة الارهاب، والتعاطي مع المطالب الاقتصادية والاجتماعية للشعب التونسي".

بوادر فتنة
وذكر لـ"إيلاف" أن "الرئيس الباجي قائد السبسي قام بدور في تلطيف الأجواء، بعد إثارة وزير العدل السابق، محمد صالح بن عيسى، لمسألة مراجعة. وقال الأمين العام المساعد، للنقابة الوطنية لأئمة وموظفي المساجد، رضا الجوادي لـ"إيلاف": إن وراء هذا التوتر الإجتماعي، وضرب السلم الأهلي من يتمعش من الفتنة، بمنطق انقلابي، ويريد أن يتموقع بالفتنة بين الشعب، وبالفوضى الخلاقة، وهم اليسار الاستئصالي، وبعض من يحنّ إلى ممارسات وطبائع ما قبل 14 كانون الثاني/ يناير".

تابع "هناك صراع تعيشه كل الأطراف السياسية في تونس، وأرجو أن تتفطن الحكومة والجهات المعنية بالهدوء والسلم والاستقرار في البلاد، لما يحاك ضدها من دسائس لنشر الفوضى، وهدم المعبد على من فيه". وأضاف "على النبهاء والعقلاء أن ينتبهوا لخطورة محاولات إشعال النار التي يقوم بها البعض لتوتير الأجواء للوصول إلى نقطة الغليان فالفيضان فالطوفان، الذي يظن بعض المغفلين أنه سحابة صيف ستنقشع، وسيحصل المحظور إذا لم ينتبه رئيس الحكومة إلى ما يحاك للبلاد".
&
تقويض جهود الرباعي
بدوره، أكد رئيس الجمعية التونسية لدعم أئمة الإعتدال عبدالحميد الطرودي، لـ"إيلاف" على أن هناك "جهات ليست راضية عن المسار السياسي الحالي، مسار التوافق، والائتلاف بين أربعة أحزاب، وتريد تقويض هذه التوافقات، التي نال بسببها الرباعي الراعي للحوار جائزة نوبل للسلام، وتسعى هذه الأطراف إلى زيادة نسب الاحتقان من أجل إزاحة حكومة الصيد، التي عبّرت جهات عدة عن عدم رضاها على أدائها، وهي تسعى بكل السبل إلى البحث عن صواعق تفجير، للمتفجرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية"، واتهم أطرافا بأنها "تقف وراء قرارات وزير الشؤون الدينية، على صلة وثيقة بمشروع تقويض الائتلاف الحاكم وإسقاط الحبيب الصيد".

تجدر الإشارة إلى أن وزير الشؤون الدينية، الشيخ عثمان بطيخ، قد أكد لـ"إيلاف" في وقت سابق بأنه سيقوم بالتراجع عن قراراته، إذا طلب منه الرئيس الباجي قائد السبسي، ذلك أو حتى رئيس الحكومة الحبيب الصيد. مما يوحي بأنه تحت ضغط ما، ويريد الاستراحة منه، بقرار من رئيس الدولة أو رئيس الحكومة.