هاجم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، قرار مصر بإغلاق مقام الإمام الحسين في القاهرة، معتبرًا ذلك نهاية لرئيسها السيسي مثلما حصل لرئيس النظام العراقي السابق صدام حسين... فيما دعا المرجع الشيعي السيستاني الحكومة إلى إعادة النظر في قانون سلم الرواتب الجديد للموظفين، بما يحقق العدالة الإجتماعية وطالب العراقيين بمواجهة الفساد وداعش حتى إنهائهما.
لندن: قال القائد الشيعي مقتدى الصدر في بيان صحافي اليوم ردًا على سؤال لمجموعة من أتباعه عن موقفه من قرار وزارة الأوقاف المصرية بغلق مقام الإمام الحسين في القاهرة أمام الزوار خلال شهر محرم إن هذا الإجراء هو بداية النهاية، كما حصل لهدام اي صدام حسين رئيس النظام السابق، في اشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. واضاف في بيانه الذي اطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة، أن هذا القرار يذكره بغلق بيت المقدس أمام المسلمين وهو يشكل بداية النهاية، كما حدث في أماكن عديدة على رأسها صدام الذي كان يحظر شعائر عاشوراء في العراق.
واكد الصدر أنه ليس من واجب السلطات أن تقرر صلة تلك الطقوس بالإسلام أو لا... وناشد الأزهر الشريف وشيخه إلى التدخل لمنع مثل هذه الممارسات، وداعيًا "المحبين بعدم التصرف بما لا يليق حتى لا تكون هناك حجة لهؤلاء لمنع الشعائر وغلق المساجد". ويحيي ملايين المسلمين في أنحاء العالم غدا السبت مراسيم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب، في مدينة كربلاء في العام 61 للهجرة المصادف 680 للميلاد.
واشار إلى أنه ما كان العشق والحب لأهل البيت سلام الله عليهم ولا إظهاره جريمة لكي تتخذ ضد من يمارسون هذا الحب اي إجراءات قانونية. وقال إن الحكومة هي أب للجميع ومثل هذه التصرفات هي ابتعاد عن هذا المبدأ، مبدأ الديمقراطية والحرية وحرية العقائد والشعائر.
وحذر الصدر من أن "مثل هذا الغلق وهذا المنع سيكون فرصة لإعادة إرهاب شذاذ الآفاق الذي عثى في مصر الحبية فسادًا، فاحذروا".
معروف أن عدد الشيعة يشكلون أقلية صغيرة من الشعب المصري، وكانوا قد تعرضوا في السنوات الماضية إلى هجمات من قبل سلفيين متشددين، وتم قتل زعيمهم حسن شحاتة في حزيران (يونيو) عام 2013 &اضافة إلى اربعة أشخاص، بعد أن هاجمت مجموعة وصفت بأنها سلفية منزله بإحدى قرى محافظة الجيزة جنوب القاهرة كان يقام فيه احتفال بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام المهدي وهو الامام الثاني عشر الغائب للشيعة.
وكانت مديرية أوقاف القاهرة التابعة لوزارة الأوقاف المصرية، قررت في اجراء هو الأول من نوعه في البلاد، إغلاق ضريح الإمام الحسين في القاهرة، حتى يوم غد السبت وقالت في بيان إن هذا القرار جاء "منعًا للأباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية لا أصل لها في الإسلام وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات" بحسب رأيها. وحذرت من انها "ستتخذ جميع الإجراءات القانونية تجاه أي تجاوز يحدث في هذا الشأن".
وينتظر ان تبلغ أيام عاشوراء ذروتها بحضور الملايين من الشيعة في العراق ودول العالم الأخرى عند ضريح الإمام الحسين في كربلاء غدا السبت، حيث ستتم قراءة قصة واقعة الطف التي استهدف فيها الامام الحسين .&
وتعد هذه المناسبة الدينية الاكبر لدى المسلمين الشيعة في انحاء العالم الذي يحيونها كل عام في أجواء يخيم عليها الحزن وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة التراجيدية &للحدث. ففي العاشر من محرم وقعت مأساة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عشرات من افراد عائلته عام 61 للهجرة المصادف 680 ميلادية باعتبار هذه المناسبة اكثر الاحداث مأسويّة في تاريخ المسلمين. &
&
السيستاني يدعو لتعديل سلم رواتب الموظفين المثير للجدل
دعا المرجع الشيعي العراقي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الحكومة إلى إعادة النظر في قانون سلم الرواتب الجديد للموظفين بما يحقق العدالة الاجتماعية، وطالب العراقيين بمواجهة الفساد وداعش حتى انهائهما.
وطالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيستاني في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم، وتابعتها "إيلاف"، المسؤولين العراقيين إلى الابتعاد عن الصراع على المناصب حتى يتحولوا إلى قادة عادلين ومنصفين قادرين على بناء دولة ومجتمع قويين. واشار إلى ان الشعب العراقي يواجه الفساد والإرهاب، وعليه مواجهة هاتين الآفتين بالصبر والمثابرة حتى القضاء عليهما. وشدد على ضرورة تعاون المواطنين مع السلطات الأمنية لمنع أي خرق امني يواجه زائري كربلاء، الذين يحيون فيها حاليًا مراسيم عاشوراء.
&
وطالب الحكومة بدعم المقاتلين في جبهات القتال وإسنادهم بالمعدات والأسلحة وتوفير العيش الكريم لعوائلهم وكفالة ايتام شهدائهم . وقال إن الانتصارات العسكرية الأخيرة في قضاء بيجي ومصفاتها النفطية شمال بغداد، واللتين تمكن المقاتلون من تحريرهما من سيطرة داعش، برغم انهما كانتا معقلاً لها، يستدعي دعمًا للمعركة الحالية ضد الارهاب التي ستحدد مصير العراق ومستقبله وتحافظ على هويته وحضارته ووحدته من خلال توفير مستلزمات النصر فيها عبر الدعم اللوجستي والتسليحي للمقاتلين، والعمل المشترك في ما بينهم من أجل تحقيق نتائج عسسكرية أفضل . وشدد على ضرورة تخصيص مبالغ اكبر في ميزانية البلاد العامة للمتطوعين وابناء العشائر الذين يتحملون عبئًا كبيراً في المعارك ضد الارهاب، لكنهم يعانون شحة الدعم المقدم لهم، بحسب قوله.
وحول سلم الرواتب الجديد لموظفي الدولة الذين يتظاهرون ضده منذ أيام، لاعتراضهم على تخفيضه لمرتباتهم ومخصصاتهم الوظيفية، فقد اكد معتمد السيستاني على ضرورة العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تقليص الفوارق في المرتبات بين الدرجات العليا والدنيا. واشار إلى احتجاجات الموظفين ضد القانون خاصة بالنسبة لاساتذة الجامعات والمختصين الذين يرون فيه غبنًا لاستحقاقاتهم المعاشية.
&
وطالب الكربلائي بإعادة دراسة قانون سلم الرواتب من قبل المختصين من اجل تحقيق العدالة للجميع وعدم وقوع الغبن على أي شريحة من الموظفين خاصة اصحاب الكفاءات العلمية واساتذة الجامعات المعول عليهم في بناء العراق... منوهًا إلى أنه من الضروري تأمين العيش الكريم لهم من قبل الحكومة ومجلس النواب.
يذكر أن بغداد ومدناً عراقية أخرى تشهد منذ أيام احتجاجات موظفي وزارات عراقية ضد قانون جديد لسلم الرواتب، يقولون إنه يقلل من رواتبهم، فيما لوحت نقابة المعلمين باعتصام مفتوح ومن ثم القيام بإضراب عن العمل &حتى الغاء القانون .
&
وتشكل هذه الفعاليات الاحتجاجية اول تحدٍ واسع للاصلاحات التقشفية التي بدأها العبادي في اب (اغسطس) الماضي، ويسعى من خلالها إلى ضغط النفقات في بلد يعمل في مؤسساته اربعة ملايين موظف عمومي، وسط ازمة مالية خطيرة نتيجة نفقات الحرب ضد تنظيم داعش، وانخفاض اسعار النفط الذي تعتمد الموازنة العامة على 90 بالمائة من وارداته.
&وتأمل الحكومة ان يوفر سلم الرواتب الجديد حوالي 50 مليار دينار (45 مليون دولار) عبر تخفيض الراتب الاسمي للموظفين، بينما سيؤدي تخفيض المخصصات الاضافية للرواتب الى ايرادات مضاعفة. وتقول ان سلم الرواتب هذا يقلص نسبة الفوراق بين الموظفين إلى 25% بدلاً من 300% &كما هو الحال سابقا .
لكن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري دعا رئاسة مجلس الوزراء إلى إلغاء التعديلات على سلم الرواتب التي قال إن من شأنها التقليل من رواتب الأساتذة الجامعيين والأطباء، محذرًا من أن إلغاء امتيازاتهم سيسهل من عملية هجرتهم من البلد.
&
&
التعليقات