إعداد ميسون أبو الحب: فضحت صحيفة بيلد الالمانية عددا ممن كتبوا تعليقات مسيئة على صفحتها على فايسبوك اعتبرتها تحريضا على الكراهية والعنف، وهو ما يثير جدلا عن الحقوق والقيود على الانترنت.&

"أكاد أتقيأ. اخرجوا من المانيا ايها الحيوانات!"

"قفوا امام الجدار كي أرميكم بهذا الخراء!"

"يجب رميهم بالرصاص كي نوقف هذا المد".

هذه نماذج من تعليقات بلغ مجموعها 42 تعليقا تتشابه كلها تقريبا، وتنطلق من المشاعر نفسها كتبها معلقون على صفحة صحيفة بيلد زيتونغ الالمانية، على فايسبوك، فكان ان عمدت الصحيفة، وهي الاكثر مبيعا في المانيا بنشرها على صفحتين مع اسماء كتابها وصورهم، وحتى نبذة عنهم من دون اي تغيير. وكتبت الصحيفة تقول "مسرح العار"، "جاء دورك الان أيها السيد النائب العام".

وكتبت بيلد ايضا "اولى الدعاوى وصلت الى الشرطة والى نواب الادعاء". واضافت "بيلد تقف في وجه مشاغبين على فايسبوك!".

نحن فخورون في بيلد

نشر هذه التعليقات والمعلومات دفع بعض القراء الى الاحتجاج لدى مجلس الصحافة، وهي الهيئة المهنية التي تراقب المخالفات المعنوية والاخلاقية في الاعلام، ولكن بيلد لم تبد كثيراً من الاهتمام بهذا الامر، إذ كتب جوليان ريخيلت المسؤول عن موقع بيلد في تويتر "الفخر لنا! تم تسجيل اولى الشكاوى على مسرح العار لدى مجلس الصحافة".

وقت حرج جدا

جاء الحديث عن مسرح العار هذا في لحظة حرجة، فهناك نقاش ساخن يدور منذ اسابيع عن حرية الصحافة وخطاب الكراهية على موقع فايسبوك.

ووفقا للقانون الخاص بفايسبوك يقوم الموقع بحذف كلام يحرض على الكراهية والعنف، إذا ما احتج عليه مستخدمو الموقع، ونبهوا اليه. ولكن ذلك لا يحدث دائما بشكل صحيح، وهو ما دفع المحامي الالماني تشان يو يون الى رفع شكوى على فايسبوك في نهاية ايلول/سبتمبر الماضي اتهمه فيها بالتواطؤ على التحريض على الكراهية العنصرية.

واتهم المحامي فايسبوك ايضا بعدم حذف رسائل كراهية رغم احتجاج مستخدمين عليها. وبالفعل فتح النائب العام في هامبورغ ملفا بهذه القضية في التاسع عشر من تشرين الاول/اكتوبر الجاري.&

السجن عامين لتعليقات عنصرية

هناك عقوبات تفرض على كل من ينشر رسائل كراهية على الانترنت، وهو ما حدث الاربعاء الماضي، إذ أصدرت المحكمة العليا في كيتزنغن في منطقة بافاريا حكما بالسجن لمدة عامين وثلاثة اشهر على رجل في الحادية والثلاثين من العمر بسبب تعليقات على فايسبوك دعت الى الكراهية والعنف، إذ كتب يقول "يجب إطلاق النار على انغيلا ميركل بموجب الاحكام العرفية" ويجب "ارسال اللاجئين الى معسكر اوشفيتز، الى المحرقة".

وفي آب/أغسطس الماضي، حكم على احد سكان برلين وهو في الـ34 من العمر بدفع غرامة قدرها 4800 يورو بسبب تعليقات عنصرية على فايسبوك ايضا.

محكمة بيلد العليا

لكن صحيفة لا ليبيراسيون الفرنسية لاحظت ان تصرف بيلد يبقى مثيرا للجدل، مشيرة الى عنوان صدر في صحيفة تاغسبيغل الالمانية التي تصدر في برلين، وهو "محكمة عدل بيلد العليا تعقد جلسة من جديد".&

وكتب موقع توري 2 الخاص باخبار الاعلام يقول إن "بيلد تتصرف وكأنها شرطة عالمية، هل من المقبول ان تقوم صحيفة بالإبلاغ عن اشخاص؟".

ولاحظت ليبراسيون ان هناك نوعا من التناقض في التعامل مع الموضوع برمته، مشيرة الى كلمات كراهية تلفظ بها الكاتب الالماني من اصل تركي عاكف بيرينشي يوم الاثنين الماضي خلال مسيرة لبيغيدا (وهو من مؤيدي الحركة) وتناقلتها جميع الصحف ووسائل الاعلام، وكان الامر طبيعيا جدا، في حين اعتبرت تعليقات اشخاص على فايسبوك غير طبيعية ومثيرة للمشاكل، علما ان تعليقاتهم جاءت ردا على تقرير او خبر معين وقد استخدموا فيها اسماءهم وصورهم واسماء اسرهم من دون اي محاولة لاخفاء المعلومة.

وتوقعت الصحيفة ان يستمر هذا النقاش بخصوص الحقوق والقيود على الانترنت.