بالتوازي مع الجهود الديبلوماسية المبذولة عربيا ودوليا، توقع قيادي بارز في الجيش السوري الحرّ حلا سلميا بين النظام والمعارضة، يقضي بمكافحة الفصائل الإسلامية المتشددة التي توقع أنها لن تقبل أي اتفاق مع النظام.


بهية مارديني: توقع قيادي في الجيش السوري الحر في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" حلا سلميا قادما في المستقبل، وذلك وبعد انتهاء المفاوضات الدولية ما بين النظام السوري والفصائل العسكرية، وفي المقابل، توقّع قتالا بين الفصائل ذات التوجهات المختلفة والتي سيكون لها مواقف متناقضة من الحل السياسي وشكل الدولة السورية ما بين مدنية واسلامية.

وفي أول موقف من النظام السوري من بيان فيينا تحدث وليد المعلم وزير الخارجية السوري عن أهمية العديد من النقاط الواردة في البيان، لكنه أبدى استغرابه، بحسب وسائل اعلام النظام السوري، خلال لقائه مع المبعوث الخاص ستيفان ديمستورا اليوم "لأن البيان لم يتضمن إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب حتى تصبح جهود مكافحة الإرهاب فعالة ويصبح الحديث عن أي وقف لإطلاق النار مجديا".

وقدم دي ميستورا عرضا مفصلا حول الاجتماعات التي جرت في فيينا حول الأزمة في سورية وأهم النقاط التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن تلك الاجتماعات.

من جانبه، وتعليقا على بيان فيينا، قال النقيب عمار الواوي المتحدث باسم الفرقة 30 في تصريح لـ"إيلاف" إن الشعب السوري يريد انهاء الأزمة ولكن بطريقة ما أسماه "حفظ ماء الوجه".

وأضاف أنه سيكون في المستقبل اتفاق على انهاء جميع الفصائل "ذات الذقون" في اشارة الى الفصائل الاسلامية، و"أي فصيل منها لا يقبل بالحل السياسي سيتم قتاله وانهاؤه لذلك كل من يتوقع من تلك الفصائل الاستمرار، فهو مخطىء."

ولكن بحسب الواوي فإن بعض الدول "ستظل تعمل على زيادة تسليح الفصائل ذات الذقون وتخزين سلاحها وسيشهد المستقبل اتفاقا بين المعارضة والنظام أو ما بقي من النظام الى جانب اتفاق لقتال هذه الفصائل".

وتوقع الواوي ان يكون الحل سلميا بين المعارضة والنظام على ان يستمر سيلان الدم بين الفصائل المعارضة والا يتوقف لان المعارضة العسكرية ستنقسم الى قسمين: قسم يدعم الحل السلمي وسيعمل على قتال الفصائل ذات الذقون، وقسم ثاني سيدعم الفصائل الاسلامية، على حدّ تعبيره.

وأشار الى ان المفاوضات في فيينا وغيرها ستستمر الى بدايات العام السادس للثورة وبعدها سيتنفق الجميع على طرد الفكر المتطرف ومن يمثله في سوريا.

إلى ذلك، قال عبد العزيز التمو، عضو الامانة العامة للجمعية الوطنية السورية ان اجتماع فيينا فشل بالتأكيد، وقد سمع الجميع بنتائج اجتماع فيينا والتي لم تصدر على الاعلام وهو "أن الروس ومعهم الإيرانيون يلعبون بورقة التفاوض الطويلة الامد والتي قد تستغرق سنوات طويلة والكلام عّن عدم وحود البديل الضامن هو ضحك على الذقون".

واعتبر أن "جميع البدائل السياسية والعسكرية موجودة& من شخصيات سياسية وعسكرية غير ملوثة من داخل النظام وفي المعارضة ايضا وهناك شخصيات سياسية لها وزنها وكذلك هناك بحدود 180 الف مقاتل بين صفوف الجيش الحر والفصائل المعتدلة وبالامكان اختيار اكثر من نصف هؤلاء بين ضباط وجنود يستطيعون مع ما تبقى من الجيش تشكيل نواة للجيش الوطني. لكن عدم جدية الأميركان في حسم الموضوع ولاسيما انهم يتبعون سياسة اغراق الروس في المستنقع السوري الذي يخططون الى اطالة امد الحرب فيه لمزيد استنزاف الروس بعد هزيمة الإيرانيين على الارض السورية وبالطبع هذا كله على حساب دماء السوريين."

وأضاف: "بالطبع نحن نحتاج الى قرار جريء كسياسيين نعبر عن الموقف من اجتماعات فيينا 1 و2 وهذا يتطلب مدى تواصلنا مع الداخل الذي يملك الارض والمقاومة ويبحث عن ممثل سياسي جدي يمثل رأيه وبكل إستقلالية".
&
وكان& وليد المعلم أوضح لدي ميستورا "استمرار مكافحة الإرهاب" مشددا على أهمية ما تقوم به روسيا بالتعاون مع ايران والمقاومة اللبنانية في هذا الصدد، مؤكدا أن أي جهد لمكافحة الإرهاب لا يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية هو ابتعاد عن هدف مكافحة الإرهاب وانتهاك لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وجدد المعلم استعداد سوريا للتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جهوده لمكافحة الإرهاب وإطلاق الحوار بين السوريين.

وتأتي زيارة المبعوث الدولي بعد يومين من عقد لقاء دولي حول سوريا في فيينا انتهى بنقاط توافق ولكن بخلاف كبير حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، على ان يعقد اجتماع جديد خلال اسبوعين، وفق كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة.

ووصل دي ميستورا الأحد إلى دمشق بعد يومين من اجتماع ممثلين لقوى عالمية ودول متنافسة بالمنطقة في فيينا في محاولة للتوصل إلى حل للحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.

وذكرت مصادر في الأمم المتحدة أن دي ميستورا توجه لحضور اجتماعات في وزارة الخارجية السورية ولم تذكر المصادر تفاصيل أخرى عن الزيارة. وكانت آخر زيارة قام بها دي ميستورا لدمشق في أيلول الماضي .

وشارك في اجتماعات فيينا يوم الجمعة 17 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجمعت ايران.

ودعا المشاركون إلى وقف اطلاق النار واستئناف المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الحكومة والمعارضة.

ودعا اجتماع فيينا في بيان صدر الجمعة عن المشاركين فيه "الامم المتحدة الى جمع ممثلي الحكومة والمعارضة السورية من اجل عملية سياسية تؤدي الى عملية انتقالية ذات صدقية وجامعة وغير طائفية يعقبها (وضع) دستور جديد وانتخابات".

وتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق في ظل الغموض حول مصير خطته للحل في سورية وخصوصًا اللجان الأربع.

وتقوم خطة المبعوث الأممي على تشكيل أربع لجان للعصف الفكري يتناقش خلالها ممثلو الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني السوري للخروج بتوصيات تعتبر مقدمة للحل السياسي، بالإضافة إلى مجموعة اتصال دولية حول سورية.

واللجان الأربع هي الأمن والحماية، ومكافحة التطرف، والمسائل السياسية والقانونية، وإعادة الإعمار.

وقالت صحيفة الوطن السورية المقربة للنظام ان دي ميستورا "سيضع القيادة السورية في اجواء ما دار خلال الاجتماع الذي استمر سبع ساعات في فيينا وجمع ما سمي "مجموعة الاتصال من اجل حل الازمة السورية" المكونة من 15 دولة اضافة الى الاتحاد الاوروبي وممثل الامين العام للامم المتحدة."

وأكدت الصحيفة الى ان زيارة دي ميستورا "تأتي في ظل الغموض حول مصير خطته للحل في سوريا وخاصة (مسألة) اللجان الاربعة" لافتة الى ان بيان فيينا لم يات على ذكرهذه اللجان على الاطلاق.