أعلن العراق اليوم الطوارئ في العاصمة والمحافظات المتضررة بمياه الامطار وشكل لجنة وزارية لمواجهة خطر فيضانات تهددها بسبب ارتفاع مناسيب المياه تبدأ عملها فورا، فيما دعت اليونسكو ومفوضية حقوق الانسان ونقابة الصحافيين السلطات العراقية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان فعالية وعدالة التحقيقات والمحاكمات المتعلقة بالجرائم التي تطال الصحافيين في العراق.&


أسامة مهدي: أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الطوارئ في المناطق المتضررة جراء مياه الامطار الغزيرة التي فاقت قدرات التصريف وقرر تشكيل لجنة طوارئ وزارية عليا لتفعيل ذلك تبدأ عملها& فورا.&

وقرر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بسبب ارتفاع مناسيب المياه نتيجة الامطار الغزيرة والذي يهدد بغداد وبعض المحافظات إعلان الطوارئ في المناطق المتضررة جراء مياه الامطار الغزيرة التي فاقت قدرات التصريف واستنفار جهود الوزارات والمحافظات وآليات القوات المسلحة من الجيش ووزارة الداخلية وقيادات العمليات والدفاع المدني كافة والعمل الطوعي للمواطنين في جهود إنقاذ مناطق بغداد والمحافظات الأخرى من الغرق بسبب ارتفاع مناسيب المياه وكذلك استنفار جهود وزارة الصحة والفرق الطبية لمنع انتشار الأوبئة والأمراض.

ووجه العبادي بتشكيل لجنة طوارئ وزارية عليا لتفعيل اجراءات مواجهة الاضرار الناتجة عن هطول الامطار تبدأ عملها فورا برئاسة وزير الاعمار والاسكان وعضوية وزراء الدفاع والداخلية والكهرباء والصناعة والموارد المائية ومدير مكتب رئيس الوزراء وأمينة بغداد ومحافظ بغداد وخول رئيس اللجنة صلاحيات رئيس مجلس الوزراء في هذا الخصوص لضمان التنفيذ الفوري للإجراءات اللازمة كما قال المكتب الاعلامي للعبادي في بيان صحافي الليلة اطلعت على نصه "أيلاف" موضحا ان مركز العمليات الوطني سيتولى تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة.

وقد تسببت امطار غزيرة هطلت على بغداد ومدن عراقية اخرى خلال الايام الاخيرة في قطع الاتصالات الهاتفية والانترنيتية واغلقت شوارعها ودخلت المياه بعض منازلها كما اغرقت مخيمات للنازحين في عدد من المحافظات.

وقال رئيس مجلس حكومة بغداد المحلية رياض العضاض في تصريح صحافي إن "بغداد غرقت بالكامل والناس في حيرة من أمرهم بعد ان دخلت المياه إلى منازلهم فيما امتلات شوارع العاصمة بالبرك".

كما تسبب هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح رعدية بغرق العديد من الشوارع وطفح المجاري الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة سير المركبات واغلاق بعض الانفاق وتوقف بعض شبكات الإنترنت والهاتف النقال عن العمل مع انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق اخرى. وتزامن هطول الامطار مع توقعات باستمراره حتى السبت المقبل مع انخفاض بدرجات الحرارة في غالبية المحافظات العراقية خلال الايام المقبلة.

وتسببت الامطار ايضا في غرق مخيمات اللاجئين حيث دعا النائب طلال خضير الزوبعي رئيس لجنة النزاهة النيابية الحكومة بمواقف جادة أكثر لمساعدتهم وانقاذ االالاف منهم من الموت.

وقال المسؤول النيابي ان الالاف من النازحين يتعرضون للموت والغرق والأذى جراء الفيضانات والسيول التي حصلت نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة على مدن ومناطق العراق، وحمل الحكومة مسؤولية الكوارث التي تتعرض لها مخيمات النازحين.

ومن جهته دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني الجمعة الماضي الشعب والحكومات المركزية والمحلية الى استنفار جميع جهودهم لانقاذ نازحي المخيمات البالغ عددهم 3.2 مليون نازح في عموم البلاد التي اغرقتها الامطار متهما الحكومات السابقة بعدم اصلاح شبكات تصريف المياه بسبب الفساد.

الجرائم ضد الصحافيين

إلى ذلك، حثت كل من اليونسكو ومفوضية حقوق الانسان في العراق ونقابة الصحافيين العراقيين السلطات العراقية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة من خلال تطوير النظام التشريعي وبناء القدرات وتامين الموارد الكافية لضمان فعالية وعدالة التحقيقات والمحاكمات المتعلقة بالجرائم التي تطال الصحفيين في العراق.

واكد ممثل اليونسكو للعراق أكسل بلاث، وعضو مجلس المفوضين في مفوضية حقوق الانسان اثمار الشطري ونقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي في بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب حيال الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين الذي يتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم يوم الثاني& من تشرين الثاني (نوفبر) واستلمت "إيلاف" نصه "إن "الإفلات التام من العقاب لمرتكبي الجرائم ضد الصحفيين يتعارض مع كل ما ندافع عنه حيث نسعى لتحقيق بيئة امنة للصحافيين ولدينا قيم مشتركة وأهدافنا مشتركة".

واشاروا الى ان انه لايزال فيه وضع سلامة الصحافيين في العراق دراماتيكي مع عدد كبير وغير مقبول من الهجمات التي تطالهم يرافقها الإفلات من العقاب المستمر لتلك الأعمال مع أكثر من 100 حالة اغتيال للصحافيين لم تتم فيها عمليات تحقيق شاملة ومنتجة.

وقد تبنت اليونسكو والمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق ونقابة الصحفيين العراقيين مجموعة متنوعة من المبادرات لمعالجة مسألة سلامة الصحافيين خلال السنوات الماضية في إطار "خطة عمل الأمم المتحدة وسلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب".

وعلى سبيل المثال وقعت اليونسكو ونقابة الصحفيين العراقيين اتفاق مشروع لتعزيز قدرات الصحافيين العراقيين في مناطق الصراع وتعمل اليونسكو، وبالتعاون مع منظمة غير حكومية محلية على وضع دراسة شاملة لمؤشرات سلامة الصحفيين في العراق كما انه وكجزء من البرنامج الدولي لتنمية الاتصال عقدت اليونسكو أيضا ثلاثة ورش عمل حول كتابة التحقيق وإعداد التقارير.

ومن جهتها تراقب مفوضية حقوق الانسان وضع وسائل الإعلام وتعد بانتظام تقارير عن عمليات العنف ضد الصحافيين كما نظمت مؤتمر وورشة عمل نضجت من خلاله استراتيجية خاصة بها استنادا الى صلاحياتها المستمدة وفقا للقانون والتي اهمها استلام الشكاوى والتحقق منها واحالتها الى الادعاء العام واعلام المفوضية بالنتائج بمشاركة العديد من الجهات ذات العلاقة ومنظمات مجتمع مدني وناشطين ومهتمين في هذا المجال.

وقد تفاوضت نقابة الصحفيين العراقيين مع مجلس القضاء الأعلى ووزارة الداخلية لإعادة التحقيق في حالات قتل الصحافيين.

وستحتفل هذه الاطراف الثلاث وغيرها من الشركاء بهذا الحدث عبر حوار عام& بالعنوان "تعزيز اجراءات التحقيق بالجرائم ضد الصحافيين في العراق " الذي سيقام في الثاني عشر من الشهر الحالي& في بغداد.
&
وسيكون الهدف الرئيس من هذا الاحتفال رفع مستوى الوعي حول مسألة الإفلات من العقاب من الهجمات ضد الصحافيين فيما سيقوم المشاركون عن السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية ووسائل الإعلام بمناقشة كيفية المضي قدما في مكافحة الإفلات من العقاب.

ومن المتوقع ان تصاغ مجموعة من الالتزامات الملموسة لخطة أكثر فعالية للحد من الجرائم ضد الصحافيين. كما ان هذا الحدث أيضا سيوفر فرصة لجمعية الدفاع عن حقوق الصحافيين العراقيين لتقديم تحليلا شاملا لوضع سلامة الصحافيين العراقيين وهو مشروع بداته قبل بضعة أشهر باستخدام مؤشرات السلامة الصحافيين المقرة من قبل اليونسكو.

ويذكر ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت القرار رقم 163 في دورتها 68 في عام 2013 اعندما أعلنت تاريخ 2 تشرين الثاني من كل عام "اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين" وتبنت& قرارا يحث الدول الأعضاء على تنفيذ تدابير مواجهة& ثقافة الإفلات من العقاب.

وقد تم اختيار تاريخ ذكرى اغتيال اثنين من الصحافيين الفرنسيين في مالي في 2 تشرين الثاني عام 2013 ليكون مناسبة لهذا الاحتفال السنوي.

وهذا القرار يدين جميع الهجمات وأعمال العنف ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام. كما يحث الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام لضمان المساءلة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام، وضمان وصول الضحايا إلى سبل الانتصاف المناسبة. كما تدعو الدول إلى تعزيز بيئة آمنة ومواتية للصحافيين لأداء عملهم بشكل مستقل ودون تدخل لا مبرر له.