حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من طريق مسدود يواجه بلاده نتيجة الأزمة المالية الحالية التي سببها انخفاض أسعار النفط والحرب ضد داعش ووضع البلاد في خطر مالي.

فيما قال حزب الدعوة انه سيقاضي قناة "الجزيرة" القطرية لاتهامها زعيمه بالوقوف وراء قتل آلاف العراقيين.

وقال العبادي ان انخفاض اسعار النفط بشكل كبير ودخول البلد في حرب تستنزف اموالا كبيرة من الموازنة وضعا الحكومة في مشكلة مالية والبحث عن موارد لسد متطلباتها . واضاف خلال كلمة في مجموعة من اساتذة الجامعات "ان الاساتذة لديهم دور متميز في المجتمع وهم قدوة له ولذلك فمن الضروري ان نضعهم بصورة الوضع المالي الذي يمر به البلد فلم يكن تخفيض المخصصات التي اصابتهم ضمن ما نريد ان نقوم به ولكن الانخفاضات المتكررة في اسعار النفط عالميا ادى الى بعض الاجراءات بسبب خطورة الوضع المالي".

واضاف ان قيمة النفط العراقي المصدر تقترب من 59 تريليون دينار (55 مليار دولار) وهناك كلفة لانتاجه فيتبقى من المبلغ 45 تريليونا (42 مليار دولار) وهناك ديون متراكمة فالمتبقي يكون 40 تريليونا (37 مليار دولار) والرواتب والتقاعد تحتاج الى 50 تريليونا (48 مليار دولار) .. وتساءل قائلا " فكيف يتم الصرف على الحرب والصحة والتعليم والزراعة والخدمات والفقراء وغيرها؟".

واشار الى ان البعض تضررت مصالحهم من الاصلاحات ويحاولون استغلال هذه الامور لان مصالحهم انضربت ولكننا سنصل الى طريق مسدود اذ لم نتخذ مثل هكذا اجراءات.

وكشف عن بعض الاجراءات التي ستتخذ لتقليل الاضرار المادية عن الموظفين الذين بذمتهم سلف مالية ومنها تقليل الفوائد وتقليل مبلغ التسديد الشهري .. اضافة الى اعادة النظر من خلال لجان في بعض المفاصل.

واكد &العبادي ان الحكومة ماضية بتغيير الاعتماد على النفط كمورد اساسي للموازنة من خلال تحسين القطاع الخاص وبقية القطاعات. وقال ان البعض بدأ يضخ اكاذيب عن الرواتب لغايات سياسية فهناك من لديه دوافع لخلط الاوراق .

واستمع العبادي خلال الاجتماع الى آراء وطروحات الاساتذة الجامعيين ومشاكلهم مشيرا الى اهمية تصحيح المسار بالشكل الصحيح وان يشارك الاساتذة في تقديم الطروحات للاصلاحات التي تتخذها الحكومة من اجل السير بالبلد قدما نحو الطريق الصحيح كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".&

واليوم قررت رئاسة مجلس النواب العراقي استجواب العبادي ووزير المالية هوشيار زيباري حول قرارات الاصلاح التي يصدرها وقانون سلم الرواتب الجديد الذي اثار قطاعا عريضا من موظفي الدولة البالغ عددهم 4 ملايين موظف لتخفيضه من رواتبهم ومخصصاتهم ما دفعهم لتنظيم تظاهرات واضرابات واعتصامات ضد القانون.

وقد قررت نقابة المعلمين تنظيم اعتصام في جميع مدارس العراق في الخامس من الشهر المقبل احتجاجا على سلم الرواتب الجديد . وقال مدير اعلام النقابة الناطق الرسمي باسمها ناصر الكعبي في تصريح صحافي ان المجلس المركزي للنقابة قرر ان يكون الخميس الخامس من الشهر المقبل يوم اعتصام في جميع مدارس العراق في حالة عدم تنفيذ المطالب التي تقدمت بها نقابة المعلمين للجهات المسؤولة حول رواتب المعلمين والمدرسين. وحذر من ان هناك اجراءات تصاعدية اخرى ستعلن في حينها .. واضاف ان الامر عندما يتعلق بمعاشات المدرسين والمعلمين فان هذا الامر سيكون خطا احمر لدى النقابة.

وكان مجلس الوزراء قرر في الثالث من الشهر الحالي تعديل سلم الرواتب الملحق بقانون رواتب موظفي الدولة والقطاع العام رقم 22 لسنة 2008 وتوحيد المخصصات التي يتقاضاها موظفو الدولة كافة وتقليص الفوارق بينهم &حيث سيطبق في الاول من الشهر المقبل.

المالكي يقاضي "الجزيرة" ويتهمها بالبعثية

قال حزب الدعوة الاسلامية انه سيحرك دعوى قضائية ضد قناة "الجزيرة" القطرية لتهجمها على زعيمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي واتهامه بالاشراف على قتل آلاف العراقيين من خلال برنامج "الصندوق الاسود " الذي بثته القناة الخميس الماضي.

وقال الحزب إن الفيلم الوثائقي الذي عرضته الجزيرة يأتي "تماشيا مع نهجها التحريضي والمعادي للعملية السياسية في العراق ومحاولة منها للانتقاص من الانتصارات التي يحققها العراق في مواجهة اعتى التنظيمات الإرهابية". واضاف ان الجزيرة "باتت تقف ظهيرا ووجها اعلاميا آخر لهذه التنظيمات للترويج ومعاداة الاطراف التي تتصدى له اذ يلاحظ من توقيت انتاج هذا البرنامج شعورها بهزيمة هذا التنظيم الارهابي على يد القوات العراقية وابطال الحشد الشعبي فحاولت اشغال الراي العام العربي والعالمي بطرح افكار ومضامين تهدف الى التأثير على هذه الانتصارات وتقليل الوهج الاعلامي المؤيد لها".

واشار الحزب في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نصه الثلاثاء ان "الفيلم يتضمن اساءة واضحة متعمدة الى ابرز رموز العملية السياسية في العراق وهو الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية الاستاذ نوري المالكي دون مراعاة لابسط قواعد ومعايير العمل الاعلامي التي تدعي الجزيرة زورا حرفيتها ومهنيتها فيه &فأكدت مرة اخرى سقوطها في خانة الاعلام المضلل والمشوه للحقائق بعد ان سمحت لنفسها ولغايات مكشوفة التحدث بجهل قل نظيره عن تاريخ حزب عريق في الساحة السياسية العربية والاسلامية توج مسيرته بالجهاد والتضحيات والعطاء".

وقال ان "قناة الجزيرة بافترائها واساءتها لرمز من الرموز الوطنية وهو الامين العام لحزب الدعوة الاسلاميه الاستاذ نوري المالكي قد كشفت عن هويتها العدوانية البعثية واثبتت للجميع وقوفها ضد طموحات الشعب العراقي عبر تلفيقها بصورة فجة اتهامات مكذوبة لرجل صوت له مئات الآلاف من العراقيين". واشار الى ان "الجزيرة التي لا تزال تتباكى على ماضي البعث المجرم الملطخ بدماء ابناء الشعب العراقي وشعوب دول الجوار قد انتجت وثائقيًا (الصندوق الاسود) وأعدته ونفذته بطريقة بعثية الخطاب ونهج معاد لمسيرة حزب كان نصيبه منه احواض التيزاب والاعدامات، وهي بما قدمته من وثائق مزورة لا اساس لها من الصحة واتهامات ومزاعم بارتكاب جرائم بلا ادلة تؤكد وجود بصمات بعثية وراء هذا الوثائقي".

وشدد حزب الدعوة على انه "يحتفظ بحق مقاضاة قناة الجزيرة على ما ورد من اتهامات واكاذيب سعت من خلالها المساس بتاريخ حزب الدعوة الاسلامية وحاولت تشويه مسيرة قادته ورجاله كما يحتفظ الحزب بحق اقامة الدعوى القضائية ضد القناة والقائمين على اعداد الفيلم لدى المحاكم المختصة وتحميل الجزيرة مسؤولية المساس بتاريخ الحزب وسمعة قادته".

الجزيرة : المالكي مسؤول عن قتل آلاف العراقيين

وكان البرنامج الوثائقي "الصندوق الأسود" الذي عرضته الجزيرة &الخميس الماضي قد كشف أسرارا تعرض لأول مرة عن تاريخ المالكي&الذي قال انه لا يزال يتصرف وكأنه زعيم البلاد فرغم أنه فقد كل مناصبه السياسية الرسمية، فقد ظل رجل الظل الأقوى القابض على مفاصل الدولة.

واستعرض البرنامج أبرز المحطات التاريخية في حياة المالكي الظاهرة منها والخفية بدءا من انضمامه إلى صفوف حزب الدعوة عام 1968 ثم توليه رئاسة اللجنة الجهادية للحزب في الخارج وهي التي خططت لضرب المصالح العراقية في الداخل والخارج وانتهاء بما يتعلق بحقبة حكمه في العراق.

واشار الى انه في هذه الحقبة ومع ارتفاع صوت الطائفية في 2006 شهد العراق صراعا عنيفا حصد أرواح آلاف العراقيين أدركت واشنطن أن رئيس الوزراء آنذاك إبراهيم الجعفري غير قادر على قيادة المرحلة، وبحثت عن بديل واستقر رأيها على المالكي لوجود توافق بين القيادات السياسية الشيعية عليه.

واضاف البرنامج ان المالكي سعى أثناء ولايته الأولى إلى تكريس الطائفية داخل العراق إقصاء وقتلا حيث أدار فرقا للقتل والاعتقالات تأتمر بأوامره وأنشأ سلسلة من السجون السرية تديرها الميليشيات الشيعية تسببت بمقتل 75 ألفا بينهم 350 عالما و80 طيارا عبر معلومات وفرها.

ومن بين الوثائق التي كشفها البرنامج ما يكشف عن مسؤولية المالكي في دخول تنظيم الدولة الإسلامية وانتشاره في العراق ففي تقرير صادر عن لجنة تحقيق برلمانية عليا تمت التوصية بإحالة نوري المالكي إلى القضاء العراقي باعتباره المتهم بتسليم الموصل لتنظيم الدولة دون قتال في حزيران (يونيو) عام 2014. وقال ان نجاح المالكي في إحكام قبضته الأمنية على العراق يعود إلى ميليشيا شيعية تخضع لأوامره مباشرة &. كما يكشف التحقيق كيف ساهمت الظروف والأحداث في صعود نجم المالكي بعد وصول صدام حسين إلى سدة الحكم في العراق وآية الله الخميني في إيران بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 وانتقال حزب الدعوة إلى الحضن الإيراني وتبنيه العمل المسلح. واوضح انه في أعقاب إعدام زعيم الحزب محمد باقر الصدر عام 1980 من قبل النظام العراقي حدث انقلاب في مسيرة الحزب الذي قرر تشكيل جناح مسلح لمواجهة النظام ورموزه حيث تشكلت اللجنة الجهادية بقيادة المالكي وهدفها مصالح العراق في الداخل والخارج، كانت عملية جامعة المستنصرية في بغداد في 1980 باكورة أعمالها العسكرية بمحاولة اغتيال طارق عزيز أحد قيادات حزب البعث آنذاك. في غضون ذلك انطلقت الحرب العراقية الإيرانية وفيها تعاظمت عمليات الحزب داخل العراق وانضم عدد من عناصره إلى صفوف الجيش الإيراني في قتال الجيش العراقي.

واضاف برنامج "الصندوق الاسود" الذي عرضته قناة الجزيرة في الختام انه بعد سقوط صدام عام 2003 عاد المالكي إلى العراق بعد أكثر من عشرين عاما في الخارج تحت المظلة الأميركية وعاد حزب الدعوة إلى ممارسة العمل السياسي وقد اختاره الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر لشغل منصب نائب رئيس لجنة خاصة لاجتثاث عناصر حزب البعث وهنا لمع نجم المالكي في عالم السياسة. واشار الى انه تحت ذريعة محاربة البعث، تمت تصفية عدد من الشخصيات من طرف المالكي بهدف إقصائهم من أي دور سياسي في العراق مستقبلا.