الاستفادة من تجربة موسم الحج الفائت، وإزالة المخاوف من تكرار ما جرى في منى وغيرها، والبحث عن شراكات جديدة... كان هدف الملتقى الدولي السابع عشر للسياحة الدينية والعربية، الذي يعقد في تونس على مدى يومين، 2 و3 تشرين الثاني (نوفمبر)، وبمشاركة 10 دول عربية، وعشرات وكالات الأسفار والفنادق.


عبدالباقي خليفة: وفود عربية كثيرة قدمت إلى تونس، لتشارك في الملتقى الدولي للسياحة الدينية والعربية، من المملكة العربية السعودية، ومصر، والمغرب، والأردن، وغيرها، لتبادل الخبرات وعقد شراكات جديدة، مع بعضها البعض، ولا سيما بينها وبين المؤسسات السعودية، حيث يركز الملتقى على رحلات الحج والعمرة، وما يكتنفها من إقامة وضيافة وتنقل وخدمات.

آفاق جديدة&
قالت الملحق الإعلامي في ملتقى السياحة الدولي السابع عشر، لبنى السويسي، لـ"إيلاف" إن "هذه الملتقيات تمثل حافزًا كبيرًا، وفرصة حقيقية لصناع القرار في المجال السياحي في تونس، لذلك نود حضورهم بكثافة، للتنسيق بين وكالات الأسفار في تونس، ووكالات الأسفار في المملكة العربية السعودية، وكذلك أصحاب الفنادق في مكة والمدينة، لأن حجيجنا في مواسم الحج والعمرة يتوجهون إلى هناك، ويقيمون هناك، وهناك ما يجب مناقشته، وتبادل الرأي فيه حول نوعية الخدمات، والخيارات المتوافرة هناك".

وتابعت "ما جرى في الحج خلال الموسم المنصرم، يحتم تدارس إمكانية تحسين الخدمات، والتنسيق في مجال التوعية بشعائر الحج، حتى لا يتكرر، مع إمكانية فتح آفاق جديدة للسياحة العربية المتبادلة، فهناك ما يستحق الاكتشاف، سواء في المجال الديني أوغيره، لا سيما في ظل ما يتعرّض له القطاع السياحي من ضربات، وانحسار السياحة الأوروبية".

وأشارت إلى أن "السياحة العربية ليست متطورة بالشكل الكافي، وهذا ما نريد طرحه في هذا الملتقى، كالتبادل السياحي بين الدول العربية، وهي مسؤولية الجميع، وكالات أسفار وغيرها".

6 ملايين معتمر
من جهته، أوضح مدير شركة تحمل اسمه، حمد بن حمادي الزايدي، من المملكة العربية السعودية، الذي يشارك للمرة الأولى في الملتقى الدولي للسياحة الدينية والعربية، في تونس، أنه تلقى دعوة إلى حضور الملتقى، وأنه أعجب بالفكرة: "نرى أنها بداية حسنة، بداية جيدة، ونلاحظ أن السوق التونسية متحركة، ونتمنى أن تكون الشركات التونسية العاملة في مجال السياحة الدينية، أو الحج والعمرة أكبر عددًا من أجل تسهيل شعائر العمرة".

وحول مدى تأثير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد العربية على نشاط الحج والعمرة من حيث عدد الوافدين، أفاد: "نتوقع تأثير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية على منسوب الراغبين في أداء شعائر الحج والعمرة، ولكن الموسم الماضي، أكد العكس، فعدد المعتمرين تجاوز الستة ملايين نسمة، وذلك رغم الاضطرابات الموجودة في عدد من الدول العربية".

واستطرد "لا تنسى أن عدد المسلمين كبير، وهناك روافد كبيرة، مثل تركيا وأندونيسيا وماليزيا وغيرها، الكثافة موجودة". وشدد الزايدي على أهمية إلمام الحاج بالمناسك، حيث تعود بعض الإخلالات إلى ثقافة الحاج نفسه، "فهم من ثقافات مختلفة، وعامل اللغة يؤدي دورًا في ذلك، وعامل جهل كيفية أداء المناسك ضلع في ما يحصل. أما الخدمات فهي متوافرة بمقاييس عالية".

ملايين السياح
وترى رئيسة مجلس إدارة شركة أسفار وتنظيم المعارض في دبي، ومدير عام شركة& كونس كريفينس في تونس المهندسة منى جلال أن "الملتقى يهدف إلى تنشيط السياحة العربية، والتقاء الوكلاء الخارجيين مع الوكلاء المحليين لربط العلاقات وتوقيع الاتفاقات وإبرام العقود في مجال السفر والسياحة". وأشادت جلال بالسوق التونسية، في مجال الحج والعمرة، وتحدثت عن الإضافة التي يمثلها الملتقى الدولي للسياحة الدينية والعربية" إلى صاحب شركة الأسفار أو من يمثله عبر تعرفه إلى صاحب الخدمة في الجهة المقابلة مباشرة، كصاحب الفندق مثلًا، كما يتعرف إلى عروض الشركات والوكالات والفنادق، ويختار شركاءه عن معرفة حقيقية بالشركاء".

وأضافت: "رغم أهمية الملتقى، إلا أننا لم نجد من يحدثنا عن حجم سوق السياحة الدينية، سواء الكم البشري أو العائد المادي". وأعربت عن أملها في أن تصبح السياحة العربية -&العربية بالملايين.

عقود جديدة
وأفاد مدير مؤسسة إيلاف للسياحة، ايلاف أجياد، في مكة المكرمة، رضا الجزيري، أن المؤسسة لديها فنادق 3 و5 نجوم، على بعد 1000 متر و400 متر عن الحرم، والأسعار تتفاوت بقدر قرب الفندق من الحرم، فالأقرب هي الأعلى سعرًا. وليس القرب من الحرم فحسب، بل نوع الخدمات، والدرجة لها دور في ارتفاع الأسعار وانخفاضها، على حد قوله. وقد جاء إلى الملتقى بحثًا عن عقود وشراكات مع مؤسسات تونسية.

أضاف "الملتقيات مهمة للعاملين في المجال الفندقي في الأماكن المقدسة، والشركات ووكالات الأسفار التونسية، التي تقوم بتنظيم عمليات الحج والعمرة، والاتفاق مع هذه الأطراف بخصوص إقامة الوافدين لأداء المناسك في كل من مكة والمدينة، ومناقشة الأسعار والخدمات الجديدة المتوافرة في البقاع المقدسة لدى المؤسسات السعودية، كذلك ما يتعلق بالتأشيرات وغيرها".

تجديد عقود
وأبرز المدير التنفيذي، لشركة صالح الظفيري، للحج والعمرة، سيد خليل، عراقة العلاقة بين مؤسسته والشركات التونسية التي تتعامل مع الشركة التي يديرها منذ عقود عدة: "نحن في هذا الملتقى نجدد معهم اللقاء والعقد لسنوات قادمة".

وأوضح أن شركة صالح الظفيري تملك فنادق في كل من مكة والمدينة، وأن الاكتظاظ الذي تشهده الفنادق، ولا سيما في موسم الحج، مرده إلى كثرة الحجاج، فالجميع يأتون في وقت واحد، مما يسبب الاكتظاظ.

وكشف عن افتتاح 6 فنادق جديدة في مكة فيها 4 آلاف غرفة، مما سيخفف من حدة الاكتظاظ، رغم أن الكثيرين يريدون فنادق قريبة من الحرم، وقريبة من أماكن التسوق، ولا يمكن إجراء القرعة على أماكن سكن الحجاج. واشتكى من قدوم حجيج بعض الدول، وهم خاليو الذهن تمامًا من كيفية أداء المناسك، بخلاف الحجيج من أندونيسيا مثلًا، الذين يتدربون على أداء المناسك، ويختبرون قبل قدومهم للبقاع المقدسة.


&