الكويت: أكدت دولة الكويت ان مجمل جهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية تصب باتجاه الوصول إلى حل سلمي ينقذ الشعب السوري الشقيق، نافية وجود أي "تباين خليجي" في ما يتعلق بالأزمة السورية.
جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية خالد سليمان الجارالله في تصريح للصحافيين، الليلة الماضية، على هامش حضوره إحتفال السفارة الأندونيسية لدى البلاد بأعيادها الوطنية. وردا على سؤال حول تصريحات وزارة الخارجية الروسية بأن وجود الأسد ليس أساسًا حتميًا لحل الأزمة، قال الجارالله ان اجتماعات فيينا المقبلة، والمقرر عقدها خلال منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، قد تسفر عن رؤى نهاية بشأن مصير رئيس النظام السوري.
وأوضح ان الموقف من موضوع الأسد "واضح، ويمكن أن لا يكون قد تبلور بشكل نهائي"، معربا عن اعتقده بان الاتجاه إلى بلورة موقف واضح ومحدد بما يتعلق بموضوع الأسد سيتم من خلال فترة انتقالية ستتحدد من خلال الاجتماعات المقبلة "والتي قد تكون ستة أشهر أو أطول". وحول زيارة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى جمهورية روسيا الاتحادية في الاسبوع المقبل، أكد الجارالله ان زيارة الأمير إلى موسكو "ستكون تاريخية" في ظل علاقات "متينة وصلبة" بين البلدين الصديقين، مشيرا الى عمق وقوة العلاقات التي تربط دولة الكويت بروسيا.
وأضاف ان مجالات التعاون مع موسكو كثيرة ومتشعبة، متطلعًا بعين الأمل والتفاؤل إلى هذه الزيارة لتضيف الشيء الكثير "لعلاقاتنا الثنائية مع الأصدقاء في روسيا". وعن المشاركة في القمة العربية - الأميركية الجنوبية في الرياض في الأسبوع المقبل ذكر الجارالله أن التعاون بين مجموعة الدول العربية ومجموعة دول أميركا اللاتينية هو تعاون وثيق وقديم، لافتا الى أن هذا الملتقى يمثل القمة الرابعة بين المجموعتين.
واوضح ان مجالات التعاون في ما بين المجموعتين متعددة، ومجالات التواصل مستمرة، مؤكدا أن الكويت ستقدم ورقة عمل خلال المؤتمر، تتضمن أفكارا ورؤى وتوجهات الكويت حيال "التعاون المهم" بين المجموعتين. وردا على سؤال حول مدى صحة وجود مباحثات ثنائية بين الكويت والعراق بشأن الأسرى وتأجيل التعويضات، أكد الجارالله أن العلاقات الكويتية - العراقية تسير باتجاهها الصحيح، وهناك تواصل واتصال مع الأشقاء في العراق، معربا عن الشعور بالارتياح الكبير لتطور هذه العلاقات الثنائية.
وأضاف بالقول "نحن نتطلع إلى لقاء قريب في شهر كانون الثاني/يناير المقبل، ومن المتوقع أن تندرج تحت لقاء اللجنة المشتركة موضوعات عديدة ومتشعبة تحتاج بحثًا ودراسة ومتابعة مع الأشقاء في العراق"، متوقعا تجاوز الكثير من الأمور التي تأخر حسمها بعض الشيء. وأوضح ان اجتماعات اللجنة "ستتيح لنا أيضا الفرصة للحديث عن ملفي الأسرى والمفقودين الكويتيين إضافة إلى التعويضات، مؤكدا أن الكويت "وللمرة الثانية تستجيب لطلب العراق بتأجيل دفعات التعويضات".
وحول رئاسة الكويت للجنة التوجيه البريطانية - الكويتية المشتركة مع نهاية الشهر الجاري، قال الجارالله "لقد بدأنا منذ فترة الإعداد للملفات المتشعبة لهذا الإجتماع، وأعتقد أن هذه الآلية مع أصدقائنا في بريطانيا هي آلية فعالة ومتطورة، ولمسنا بالفعل نتائجها على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وبالتالي نتطلع بتفاؤل إلى هذا الاجتماع".
وبشأن الاحتفال بالأعياد الوطنية الأندونيسية قال إن المشاركة محل اهتمام دولة الكويت وتأتي لتعزيز العلاقات الثنائية، مؤكدا عمق العلاقة التاريخية التي تربط الكويت مع أندونيسيا، واوضح الجارالله ان "علاقاتنا مع أندونيسيا قديمة وتاريخية ومتطورة، وهناك تعاون وزيارات متبادلة على أعلى مستوى"، مؤكدا وجود شراكات عدة تربط البلدين لاسيما الشراكة في منظمة المؤتمر الإسلامي والإطار الخاص بالحوار الآسيوي (A.C.D) إضافة إلى "كون اندونيسيا بلدا نفطيا، ولديها اهتمامات كاهتماماتنا، وبالتالي لديها مجالات عديدة وكبيرة، لذلك فإن مستقبل العلاقات متطور".
وردا على سؤال حول توجه وزارة الخارجية الكويتية لإيقاف استقدام العمالة الإندونيسية، قال "نحن لم نتدخل، ولكننا نتواصل مع الحكومة الاندونيسية، والآن لدينا سفير جديد سيحمل أفكارنا للتعاون بهذا المجال، وأعتقد أننا قد نجد تجاوبا وتعاونا من قبل أصدقائنا في اندونيسيا في ما يتعلق بموضوع العمالة".
التعليقات