حشدت الجماعات والتنظيمات الإسلامية في المملكة المتحدة أنصارها للتظاهر ضد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقالت تقارير إن جماعة (الإخوان) دعت منتسبيها في بلدان أوروبية للحضور إلى لندن للمشاركة في الاحتجاجات.

نصر المجالي: شهدت العاصمة البريطانية، الخميس، لقاء قمة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون في 10 داونينغ ستريت. وكان السيسي وصل إلى لندن ظهر الأربعاء في مستهل زيارته الرسمية التي تستمر ثلاثة أيام، وهي الزيارة الأولى له إلى المملكة المتحدة منذ توليه السلطة.

وقال تقرير صحفي إنه من المرجح أن يطلع كاميرون ضيفه المصري على الإجراءات الجديدة التي تعتزم حكومته اتخاذها في شأن جماعة (الإخوان المسلمين).

وقالت صحيفة (التايمز) اللندنية، في مقال لفرانسيس إليوت المحررة السياسية، بعنوان: "الإخوان المسلمون يواجهون قيودًا جديدة لتهدئة السعودية"، إن كاميرون سيعلن قيودًا جديدة على الإخوان المسلمين في خلال أسابيع في مساعٍ لتهدئة السعودية ومصر.

مراجعة نشاط الإخوان

وكان كاميرون طلب منذ عامين إجراء مراجعة مستقلة للإخوان المسلمين وسط ضغوط من الحلفاء في الشرق الأوسط لشن حملة على أنشطتها في بريطانيا. وتقول الصحيفة إن السعودية تشكو أن لندن هي القاعدة الرئيسية للإخوان المسلمين التي حظرتها وتتهمها بأنها على صلة بالمتطرفين.

وتضيف الصحيفة إنه بعد عدة إرجاءات تقول الحكومة البريطانية إن المراجعة التي تجريها لأنشطة الجماعة سيتم الانتهاء منها خلال اسابيع مع اجراءات لتشديد الإشراف على أنشطتها في بريطانيا.

وتخلص (التايمز) إلى القول إن مؤيدي الاخوان المسلمين لوحوا بأن تشديد الحكومة البريطانية القيود على أنشطتها قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية.

قضايا ثنائية وإقليمية

وإلى ذلك، صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن مباحثات السيسي وكاميرون سوف تتطرق إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والمستجدات الإقليمية، خاصة في ليبيا وسوريا ومكافحة الإرهاب.

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس سيعقد اليوم سلسلة من اللقاءات، يبدأها باللقاء الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، كما يلتقي مجموعة من المفكرين والأكاديميين والإعلاميين البريطانيين، وسكرتير عام البنك الأوروبي للإعمار والتنمية، ورئيس شركة بريتش جاز للبترول، ومجموعة من أبرز رؤساء الشركات والمؤسسات الاقتصادية البريطانية.

ومن المقرر أن يستقبل السيسي غدًا الجمعة وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، كما يتم على هامش الزيارة التوقيع على مذكرتي تفاهم بين مصر وبريطانيا في مجالي التعاون الأمني والتعليم العالي.

وسوف يستقبل الرئيس عددًا من أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس عقد أمس ثلاثة لقاءات عقب وصوله، حيث اجتمع مع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار (أكيتس)، كما التقى اللورد بول دايتون، منفذ تحديث البنية التحتية البريطانية، وتحادث أيضًا مع رئيس شركة (بريتش بتروليم).

فى سياق متصل، أكد الرئيس السيسي أن مصر مهددة من الجماعات المتشددة، ونحن في مصر نخشى انهيار دول الجوار، وقال في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية بثته كاملاً الأربعاء إن مصر تسير نحو الديمقراطية، وإن الشعب يطالب بالتغيير منذ أربع سنوات، وإن الاستقرار لن يتحقق بالقوة أو بالإكراه، بل بتنظيم المجتمع وانضباطه. وفي حوار آخر مع صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية، دعا الرئيس المجتمع الدولى إلى سرعة إتمام "المهمة" في ليبيا حتى لا تتحول ليبيا إلى سوريا أخرى.

احتجاجات

ونقلت الصحف البريطانية الصادرة يوم الخميس تقارير على صفحاتها الأولى عن الاحتجاجات ضد زيارة الرئيس المصري لبريطانيا.

وقال تقرير لصحيفة (الغارديان) إن العشرات من المهاجرين المصريين وبعضهم جاء من مناطق بعيدة مثل اسبانيا، نفذوا احتجاجًا صاخبًا في الوايتهول (مقر الحكومة البريطانية) للتعبير عن غضبهم لدعوة (قائد الجيش السابق) لزيارة لندن.

ونقلت الصحيفة انتقادات مها عزام، رئيسة المجلس الثوري المصري، في كلمة أمام الحشد لدعوة كاميرون للسيسي "المستبد القاتل"، وقالت عزام: "نقف اليوم لنقول لكاميرون عارًا عليكم، لا باسم الشعب البريطاني الشرفاء. لا باسم الشعب المصري توجهون الدعوة للسيسي".

وأضافت عزام: "السيسي لا توجد لديه شرعية في نظر الشعب البريطاني، كما أن الشعب المصري الحر يرفض السيسي ... ومن هنا نوجه رسالة بصوت عالٍ وواضح، لا للفاشية، لا للدكتاتورية العسكرية ".

كما تحدث في الاحتجاج ممثلون لمنظمات إسلامية من بينها حرية الاخوان المسلمين وحزب العدالة واتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية، وحملة أوقفوا السيسي، رابطة مسلمي بريطانيا وتحالف أوقفوا الحرب وحملة ضد تجارة الاسلحة (CAAT).