لأنّ المرأة في بريطانيا هي نصف المجتمع وبالتالي من حقها ان تُرى وتُسمع بنسبة 50 في المئة من الوقت، يقود نشطاء حملة ضدّ الحكومة البريطانية التي لم توفّق في احترام المساواة بين الجنسين عندما صمّمت جواز سفر بريطانيا جديدا، على حدّ تعبيرهم.


عبدالإله مجيد من لندن: وُجهت الى الحكومة البريطانية تهمة التمييز على أساس الجنس بسبب التصميم الجديد لجواز السفر البريطاني الذي تظهر في صفحاته الأربع والثلاثين صور سبعة رجال مقابل امرأتين فقط.

وقالت الناشطة النسوية كارولين كريادو بيريز التي قادت الحملة من اجل طبع صورة امرأة على ورقة نقدية بريطانية "ان عدم تمثيل المرأة تمثيلا كاملا لا يستقيم مع الوضع الطبيعي".
&
وأشارت الكاتبة بريجيت مينامور الى أن المرأة نصف المجتمع وبالتالي من حقها ان تُرى وتُسمع بنسبة 50 في المئة من الوقت.

كما اعربت مينامور عن استغرابها لأن احدا من الخبراء والمسؤولين الذين اطلعوا على التصميم قبل عرضه للجمهور لم يعتقد ان انعدام التوازن في تمثيل الجنسين على صفحات الجواز سيكون مشكلة.
&
وقالت النائبة العمالية ستيلا كريسي في تغريدة على تويتر ان وزارة الداخلية البريطانية لم تتمكن إلا من ايجاد امرأتين بريطانيتين تحتفي بهما في تاريخ يمتد 500 سنة.

ودعت الكاتبة مينامور نساء بريطانيا والعالم الى الاحتجاج على اللامساواة بين الجنسين ولاحظت في الوقت نفسه ان انهاء التمييز بين الجنسين كثيرا ما يُصور على انه ادراك الرجل بأن المرأة مساوية له ولهذا السبب تكرس الناشطات النسويات كثيرا من الوقت والطاقة لكسب الرجال الى الحركة النسوية.

ولكن الثورة تحدث عندما ينتفض المظلومون ضد ظالميهم ويحطمون المؤسسات التي تبقيهم مسحوقين.

وفي حين ان الحكومة البريطانية تصر على تمرير إجراءات تقشفية تلحق ضررا غير متناسب بالمرأة فان وجود عدد مساو من وجوه النساء في جواز السفر يكرس الاحساس الكاذب بالمساواة، كما تحذر الكاتبة مينامور. وهناك نساء كثيرات لا تتحقق المساواة بنظرهن حين تُطبع صور من بنات جنسهن على جواز السفر أو أوراق نقدية جديدة.
&
واخذت مينامور على ناشطات نسويات موقفهن القائل إن معالجة اللامساواة على مستوى القمة بزيادة عدد النساء في مجلس العموم ورئاسة الشركات ستترك آثارها على مستوى القاعدة في حين ان العكس هو الصحيح. وان طبع صور خمس نساء اضافيات في جواز السفر ليساوي عددها عدد صور الرجال لا يفعل شيئا سوى تمكين الحكومة من تهنئة نفسها في حين انها لا تستحق ذلك بكل تأكيد، كما ترى الكاتبة مينامور.

وهناك فارق بين تمثيل المرأة (والمظلومين الآخرين) في سياقات مؤسسية مثل جوازات السفر مقابل تمثيلها في الفن والاعلام. فالمساواة يجب ان تتحقق قدر الامكان بين الممثلين الذين يقومون بأدوار سينمائية ناطقة والخبراء الاعلاميين وحتى التلفزيون الواقعي ولا سيما ان الفن والاعلام يقدمان على ما يُفترض نسخا من الحياة وهي حياة متنوعة ومتغيرة ورائعة بسبب هذا التنوع والتغير تحديدا. ولكن حين يتعلق الأمر بجوازات السفر لا يملك المرء إلا ان يشعر بأن الحكومة تقول الحقيقة من خلال اللامساواة على صفحاته.&

واعتادت الحركة النسوية على التعامل مع مظاهر للتمييز الجنسي على انها اسباب هذا التمييز. فعدم وجود صور للمرأة على جوازات السفر أو الأوراق النقدية من مظاهر اللامساواة وكذلك مجلات الرجال وصورة الفتاة العارية على الصفحة الثالثة.

وقالت مينامور ان من السهل تأييد الحملات النسوية ضد هذه المظاهر ولكنها ادركت ان قضايا المرأة اعقد من ذلك. فوجود صورة جين اوستن على الورقة النقدية من فئة 10 جنيهات استرلينية لا يعني الشيء الكثير للمرأة التي لا تستطيع اطعام اطفالها ومن الصعب تجاهل احتجاج عارضات ازياء من بنات الطبقة العاملة يشعرن بوصاية نساء من الطبقة الوسطى يردن حرمانهن من مصدر رزقهن. ومن الأفضل ان تعمل الناشطات في هذا المجال على بناء عالم تتوفر فيه للمرأة خيارات أكثر وليس التركيز على إزالة شيء رمزي أو حتى تقليص الخيارات المتاحة.

واكدت الكاتبة مينامور انها لا تعترض على توقيع مذكرة احتجاج تطالب بتغيير تصميم جواز السفر ولكنها اعربت عن تطلعها الى ابداء القدر نفسه من الاحتجاج على خفض الاموال المرصودة لمكافحة العنف المنزلي والثغرات الموجودة في عمل الشرطة والخدمات الصحية حين يتعلق الأمر بضحايا العنف الجنسي.