أجمعت غالبية قراء "إيلاف" على أن هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) كتبت الحروف الأولى لنهاية هذا التنظيم الإرهابي، الذي يتخذ من سوريا والعراق مرتعًا ومقرًا لهجماته في كل العالم.
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: جمعت هجمات باريس، التي وقعت يوم الجمعة قبل الماضي، خصومًا، ما كان لهم أن يجتمعوا حيال الإرهاب وتعريفه وكيفية التعامل معه، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
طوارئ فرنسية
فقد تطابقت توجهات كل من الرئيس الفرنسي ومعه الأميركي باراك أوباما مع توجهات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طريقة معالجة الملف الروسي، الذي ولد من تناقضاته تنظيم داعش.
فقد أعلن الرئيس الفرنسي هولاند أن بلاده "في حالة حرب" معلنًا حالة الطوارئ التي مددها لمدة ثلاثة أشهر. وكان تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن هجمات باريس، التي طالت عددًا من الحانات والمطاعم، وقاعة للموسيقى وملعبًا رياضيًا، راح ضحيتها 129 شخصًا وعشرات الجرحى.
وبعدما كان الحديث يجري بين فرنسا وأميركا حول احتواء تنظيم داعش، الذي كان الطيران الروسي يدكّ مواقعه في سوريا، قال هولاند إن فرنسا "ملتزمة، ليس فقط باحتواء، بل بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية".
لم يكد هولاند ينهي تصريحاته ولقاءاته حول كيفية الرد على هجمات باريس الموجعة، والتي هزت العالم تعاطفًا معها، كانت حاملة الطائرات شارل ديغول تجوب المياه الدولية نحو البحر الأبيض المتوسط، لدعم الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش. وقبل وصولها دكّت الطائرات الفرنسية عشرات الأهداف المنتقاة لداعش، خاصة خاصرته المالية، آبار النفط، التي يستولي عليها في الشمال السوري.
تحركات دولية
هذه الهجمات دفعت مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد بطلب من فرنسا، حيث صوّت المجلس بعد أسبوع على هجمات الجمعة الدامية في باريس على مشروع قرار فرنسي يجيز "اتخاذ كل الإجراءات اللازمة" للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وضمن التحرك الفرنسي نفسه، أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيلتقي الرئيسين أوباما وبوتين لبحث الحرب ضد داعش.
ويرى متابعون أن الموقف الفرنسي ما كان له أن يتغيّر لولا هجمات باريس، التي كانت بمثابة صفعة للرئيس هولاند، الذي ظل معاندًا بوجوب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أولًا، ثم بحث سبل القضاء على التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش، التي يرى هؤلاء المراقبون أنها ستشغل أي فراغ سياسي في سوريا.
ولم يستجب لتبريرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ضرورة محاربة تنظيم داعش، الذي كان أعلن مسؤوليته، قبل نحو شهر، عن إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية موقعًا 224 ضحية. لم يتوقف الاندفاع الفرنسي في ضرب داعش عند هذا الحد، بل تحرك الرئيس هولاند للقيام بدور وساطة لتقريب وجهات نظر كل من روسيا وأميركا حيال الوضع السوري، والذي كان السبب في ظهور داعش وأخواتها.
فقد بادر هولاند بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي، ومثله مع الرئيس الفرنسي، في سياق الإعداد لزيارتيه إلى واشنطن يوم 24، وموسكو يوم 26 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وقد أعلنت باريس أن الزيارتين تأتيان "في إطار حملة الرئيس لحشد المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب بعد هجمات باريس".
إشادة أميركية
الموقف الفرنسي على الأرض وفي الاتصالات أتى أكله بخلق حالة نادرة، ما كان لها أن تحدث لولا هذه الهجمات، وهي إشادة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالدور العسكري الروسي في سوريا، حيث تشن الطائرات الروسية ومنظومات الصواريخ الموجّهة عن بعد عشرات الهجمات يوميًا ضد تنظيم داعش أولًا، ومعه جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإسلامية المسلحة، التي تنتهج التكفير بدرجات متفاوتة في حربها السورية.
ترى هل كان تنظيم داعش يظن، وهو يخطط لهجمات باريس، أن تكون ردود الفعل ضده بهذه الجدية؟. لقد قرأ المواقف السياسية للدول الكبرى خطأ من خلال تفسيره الاحتواء بغضّ النظر وربما الخوف منه.
إيلاف طرحت هذا السؤال على قرائها، الذين وجدت غالبيتهم (75%) 1455 أن هجمات باريس كتبت نهاية تنظيم داعش، لكن (43%) منهم 1105 خالفوهم بأن اعتبروا أن هذا التنظيم الإرهابي لن تنهيه ردود فعل هجمات باريس، معتقدين أن حل المعضلة أعمق من حرب عسكرية تشنها الطائرات من ارتفاعات شاهقة، قد تصيب أبرياء، يتخذهم التنظيم وتفرعاته دروعًا بشرية. شارك في الاستفتاء 2470 متصفحًا.
&
التعليقات