طلال جاسر: دعت الكويت مساء الثلاثاء المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل للتوقف عن ممارساتها غير الشرعية وانهاء سياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية وبناء الجدار العازل وتهويد مدينة القدس.
جاء ذلك في كلمة القاها السكرتير الاول في سفارة دولة الكويت لدى النمسا عبدالله ناصر العبيدي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي اعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1977 ليتوافق مع تاريخ صدور قرار الامم المتحدة رقم 181 في عام 1947 بتقسيم فلسطين الى دولتين.
وقال العبيدي ان الممارسات الاسرائيلية لا تمثل تحديا للمجتمع الدولي فحسب بل من شانها اجهاض حل رؤية الدولتين وابقاء حالة الحرب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
و ذكر ان اجتماع اليوم يأتي وسط تطورات خطيرة تشهدها القدس ويشهدها الاقصى المبارك حيث لم تكتف سلطة الاحتلال بفرض اجراءاتها الامنية المشددة على عملية الدخول للمسجد الاقصى ومنع المصلين من ممارسة شعائرهم الدينية بل تمادت واعتقلت المرابطين به واحرقت بعض اجزائه وانتهكت حرمته الامر الذي يعد انتهاكا صارخا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ولحرية العبادة ولحرمة الاماكن المقدسة.
واشار الى ان ما يحدث في القدس الان هو نتيجة صمت المجتمع الدولي المتكرر على ممارسات واعتداءات الاحتلال السابقة معيدا الى الاذهان العدوان الذي تعرضت له غزة وراح ضحيته اكثر من 11 الف قتيل وجريح ثلثهم من الاطفال وشرد قرابة الثلاثمائة الف نسمة.
وتابع العبيدي قائلا ان السلام الشامل والعادل لن يتحقق الا من خلال احترام وتنفيذ اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية داعيا المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياته الانسانية والاخلاقية والقانونية وتوفير الحماية الدولية له ووقف الانتهاكات الاسرائيلية التي تشكل اخلالا وتهديدا للسلم والامن الدوليين.
ومن هذا المنطلق اكدت دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في كفاحه الطويل لاستعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية انطلاقا من ايمانها الراسخ بمشروعية قضيتهم وعدالتها.
كما ناشدت الكويت جميع الدول الحريصة على ميثاق الامم المتحدة لتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وتحقيق استقلاله واقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
واشار العبيدي الى ان طلب دولة فلسطين الحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة هو حق مشروع لها تستند شرعيته الى قرار التقسيم خاصة بعد قرار الجمعية العامة بتاريخ 29 سبتمبر 2012 بقبول فلسطين دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة وبعد قرارها برفع العلم الفلسطيني على مقارها.
وتقدم العبيدي في ختام كلمته بالشكر للجنة الامم المتحدة المعنية بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بتنظيم هذه الفعالية ودعمه ومساندته للتوصل الى ما يتطلع اليه الشعب الفلسطيني في حقه بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة.
من جهته قال رئيس بعثة الجامعة العربية في فيينا السفير وائل الاسد ان استمرار اسرئيل في اقامة المستوطنات غير الشرعية في الاراضي الفلسطينية واعتقال الاف الفلسطينيين والقتل العشوائي للمدنيين والانتهاكات اليومية ومحاولات تهويد القدس المحتلة كلها اجراءات باطلة ولاغية ومخالفة للقانون الدولي.
واضاف الاسد في كلمة له القاها نيابة عن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي انه في ظل غياب الحل العادل والشامل واستمرار اسرائيل في ممارساتها العدوانية اصبح توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضرورة ملحة في ظل المخاطر والانتهاكات التي يتعرض لها ابناء شعبنا الفلسطيني مشيرا الى ان الوقت قد حان لكي ينال الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المسلوبة وان يبدا ببناء وطنه وان ينعم بسلام وامان كبقية شعوب العالم.
واشار الى ان انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية يبقى التحدي الاكبر امام المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم اضافة الى ان هذا الاحتلال يمثل احد الاسباب الرئيسية في انتشار الاحباط والياس ومن ثم التطرف في المنطقة.
وخلص الاسد في ختام كلمته الى القول ان المجتمع الدولي اليوم في الوقت الذي يركز فيه طاقاته على التصدي لتفشي الارهاب المقيت الذي لم تعد توقفه حدود فانه ينسى ارهابا اشد قسوة الا وهو ارهاب الدولة المنظم والممنهج الذي تمارسه اسرائيل لاخضاع شعب باكمله.
التعليقات